ارتفاع قتلى حماة إلى 300 منذ الأحد، وسقوط خمسة فلسطينيين في مخيمها

تركيا تصادر شحنة أسلحة إيرانية إلى سوريا * أحزاب وحركات تونس تشكل "التنسيقية التونسية لدعم الشعب السوري" * قبائل في محافظة دير الزور تستعد لهجوم الجيش بعد قطع الرواتب وإغلاق المستشفيات

ارتفاع قتلى حماة إلى 300 منذ الأحد، وسقوط خمسة فلسطينيين في مخيمها

قال ناشطون إن قوات الامن السورية قتلت 18 مدنيا على الأقل في هجمات على عشرات الالاف من المحتجين على حكم الرئيس السوري بشار الأسد، في أول جمعة من شهر رمضان.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي منظمة ناشطة، نقلا عن لاجئين فارين من الصراع، إن هجوما بالدبابات بدأ قبل ستة أيام على مدينة حماة الواقعة وسط سوريا، لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية هناك، أسفر عن قتل 300 مدني على الأقل .

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، إن القوات الحكومية قتلت بالرصاص محتجين اثنين، وأصابت 12 بعد صلاة التراويح في حي الميدان بوسط دمشق، والذي أصبح بؤرة للمظاهرات، رغم نشر قوات الحرس الجمهوري في الحي.

وأضاف أن قوات الامن قتلت شابا عمره 17 عاما في حي نهر عائشة، على أطراف دمشق، ومحتجا في مدينة حمص.

وقال سكان إن قوات الامن أطلقت النار أيضا على محتجين بعد الصلاة في ضواحي حريستا، ودوما، وداريا.

وقصفت الدبابات مدينة حماة لليوم السادس، ويخشى سكان حماة أن يتجاوز القتلى العدد الذي تم تقديره، وهو 300، منذ بدء الحملة العسكرية يوم الأحد على المدينة، التي يسكنها 700 ألف نسمة بوسط سوريا.

 سقوط خمسة فلسطينيين في مخيم حماة للاجئين

هذا وأفاد شهود عيان بأن خمسة لاجئين فلسطينيين استشهدوا، وأصيب عدد آخر بجروح، في قصف واشتباكات استهدفت قبيل فجر الجمعة، محيط مخيم حماة للاجئين الفلسطينيين وسط سورية.

وحسب ما نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية، فقد عرف من بين الشهداء كل من: نزار العبد الله، وتوفيق الريحاوي، وتوفيق قاسم، وطبيب من عائلة الأسطة .

وقال شاهد عيان فر مع عائلته من المخيم، إن عشرات العائلات غادرت المخيم باتجاه مدينة حلب هربا من القصف والاشتباكات الجارية في محيط المخيم، مضيفا أن خدمات الكهرباء والمياه والهاتف مقطوعة عن المخيم منذ ثلاثة أيام.

ولفت إلى أن مجموعات ملثمة تركب دراجات نارية تجوب الشارع الرئيسي المواجه للمخيم، وتطلق الرصاص في محاولة لجر الفلسطينيين إلى الصراع الدائر هناك.

وقال: "إن لجنة شكلت في المخيم أوضحت بشكل لا لبس فيه أن الفلسطينيين في سورية هم ضيوف على هذا البلد، لحين عودتهم إلى وطنهم، وأن لا علاقة لهم بالأحداث الجارية هناك، متمنين على الجميع عدم زجهم في هذا الصراع، كما تمنت عودة الوحدة واللحمة بين أبناء الشعب السوري الواحد، وأن تحقن دماء الشعب السوري الشقيق."

كثيرون ممن قتلوا كان من الممكن إنقاذهم لولا نقص الدم وقصف المستشفيات واعتقال الأطباء

وقالت لجان التنسيق المحلية، إن كثيرين ممن قتلوا متأثرين بإصاباتهم، كان يمكن أن ينجوا لولا نقص الدماء اللازمة لعمليات نقل الدم، أو عدم القدرة على نقلهم للمستشفيات بسبب القصف العنيف من قوات الأسد للأحياء السكنية الرئيسية.

ونقلت الجماعة عن نازح يدعى محمد قول، "إن القصف تسبب في إشعال حريق في الطابق الثاني من مستشفى الريس للأمومة، الذي كان يستخدم لعلاج بعض الجرحى، وإن العديد من الأطباء في مستشفيات ميدانية مؤقتة اعتقلوا.

وأضاف أن أغلب القتلى دفنوا في أراض ذات ملكية خاصة، أو في حدائق عامة.

وقال أيضا إن قناصة الجيش ورجال الميليشيا المؤيدين للأسد، انتشروا في أنحاء المدينة، واحتلت 15 دبابة على الأقل ميدان العاصي بوسط المدينة، والذي شهد بعضا من أكبر المظاهرات ضد الأسد.

