جمعة "الله معنا": قتلى وجرحى في قمع مظاهرات أول جمعة برمضان، وسقوط مروحية عسكرية قرب اللاذقية

قتل 5 أشخاص على الأقل، فيما جرح آخرون، الجمعة، عندما أطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق، شاركوا في تظاهرات أول يوم جمعة في رمضان، تحت شعار "الله معنا"، والتي شهدتها مدن سورية عدة، كما أفاد تلفزيون الجديد اللبناني عن سقوط مروحية عسكرية قرب اللاذقية، قال إن 3 جنود قتلوا داخلها.

جمعة

قتل 5 أشخاص على الأقل، فيما جرح آخرون، الجمعة، عندما أطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق، شاركوا في تظاهرات أول يوم جمعة في رمضان، تحت شعار "الله معنا"، والتي شهدتها مدن سورية عدة، كما أفاد تلفزيون الجديد اللبناني عن سقوط مروحية عسكرية قرب اللاذقية، قال إن 3 جنود قتلوا داخلها.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان، عبد الكريم ريحاوي، وفقا لوكالة فرانس برس، أن "رجال الامن تصدوا لتظاهرة خرجت في مدينة عربين (ريف دمشق)، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، وجرح عدد كبير من المتظاهرين"، مشيرا إلى أن "إطلاق النار ما زال مستمرا لغاية الآن".

كما قالت وكالة الانباء السورية "سانا": "إن عنصرين من قوات حفظ النظام قتلا، وجرح 8 آخرون، بكمين نصبه مسلحون قرب معرة النعمان في محافظة إدلب"، وأضافت "أن عنصرين آخرين من قوات حفظ النظام أصيبا برصاص مسلحين في مدينة دوما"، وذكرت أن خمسة جرحى من قوات حفظ النظام أصيبوا برصاص مسلحين في مدينة عربين".

سقوط مروحية عسكرية قرب مدينة اللاذقية الساحلية

من جهة أخرى، قال تلفزيون الجديد اللبناني، إن ثلاثة جنود كانوا داخل مروحية عسكرية قد قتلوا، عندما سقطت بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية، مرجحا أن يكون سبب السقوط تقنيا.

وأكدت مصادر سورية أن سقوط المروحية قرب مطار "حميميم" المدني في مدينة اللاذقية، على الساحل السوري، لم يؤدي إلى إصابة أي من ركابها.

وأوضحت المصادر وفقا ليونايتد برس إنترناشونال، اليوم الجمعة، أن "طائرة مروحية كانت تقوم ببرنامج تدريب بحري تعرضت لعطل (فصل في المحرك)، مما أدى إلى سقوطها في قرية شقيفات (10 كم عن مطار حميميم)، في منطقة جبلة بريف اللاذقية"، وأكدت المصادر أن "طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أشخاص لم يتعرض لأي إصابة".

ولم يصدر بيان رسمي بعد عن السلطات السورية حول سقوط المروحية .

قنابل مسمارية وانتشار أمني كثيف

وبدوره، نقل مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، عن تجمع أحرار دمشق وريفها للتغير السلمي، "أن هناك إصابات بصفوف المتظاهرين في مدينة دوما (ريف دمشق)، بعضها خطرة، ناتجة عن استخدام الأجهزة الأمنية للقنابل المسمارية".

وفي دمشق، قال ريحاوي، إن "مظاهرات خرجت في الميدان وتصدى لها رجال الامن بالقنابل المسيلة للدموع، كما اعتدوا على المتظاهرين ولاحقوهم إلى داخل الأزقة".

وفي ريف دمشق، "خرج الآلاف في حرستا، ودوما، والكسوة، ومضايا، والزبداني، وسقبا، وعربين، التي شهدت إطلاق نار كثيف (..) كما خرج المتظاهرون في داريا رغم الوجود الامني".

ولفت إلى أن المتظاهرين في القابون والمعضمية، لم يتمكنوا من الخروج نظرا للتواجد الامني الكثيف في المدينتين.


وقال ناشطون، إن تظاهرة خرجت من جامع الرفاعي في كفرسوسة، وقد تم قمعها مباشرة، واعتقال بعض المشاركين فيها، ولفتوا إلى أن "التواجد الامني الكثيف منع المتظاهرين من خروج تظاهرات في ركن الدين والقابون".

