جمعة "صمتكم يقتلنا": اشتباكات في دير الزور بعد قصفها بالدبابات، وسقوط قتلى وجرحى في درعا واللاذقية والبوكمال

رفع المتظاهرون السوريون المناوئون لحكم الرئيس بشار الأسد، شعار "صمتكم يقتلنا"، عنوانا لتحركات اليوم الجمعة، تعبيرا عن رفضهم لما اعتبروه تواطؤا محليا، وإقليميا، ودوليا، مع أعمال القتل في سوريا.

جمعة

رفع المتظاهرون السوريون المناوئون لحكم الرئيس بشار الأسد، شعار "صمتكم يقتلنا"، عنوانا لتحركات اليوم الجمعة، تعبيرا عن رفضهم لما اعتبروه تواطؤا محليا، وإقليميا، ودوليا، مع أعمال القتل في سوريا.

يأتي ذلك بينما يكثف الجيش وقوات الأمن حملتهما الأمنية، بعد أن شهدت البلاد أمس مقتل مدنيين وانشقاق جنود في المظاهرات المناهضة لنظام الأسد.

وفي تطورات اليوم، قال مصدر حقوقي سوري، إن قتيلين وعددا من الجرحى سقطوا في مدينتي درعا واللاذقية، في حين سقط قتيل ثالث فجرًا في مواجهات شهدتها مدينة البوكمال، قال التلفزيون السوري إنه من قوات حفظ النظام.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان في سورية، عبد الكريم ريحاوي: "إن شخصين على الأقل قتلا في المظاهرات التي تشهدها المدن السورية اليوم الجمعة"، موضحًا أن قتيلاً وعددا من الجرحى سقطوا "في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، كما سقط قتيل وعدد من الجرحى في المظاهرة التي شهدتها مدينة درعا البلد".

وقال ريحاوي، إن "عددًا من الجرحى سقطوا في بلدة حرستا في ريف دمشق، كما فرقت قوات الامن مظاهرة كبيرة في حي القابون في دمشق".

وفي حماة تجمع الآلاف من سكان المدينة بعد صلاة الجمعة في ساحة العاصي، ثم تفرقوا من دون حصول أي إشكال أمني.

هذا وقال التلفزيون السوري، إن مجموعة وصفها بأنها تخريبية استهدفت خطا للنفط باستخدام عبوة ناسفة في منطقة تلكلخ، بين حمص وطرطوس، وإن حفرة عمقها عشرة أمتار نجمت عن هذا التفجير.

وتضم حمص واحدة من مصفاتي نفط في سوريا، وشهدت احتجاجات حاشدة تطالب بالإطاحة بالرئيس السوري، الذي نشرت قواته الدبابات في المدينة.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية في مدينة البوكمال وفقا ليونايتد برس إنترناشونال، إن "مواجهات جرت فجر اليوم في المدينة بين متظاهرين وقوات الامن، سقط خلالها قتيل وأربعة جرحى، أحدهم جراحه خطرة" .

القوات السورية فتحت النار على المتظاهرين في درعا

وفي وقت سابق اليوم، قال شهود وناشطون في درعا، إن قوات الامن فتحت النار على متظاهرين في المدينة، مع نزول الآلاف إلى الشوارع في شتى أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة، 29 يوليو/ تموز، للمطالبة بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

ووفقا لرويترز، قال أحد السكان، وهو فني ذكر أن اسمه أيمن: "إنهم يطلقون النار على المتظاهرين في الأزقة، والناس تجري طلبا للاحتماء؛ المحتجون كانوا يحاولون تفادي الوجود الامني الكثيف في الشوارع الرئيسية."

وذكر شهود أن قوات الامن استخدمت أيضا قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في درعا، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.

اشتباكات بين المخابرات الحربية وسكان في دير الزور بعد قصفها بالدبابات

من جهة أخرى، قال شهود إن القتال اندلع يوم الجمعة بين أفراد المخابرات الحربية السورية، وسكان في دير الزور بشرق البلاد، عقب مقتل خمسة محتجين، فيما بدا تحديًّا مسلحًا للنظام السوري.

وتقود المخابرات الحربية المسؤولة عن ولاء الجيش للأسد، حملة قمعية في منطقة القبائل في شرق سوريا، وهي منطقة استراتيجية منتجة للنفط بالقرب من حدود العراق.

وقال أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه وفقا لرويترز: "القتال يتركز في شمال غربي دير الزور، إنه مستمر بلا توقف منذ الثانية صباحا."

وأضاف، وقد سمعت في الخلفية أصوات رشاشات ثقيلة: "الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديث عن وحدات كاملة من الجيش تنشق.. قطعت الكهرباء والاتصالات."

وفي وقت سابق، وطبقا لاتحاد تنسيقيات الثورة وسكان، قوات الامن والجيش اقتحمت حي الحويقة في دير الزور، وأطلقت الرصاص عشوائيا على المدنيين، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح العشرات العديد منهم بحالة خطيرة، حيث دعي عبر مكبرات الصوت بالمساجد للتبرع بالدم.

وتصاعدت الأحداث، وفق المصادر نفسها، عندما بدأت الدبابات بالقصف العشوائي بالقذائف على حي الحويقة، أتبعه حدوث انشقاق كبير بالجيش، كما يتحدث الناشطون بالمدينة، ومواجهات بينه وبين الأمن العسكري بعد منتصف الليلة الماضية، ويشير الناشطون إلى انشقاق الكتيبة السابعة من اللواء 137 مدرعات.

لكن القتال الذي تتحدث عنه التقارير في دير الزور، يبدو أنه رد فعل مسلح من جانب عدد كبير من الناس على حملة القمع التي ينفذها الأسد بقبضة من حديد ضد الاحتجاجات الشعبية.

وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الانتفاضة، مما صعب من مهمة التحقق من صحة التقارير عن الاشتباكات، ولا تعلق السلطات عادة على عمليات القتل.

أنباء عن مقتل محافظ دير الزور ورئيس الأمن العسكري فيها

وأكد شهود عيان وناشطون، أن مساجد المدينة والأهالي في الشوارع يرددون خبر مقتل محافظ المدينة المعين حديثا، سمير الشيخ، ورئيس الأمن العسكري، جامع جامع، بلا أي تأكيدات دقيقة، سوى أن الغموض لا يزال يلف مصيرهما حتى الآن، وكان مسلحون قد هاجموا منزل المحافظ وشعبة الأمن السياسي فجر اليوم.

وقال سكان محليون إن عددا من "الحوامات" تحلق في سماء المدينة.

وعين الأسد، يوم الأحد الماضي، ضابطا بالشرطة السرية محل المحافظ المدني لدير الزور، وذلك بعد يومين من أكبر مظاهرات منادية بالديمقراطية تشهدها المنطقة حتى الآن منذ اندلاع الانتفاضة.

وجاءت التطورات في دير الزور بينما تشهد المدينة، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت، مظاهرات نهارية وأخرى ليلية تنادي بإسقاط النظام.

وقال سكان، إن الجيش السوري حاصر الأسبوع الماضي بلدة البوكمال الواقعة عند أقصى الطرف الشرقي لدير الزور، على الحدود مع العراق، بعد أن انشق 30 جنديا إثر مقتل أربعة محتجين.

وتنتج دير الزور معظم الانتاج السوري من النفط، الذي يبلغ 380 ألف برميل يوميا، لكنها واحدة من أشد المحافظات السورية فقرا، وعددها 13 محافظة، والتي تضررت كثيرا من الجفاف وسوء الإدارة.

مظاهرات ليليلة في مختلف أنحاء سوريا ليلة أمس، والدبابات تصل اللاذقية  

واستعدادا لجمعة "صمتكم يقتلنا"، شهدت عدة مدن وبلدات مظاهرات ليلية وفجر اليوم، ردد فيها المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة، وتلك التي تشهد عمليات أمنية مثل دير الزور وحمص، وبلدات بريف دمشق.

وجرت المظاهرات الليلية بمدن حماة، ودير الزور، والبوكمال، واللاذقية، ومنطقة داريا في ريف دمشق، كما وصلت دبابات الجيش إلى مدينة اللاذقية شمالي غربي البلاد، وسمع دوي انفجارات في بعض أحياء هذه المدينة الساحلية.

وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة مسائية في بلدة تلكلخ بمحافظة حمص المحاذية للحدود مع لبنان، مما أدى إلى وقوع إصابات.

كما شهدت ساحة العاصي بمدينة حماة مظاهرة حاشدة فجر اليوم، إضافة إلى مظاهرات مسائية شهدتها أحياء بمدينة حمص، وأخرى في البوكمال بمحافظة دير الزور، وشهدت أحياء بالعاصمة مظاهرات مساء أمس، جرت في حي الأقصاب (السادات وسط المدينة)، والميدان، والقدم، وجوبر، الذي شهد مداهمات شملت اعتقال العشرات، وفق ناشطي اتحاد تنسيقيات الثورة.

كما خرجت مظاهرة ليلية في حرستا بريف دمشق، وبثت على شبكة الإنترنت لقطات تظهر خروج مظاهرة ليلية في مدينة حلب، تنادي بإسقاط النظام؛ وفي غضون ذلك نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات ودهم واسعة بمدينة قطنة، التي ما زالت تحاصرها بعد الأربعاء الدامي بكناكر.

انشقاقات في الجيش، وسقوط مدنييْن في مضايا قرب دمشق

وفي سياق متصل بانشقاقات الجيش، نشر ناشطون على الإنترنت صورا لضباط وعناصر بالجيش أعلنت انشقاقها في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب، إضافة إلى حديث الناشطين عن وقوع انشقاقات أخرى في كل من بلدة مضايا والزبداني بريف دمشق.

وفي إطار الحملات الأمنية أيضا، نقلت وكالة رويترز، عن سكان، مقتل مدنييْن اثنين في بلدة مضايا قرب العاصمة دمشق، في اجتياح أمني للبلدة، التي شهدت مظاهرات تنادي بإسقاط النظام، كما سمع دوي إطلاق نار كثيف في سهل الزبداني بريف دمشق.

ويُذكر أن مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي قالت إن دول الاتحاد اتفقت الخميس، من حيث المبدأ، على توسيع العقوبات ضد نظام الأسد، وستصبح سارية مطلع الأسبوع القادم، بعد إقرار رسمي من مبعوثي الاتحاد.

وقالت جماعة أفاز العالمية النشطة، في تقرير جديد، إن قوات الامن السورية قتلت 1634 شخصا، كما اختفى 2918 في الحملة التي يشنها الأسد، وقالت إن 26 ألفا اعتقلوا، من بينهم عدد كبير تعرض للضرب والتعذيب، وإن 12617 ما زالوا في الحجز.

وقالت الحكومة السورية، إن أكثر من 500 من قوات الجيش والأمن قتلوا، ويقول ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان، إن الجنود الذين رفضوا فتح النار على المدنيين قتلوا بالرصاص.

وقال شهود إنهم شاهدوا خلال الليل نحو 2000 من الحرس الجمهوري، ينقلون إلى مناطق متفرقة من العاصمة دمشق، قبل صلاة الجمعة 29 يوليو / تموز.

التعليقات