ويتحدى المحتجون حملة عسكرية دامية ضد احتجاجهم الذي بدأ في مارس / آذار على هيمنة أسرة الأسد على السلطة في سوريا، والتي بدأت قبل نحو 41 عاما.

أوباما وساركوزي وميركل اتفقوا على ممارسة المزيد من الضغط

وقال البيت الابيض، إن الرئيس الامريكي باراك أوباما، والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اتفقوا يوم الجمعة على النظر في مزيد من الخطوات للضغط على الأسد، بسبب قمعه للاحتجاجات، ولم يدل البيت الابيض بتفصيلات بشأن الاجراءات التي ستتخذ.

وأضاف أن أوباما أجرى مكالمات هاتفية منفصلة مع الزعيمين الاوروبيين، وأنهم جميعا أدانوا "العنف العشوائي ضد الشعب السوري" من جانب النظام السوري، واتفقوا أيضا على "النظر في خطوات إضافية للضغط على نظام الأسد، ودعم الشعب السوري."

ومددت الولايات المتحدة العقوبات على سوريا يوم الخميس، لتضم رجل أعمال بارزا في الجولة الرابعة من العقوبات التي استهدفت الأسد وشقيقه ماهر، وكبار المسؤولين الحكوميين وقوات الامن .

وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الذي كانت حكومته تؤيد الأسد بقوة: "التطورات هناك غير مقبولة... على سوريا أن تأخذ رسائل تركيا والمجتمع الدولي على محمل الجد."

7 قتلى في دمشق، و3 في الضمير، و 2 في حمص

وقالت لجان التنسيق المحلية، إن سبعة محتجين قتلوا في ضاحية بشرق دمشق، وثلاثة في بلدة الضمير شمالي العاصمة.

وأضافت أنه في حمص، الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق، حيث نشرت دبابات وعربات مدرعة هناك قبل شهرين لسحق التمرد على الأسد، قتل محتجان، وقتل محتج أيضا بالرصاص في سهول حوران الجنوبية، مهد الثورة التي بدأت قبل خمسة أشهر للمطالبة بالحريات السياسية.

وقالت إن مظاهرات نظمت أيضا في محافظة دير الزور بشرق سوريا، حيث تجمعت الدبابات عند مداخل عاصمة المحافظة في سهول حوران الجنوبية، وفي حمص، وفي ضواحيها الريفية، وفي مدن جبلة واللاذقية الساحليتين، وفي عدة مناطق من العاصمة دمشق.

وردد المحتجون هتافات أعربوا فيها عن عدم خوفهم، كما هتفوا في بث مباشر لقناة الجزيرة الاخبارية، تأييدا لحماة، وطالبوا بسقوط الأسد.

وقال أحد السكان وفقا لرويترز: "إنهم يضربون منطقة الحاضر في حماة والأحياء الواقعة حول طريق حلب، الكهرباء مازالت مقطوعة."

وقال شاهد وفقا للجزيرة، إن الجيش حظر الاحتجاجات في حماة، ولا يسمح للناس بالتجمع في المساجد خوفا من أن يبدأوا مظاهرة بعد الصلاة.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء، إن شرطيين قتلا في كمين نصبته"جماعة ارهابية مسلحة" على الطريق الرئيسي الشمالي قرب بلدة معرة النعمان، الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي حماة.

قبائل في محافظة دير الزور تستعد لهجوم الجيش بعد قطع الرواتب وإغلاق المستشفيات

على صعيد آخر، تستعد القبائل في محافظة دير الزور المضطربة بشرق سوريا، لأي هجوم للجيش، وتعقد العزم على التصدي له حسب تصوير بالفيديو لما وصف بأنه اجتماع لزعماء قبليين، نشر بموقع يوتيوب على الانترنت.

ويظهر الفيديو شيخا يقول لما يبدو أنه اجتماع قبلي، إن المفاوضات مع السلطات لإطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش فشلت، وإن قوات الامن عازمة على اقتحام مدينة دير الزور.

وقال الرجل للحشد الذي ضم أكثر من 50 شخصا، أغلبهم يرتدون الجلابيب العشائرية التقليدية: "من يومين أو ثلاثة، أرسلوا ضباطا من حلب... عرضوا علينا 5000 فرصة عمل، ونحن قلنا لهم إن كل هذا الكلام لا يكفي، وهو ومرفوض"، وأضاف: "لذلك فإن كل واحد لديه سلاح منكم، فليجهز نفسه غدا، إذا لم ينفذ شيء (من المطالب)، فالأمور منتهية."