عشرات الآلاف في حمص وبنش ودير الزور

وفي حمص (وسط)، أكد عبد الرحمن، أن "20 شخصا أصيبوا بجراح، 7 بينهم جراحهم بالغة، وذلك عندما أطلق رجال الامن النار على مظاهرة كانت خارجة من أحد المساجد في دير بعلبة، كما أطلق رجال الامن النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في حي القصور"، وأضاف أن أكثر من ثلاثين ألفا شاركوا في إحدى تظاهرات حمص، في حي الخالدية.

وأضاف أن "الامن قام بتفريق التظاهرات وأطلق النار على المتظاهرين في شارع الحمرا، وبابا عمرو، وتير معلة"، القريبة من حمص.

وأوضح أن "أكثر من 12 ألف متظاهر خرجوا في مدينة بنش، الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب)، للمطالبة بإسقاط النظام والتضامن مع حماة ودير الزور".

وقال ريحاوي بدوره أن تظاهرات نظمت في كفر نبل، وتفتناز، وسرمين، وفي إدلب نفسها، بعد صلاة الجمعة.

وذكر ريحاوي أن "أكثر من 30 ألف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق) المحاصرة رغم الحر الشديد"، وأضاف: "كما خرج آلاف في مدينة درعا (جنوب)، والقامشلي (شمال شرق)، نصرة لحماة".

وأشار إلى أن " مظاهرات حاشدة خرجت في كل من بستان الحمامي، والرمل الجنوب، والصليبة في اللاذقية (غرب)، تنادي بإسقاط النظام، بالإضافة إلى مئات المتظاهرين خرجوا من جامع المنصوري في جبلة الساحلية (غرب)، هاتفين الله معنا، الله معنا".

ونادى ناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التوصل الاجتماعي الفيسبوك، إلى تنظيم "الليلة، وكل ليلة، مظاهرات الرد في رمضان كل يوم هو يوم الجمعة"، وكتبوا على موقعهم: "الله معنا، فهل أنتم معنا".

كما أفادت مصادر سورية رسمية وفقا لسانا، أنه في حمص (وسط) "أطلق مسلحون النار عشوائيا في حي باب السباع، كما أطلقوا النار بكثافة على حاجز لقوات حفظ النظام في باب دريب".

صحف سورية: إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية

يأتي ذلك فيما ما تزال الاتصالات مقطوعة عن حماة، التي شهدت أحداثا دامية أسفرت عن مقتل العشرات، بحسب شهود وناشطين حقوقيين، إثر عمليات عسكرية بدأت منذ أيام، بررتها السلطات بالعمل على إعادة الامن والاستقرار إلى المدينة في مواجهة من تصفهم بـ "التنظيمات الارهابية المسلحة".

وأبرزت الصحافة الرسمية الصادرة الجمعة، أن "وحدات من الجيش تعمل على إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية إلى مدينة حماة، بعد أن استباحتها التنظيمات الارهابية المسلحة."

وذكرت الصحف أن هذه التنظيمات "نصبت الحواجز والمتاريس، وقطعت الطرقات، وهاجمت العديد من المقرات والدوائر الرسمية، والمؤسسات الخدمية، وأقسام الشرطة فيها، وأحرقتها، واعتدت على عناصرها، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة".

وأوضحت أن "الآليات تقوم بفتح الطرقات وإزالة الحجارة والأتربة، والمكعبات الاسمنتية، وأعمدة الإنارة التي استخدمتها هذه التنظيمات بهدف فصل المدينة عن محيطها، وتقطيع أوصالها، وتعطيل الحياة داخلها، وترويع الأهالي وترهيبهم".

ولفتت إلى أن وحدات الجيش "تقوم بملاحقة عناصر هذه التنظيمات، وذلك بعد قرابة الخمسين يوما من سيطرتها على المدينة، وبعد فشل الكثير من محاولات الحوار نتيجة تعنتها وإصرارها على الممارسات الارهابية التي حرضتها عليها أطراف خارجية".

استئناف قصف حماة بالدبابات، والسكان ينزحون

هذا وقال سكان من حماة أيضا في وقت سابق، إن قصف الدبابات استؤنف، وإنهم يخشون من سقوط أعداد من القتلى أكبر من العدد الذي تم تقديره، وهو 135 منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة، يوم الأحد.

وقال مقيم وفقا لرويترز: "إنهم يضربون منطقة الحاضر والأحياء المحيطة بطريق حلب، التيار الكهربائي لايزال مقطوعا."

وقال مقيم آخر في منطقة الصابونية، وهو يملك مشروعا صغيرا، وطلب عدم نشر اسمه، يوم الخميس: "دوت أصوات قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة في حماة طوال اليوم، نخشى من سقوط المزيد من الشهداء، معظم من يسكنون في الحي الذي أسكن به فروا."

