سورية: قتيل في حمص والمعارضة تشكك بالحوار الوطني

الحكومة السورية تتحدث عن اللقاء بوصفه مقدمة لحوار وطني ومعارضون سوريون ينتقدون اللقاء، ويتهمون النظام بالاستمرار في الخداع وفي الحل الأمني..

سورية: قتيل في حمص والمعارضة تشكك بالحوار الوطني
نقلت "رويترز" عن سوريين قولهم إن القوات السورية قتلت مدنيا واحدا على الأقل خلال مداهمات ليلية في مدينة حمص، وذلك بعد يوم من عقد السلطات مؤتمرا "للحوار الوطني".
 
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 20 شخصا جرحوا في الوقت الذي حاول فيه سكان الاحتماء من مركبات مدرعة كانت تطلق نيران المدافع الرشاشة على الأحياء الكثيفة السكان.
 
ووصفت المداهمات بأنها أعنف مداهمات منذ اقتحام الجيش حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، قبل شهرين.
 
إلى ذلك، اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالخداع، من خلال اللقاء التشاوري الذي يختتم اليوم. وقالت دمشق إن اللقاء يمهد لحوار وطني يفضي إلى نظام تعددي.
 
ويناقش اللقاء دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، والآفاق المستقبلية، وتعديل بعض مواد الدستور، بما في ذلك المادة الثامنة التي تمكن حزب البعث من احتكار الحياة السياسية، وعدم استبعاد وضع دستور جديد للبلاد، إضافة إلى مناقشة مشاريع قوانين الأحزاب، والانتخابات، والإعلام.
وتشارك في اللقاء نحو 200 شخصية بين حكومية وبرلمانية توصف بالمستقلة ومثقفين وفنانين.
 
وبينما تحدثت الحكومة السورية عن اللقاء بوصفه مقدمة لحوار وطني، انتقد معارضون سوريون اللقاء، واتهموا النظام بالاستمرار في الخداع، وفي الحل الأمني.
 
ونقلت "الجزيرة" عن ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة عامر الصادق وصفه اللقاء بأنه "رقص على دماء الشهداء"، ونعت المشاركين فيه بـ"أذناب النظام وأتباعه وأصدقائه".
 
وقال الكاتب المعارض فايز سارة إن الأقوال وحدها لا تكفي لتأكيد صدق نوايا النظام. واتهم المعارض البارز هيثم المالح النظام بالخداع، متسائلا عن إمكان التحاور معه بينما هو يقتل الشعب.
 
وفي تصريحات متزامنة، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عمر إدلبي إن النظام يهدف من خلال اللقاء إلى الالتفاف على الضغوط الداخلية والخارجية، وشدد على انتفاء نية الإصلاح لديه.
 
ومن باريس، قال الناشط الحقوقي السوري هيثم مناع لـ"الجزيرة" إن الحوار لا يجري في بيئة مناسبة، لافتا إلى هناك تمايزا بين وجهة نظر الشباب "الذين يدفعون الدم وبين السلطة القمعية".
 
في سياق متصل، تظاهر اليلة الماضية آلاف السوريين في دير الزور والبوكمال وأطراف العاصمة دمشق، وخرج قبل ذلك المئات في بعض مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا مظاهرات تنديدا بلقاء دمشق باللقاء.
 
وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قد قال في مستهل اللقاء إن نظاما سياسيا تعدديا وديمقراطيا سينبثق من الحوار الوطني، وأضاف أنه "لا رجعة عن الحوار".
 
وأضاف الشرع أن الهدف من اللقاء الإعداد لمؤتمر وطني شامل ينقل سوريا إلى دولة يتساوى فيها جميع المواطنين، ويشاركون في صياغة مستقبل بلدهم, وأن الحوار يجب أن يتواصل لطي صفحة الماضي, وفتح صفحة جديدة، قائلا إنه ليس منة وليس تنازلا من الحكومة.
 
بيد أنه أقر بأن اللقاء محفوف بالشك والقلق، وتحدث عن قرار بعدم وضع أي عقبات أمام سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى بلده.
 
وفي اللقاء، طالب المفكر السوري الطيب تيزيني بالوقف الفوري لقمع المتظاهرين، قائلا إنه لا يمكن لأي طرف أن يتابع إطلاق الرصاص بينما الحوار دائر.
 
وطالب تيزيني بتفكيك الدولة الأمنية، قائلا إن هذا "شرط لا بديل عنه"، معتبرا اللقاء الجاري امتدادا لسلطة تريد أن تظل مهيمنة.
 
من جهته قال عضو مجلس الشعب السوري محمد حبش إن جزءا مما تشهده البلاد هو مؤامرة، لكن 80% مما تشهده هو احتقان داخلي نشأ نتيجة القمع والممارسات الأمنية، وطالب بإنهاء حكم حزب البعث الحاكم.

التعليقات