وتابع أن أفراد ميليشيا موالية للأسد، ويعرفون باسم الشبيحة، يفرغون الشوارع قرب الحرم الجامعي لتنظيم مسيرة مؤيدة للأسد، و"كأن شيئا لم يكن في حماة."

وكان أحد سكان المدينة الذي تمكن من مغادرتها، ذكر وفقا لوكالة فرانس برس، الخميس، أن "ثلاثين شخصا قتل إثر عملية عسكرية قام بها الجيش الأربعاء في هذه المدينة"، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الجرحى في المستشفيات.

وأضاف أن "عددا من المباني أحرق جراء القصف، إلا أنها ليست مدمرة بالكامل"، وتحدث عن "انتشار للدبابات في المدينة، وخصوصا في ساحة العاصي، وأمام القلعة" في وسط المدينة.

كما قال سكان في وقت سابق، إن الدبابات توغلت بميدان العاصي، الذي شهد بعض أكبر الاحتجاجات، وأن قناصة انتشروا على أسطح المباني وفي قلعة قريبة.

ويقول نشطاء ومقيمون، إن 130 شخصا قتلوا في الحملة التي بدأت حين أرسل الأسد قواته إلى المدينة يوم الأحد.

مئات الدبابات والمدرعات تجمعت قرب دير الزور، واختطاف أحد شيوخ القبائل المعارضين

وفي شرق سوريا، قال سكان بدير الزور ونشطاء، إن مئات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة تجمعت في الأيام القليلة الماضية خارج المدينة، خاصة عند تقاطع على طريق سريع يؤدي إلى دمشق.

وتزايدت التوترات في المدينة الواقعة بالشرق هذا الاسبوع، بعد أن خطفت الشرطة السرية في دمشق الشيخ نواف الخطيب، شيخ قبيلة البقارة، والذي ينتقد صراحة الحملات على المتظاهرين الداعين للديمقراطية.

وفي الأسبوع الماضي، توغلت الدبابات في دير الزور وبلدة البوكمال، على الحدود مع العراق، وشهدت البلدتان احتجاجات قوية على حكم الأسد.

وذكرت وكالة "سانا" السورية الرسمية، أن "مجموعات مسلحة أقامت الحواجز، وتقطع الطرق، وتفتش المواطنين في دير الزور (شرق)".

تظاهرات بعد التراويح: مقتل 4 محتجين الخميس، و7 الأربعاء

وقال نشطاء ومنظمات، إن القوات السورية قتلت بالرصاص أربعة محتجين قرب دمشق، وفي جنوب سوريا، بعد صلاة التراويح يوم الخميس، حين فتحت النار على مظاهرات تطالب بإسقاط الأسد.

وقال عبد الله أبازيد، وهو عضو في اللجان التنسيقية للثورة السورية، إن ثلاثة محتجين قتلوا، وأصيب عشرة آخرون على الأقل بجروح، في بلدة نوى قرب درعا، مهد الثورة، وقال أبازيد وفقا لرويترز: "المظاهرات تندلع يوميا بعد صلاة التراويح في درعا والبلدات المحيطة."

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة ناشطة أخرى، إن محتجا قتل في ضاحية القدم قرب دمشق، عندما طوقت أربع حافلات مملوءة بقوات الامن مظاهرة هناك، وأطلقت النار على الحشد.

وقال شهود وناشطون مدافعون عن حقوق الانسان، إن قوات الاسد قتلت يوم الاربعاء سبعة متظاهرين على الأقل، بعد صلاة التراويح في أنحاء البلاد.

انتقادات موسكو وعقوبات واشنطن وأوروبا

وفي مؤشر على أن الحملة على حماة والمدن السورية الأخرى تعزز موقف المجتمع الدولي ضد الأسد، قال الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، الذي قاومت بلاده تنديد الأمم المتحدة بالوضع في سوريا، إن الاسد يجازف بمصير محزن إذا فشل في المصالحة مع معارضيه.

وتحدث بعد يوم من تأييد روسيا التي لها قاعدة بحرية في سوريا، لبيان صادر عن مجلس الامن الدولي، ندد بانتهاكات حقوق الانسان المنتشرة على نطاق واسع، واستخدام السلطات السورية للقوة ضد المدنيين.

ووسعت الولايات المتحدة نطاق عقوباتها على سوريا يوم الخميس، لتشمل محمد حمشو، وهو رجل أعمال كبير ونائب بالبرلمان.

وتقول واشنطن إنه واجهة لمصالح الأسد وشقيقه ماهر الذي يقود مباشرة قوات تقوم بالحملات العسكرية.

ولم ترق الخطوة التي اتخدتها وزارة الخزانة الامريكية إلى الدعوات التي وجهها معارضون سوريون، وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي، لاستهداف قطاع النفط والغاز السوري، لإعطاء دفعة للعقوبات التي لم يكن لها أثر يذكر على تكتيكات الاسد.

كما وافق الاتحاد الاوروبي على توسيع نطاق العقوبات على سوريا، وقال وزير خارجية النمسا، مايكل شبندليجر، إن سوريا تزداد عزلة.

وقال: "نظرا للعنف الذي يمارسه النظام بدم بارد ضد شعبه، فإن جبهة الدول التي تبسط يد الحماية على القيادة السورية بدأت تتفتت."

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتونن إن واشنطن تعتقد أن قوات الأسد مسؤولة عن قتل أكثر من ألفي سوري في هجماتها على المتظاهرين السلميين خلال الاحتجاجات الشعبية.

وأكدت كلينتون مجددا أن الولايات المتحدة تعتقد أن الأسد فقد شرعيته في سوريا، وقالت إن واشنطن وحلفاءها يعملون على استراتيجية لممارسة مزيد من الضغط، تتجاوز العقوبات الدولية الجديدة التي أعلن عنها أمس الخميس.

وأضافت قائلة للصحفيين: "نعمل على مدار الساعة لمحاولة جمع أكبر قدر ممكن من التأييد الدولي لإجراءات قوية ضد النظام السوري، إنني أنتمي إلى مدرسة يعلو فيها صوت الأفعال على صوت الأقوال."

المعارض السوري اللاذقاني: الأسد قد يسقط خلال شهر

من جهة أخرى، قال معارض سوري يقيم في لندن، اليوم الجمعة، من العاصمة التونسية، إنه يتوقع أن يسقط الرئيس السوري بشار الأسد خلال شهر مع استمرار المظاهرات، وتزايد الضغوط الدولية عليه، حتى من حلفائه.

وقال محيي الدين اللاذقاني، الكاتب والمعارض لنظام الرئيس السوري في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية: "نتوقع أن يسقط الأسد من هنا حتى الشهر المقبل"، مضيفا أن عددا من المؤشرات ترجح هذه الفرضية، من بينها تخلي حلفائه عنه.

وواجه الأسد انتقادات واسعة حتى من حلفائه، بسبب حملة قمع المتظاهرين المطالبين بإصلاحات والتي قتل فيها مئات.

واعتبر اللاذقاني تصريح سورسيا الأخير حول "خطورة مصير الأسد"، مؤشرا على انعدام الثقة في الأسد، حتى من حلفائه.

وبعد أيام من المساومات، وافق مجلس الأمن على إصدار بيان رسمي يوم الأربعاء، يدين استخدام دمشق للقوة، في أول رد فعل جوهري على الثورة المستمرة منذ خمسة أشهر في سوريا، حيث تقول منظمات حقوقية إن عدد القتلى تجاوز 1600 شخص.

"طول نفس الشعب السوري"، ومؤتمر للمعارضة في تونس

وأكد اللاذقاني أيضا ثقته بطول نفس الشعب السوري، وقال: "من الواضح أنه كلما زاد قمع النظام للناس، كلما زاد إصرار الناس على التظاهر والصمود للإطاحة بالطاغية."

وتوقع تحركا للجيش السوري ضد النظام، وقال: "الجيش السوري الذي صمت طويلا لا يمكن أن يصمت أكثر."

وكشف اللاذقاني أن تونس ستحتضن مؤتمرا للمعارضة السورية في 12 سبتمبر / أيلول المقبلـ سيناقش عدة خيارات حسب تطور الأوضاع، من بينها إقامة حكومة مؤقتة في حال إسقاط الأسد.

وأضاف أن ممثلين للأمين العام للأمم المتحدة قد يحضرون المؤتمر، إضافة إلى مسؤولين من الاتحاد الاوروبي، وعدة منظمات أخرى، وقال إن المعارضة السورية موحدة حول إسقاط الأسد، ورفض التدخل العسكري في البلاد.

محققون مستقلون في شؤون حقوق الانسان: أوقفوا القوة المفرطة والقصف العشوائي بالآليات الثقيلة

وعلى صعيد آخر، قال محققون متخصصون في حقوق الانسان بالأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن على القوات السورية أن تكف عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين السلميين، ولاتي شملت تنفيذ أحكام إعدام وجرائم أخرى، يعاقب عليها القانون الدولي.

وفي بيان مشترك، دعا الخبراء المستقلون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى وقف حملة العنف، بما في ذلك "استخدام المدفعية الثقيلة دون تمييز"، وإجراء حوار وطني.

وقال الخبراء بالمنظمة الدولية: "ما زلنا نتلقى تقارير عن استخدام منهجي للقوة المفرطة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، ومزاعم بالتعذيب والاختفاء القسري، والاعتقالات التعسفية، واعتقال المحتجين، واستهداف المدافعين عن حقوق الانسان، والقيود غير المبررة على حرية التجمهر السلمي والتعبير."

ومنعت سوريا بعثة لتقصي الحقائق من المنظمة الدولية، أوفدتها مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان، نافي بيلاي، إلى المنطقة، من دخول البلاد، كما طردت سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة ،مما يجعل من الصعب التحقق من روايات النشطاء والسلطات.

لكن خبراء الأمم المتحدة أشاروا إلى تلقيهم تقارير متسقة، تفيد بمهاجمة القوات الحكومية مدنيين، وحذروا ممارسي الانتهاكات من أنهم لا يتمتعون بأي حصانة بموجب القانون الدولي.

وقال كريستوف هاينز، مقرر الأمم المتحدة الخاص للاعدامات التعسفية: "استخدام المدفعية الثقيلة ضد المتظاهرين دون تمييز لا يمكن تبريره، لا يسمح لأي دولة باستخدام قوتها العسكرية ضد سكان مدنيين عزل."

"إعدامات تعسفية واختفاءات قسرية"

وأضاف هاينز، وهو أستاذ للقانون من جنوب أفريقيا: "من الواضح أن الاعدامات التي تحدث إعدامات تعسفية، يعاقب عليها القانون الدولي."

وقال جيرمي ساركين، رئيس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة بشأن الاختفاء القسري، إنها تلقت تقارير عن أشخاص خطفوا أو اختفوا قسرا.

وقال الحاج مالك سو، رئيس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة بشأن الاعتقال التعسفي: "يجب أن تفرج السلطات السورية عن كل من اعتقلوا تعسفيا، لمشاركتهم في مظاهرات سلمية أو تعبيرهم عن آراء مختلفة."

وتقول مارجريت سيكاجايا، مقررة الأمم المتحدة الخاصة لوضع المدافعين عن حقوق الانسان، إن نشطاء اعتقلوا لدفاعهم عن الحقوق والاصلاحات الديمقراطية والمصالحة الوطنية.

وعبر فرانك لا رو، مقرر الأمم المتحدة الخاص لحق حرية الرأي والتعبير، عن قلقه العميق إزاء محاولات سوريا المستمرة "لمنع العالم من معرفة حجم الأعمال الوحشية التي تجري على الأرض من خلال منع دخول الصحفيين الأجانب."

بيان مجلس الأمن

ونبهت بيلاي، وهي قاضية سابقة بمحكمة الأمم المتحدة لجرائم الحرب، السلطات السورية في بيان هذا الأسبوع، إلى أنه يجب محاسبة من ارتكبوا انتهاكات لحقوق الانسان.

وندد بيان لمجلس الامن الدولي يوم الأربعاء، بانتشار انتهاكات حقوق الانسان على نطاق واسع، واستخدام السلطات السورية القوة ضد المدنيين.

وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم الامم المتحدة لحقوق الانسان، وفقا لرويترز، اليوم الجمعة: "نرحب ببيان مجلس الامن، لم تسمح السلطات السورية لنا بالدخول بعد."

وأضافت: "بعثة تقصي الحقائق ذهبت في مهمة إلى دول مجاورة، واستطاعت جمع الكثير من المعلومات المتماسكة، التي تم التحقق منها، والتي تؤيدها عدة مصادر."

ومن المقرر أن ترفع البعثة تقريرها إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان، الذي يفتتح دورة مدتها ثلاثة أسابيع في 12 سبتمبر / أيلول.

وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار/مارس، أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل نحو 1600 شخص، واعتقال أكثر من 12 ألف شخص، ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان.

وتتهم السلطات من تصفهم بـ "جماعات ارهابية مسلحة"، بقتل المتظاهرين ورجال الامن، والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى.

التعليقات