وليس من الممكن التأكد من مصداقية الفيديو، لأن الحكومة السورية تمنع أغلب الصحفيين الأجانب من العمل في البلاد، مما يصعب التأكد المستقل من الأحداث التي ترد عنها تقارير منذ اندلاع الثورة.

لكن سكانا في دير الزور، أكدوا عبر الهاتف  وفقا لرويترز، أن اجتماعا قبليا عقد هذا الأسبوع، وقالوا إن أعضاء في اللجان الشعبية المحلية، وهي واحدة من جماعات النشطاء الرئيسية المناهضة للأسد، كانوا يعدونهم لهجوم محتمل للجيش، وأضافوا أن المدينة متوترة، وأن الناس يخزنون المواد الغذائية والمياه والخبز، تحسبا للهجوم.

وقال أحد السكان: "المدينة هادئة، لكنك تشعر بوجود مزاج حرب هنا.. نحن نتخذ احتياطيات."

وأوقفت السلطات الحكومية دفع مرتبات الموظفين العموميين بالمنطقة، في محاولة لمعاقبتهم على الخروج إلى الشوارع ضد الأسد، وأغلقت أيضا المستشفيات كي لا تعالج الجرحى أثناء الهجوم المتوقع.

واندلعت اشتباكات يوم الجمعة الماضي، بين ضباط في المخابرات العسكرية وسكان دير الزور، بعد مقتل خمسة محتجين، فيما بدا أنه أول مقاومة مسلحة، ليس فقط من مجرد بضعة أفراد، للقمع الوحشي من جانب الأسد، كما توغلت الدبابات الاسبوع الماضي في منطقة دير الزور.

وتزايدت التوترات في عاصمة المحافظة الشرقية هذا الأسبوع، بعد أن خطفت الشرطة السرية في دمشق الشيخ نواف الخطيب، شيخ قبيلة البقارة، والذي ينتقد صراحة الحملات على المتظاهرين الداعين للديمقراطية.

ويقول نشطاء حقوقيون انه رغم منحه الجنسية لمئات الالاف من الاكراد السوريين وانهاء العمل بقوانين الطواريء الا انه ارسل ايضا دباباته من مدينة لاخرى لقمع الاحتجاجات.

"هذا النظام لا يفقه شيئا بالنسبة لموضوع السلمية، ولا يفهم موضوع الحوار"

وقال رجل آخر يرتدي جلبابا قبليا تقليديا للحشد في الفيديو بموقع يوتيوب: "أيها الإخوة، هذه الأمة قامت على الجهاد ولم تنتصر إلا بالجهاد"، ودعا القبائل إلى سحب أبنائها من الجيش.

وأضاف في لهجة تشوبها الطائفية التي يحذر منها الكثيرون ويرفضها المحتجون: "هذا الجيش الذي تحاربون، القائم عليه أبناء السنة، ليس به من العلويين إلا القليل، ونحن لا نقاتل إخواننا.. وأول الأمور هو أنه يجب أن ينسحب أبناؤنا من الجيش... إن كان لابد من الجهاد، فالجهاد أولى."

ورغم أنها تمثل مركز الانتاج النفطي المتواضع في سوريا، إلا أن منطقة دير الزور القبلية من أفقر المناطق في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.

ولا يستثمر سوى القليل من إيرادات النفط في المنطقة الصحراوية، وتدهور الانتاج الزراعي بسبب نقص المياه على مدى السنوات الست الماضية، وهو ما يقول خبراء إنه نتج أساسا من سوء إدارة الموارد والفساد.

وأضعف ذلك التأييد لأسرة الأسد بين القبائل في دير الزور، التي سمحت لها السلطات بحمل السلاح لتحقيق التوازن مع السكان الأكراد في مناطق تقع إلى الشمال، وفقا للعض التحليلات.

وقال شيخ آخر ظهر في الفيديو: "هذا النظام لا يفقه شيئا بالنسبة لموضوع السلمية، ولا يفهم موضوع الحوار.. منذ خمسة أشهر نحاور النظام، لكن هذا النظام مستشرس على الكرسي.. لكن لا مانع للحوار، ولتكن لجنة تحاور وإلى جانبها لجنة يدها على الزناد، وليكن ما يكون. من يموت يموت شهيدا، والذي يظل يكون حاميا للعرض."

مصادر دبلوماسية تركية تؤكد مصادرة شحنة أسلحة إيرانية كانت متوجهة إلى سوريا

على صعيد آخر، أكدت مصادر دبلوماسية تركية، تقارير صحافية قالت إن أنقرة صادرت شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى سوريا، موضحة أن الشحنة تضم قطع غيار لأسلحة رشاشة.

ونقلت صحيفة "زمان" التركية، أمس الجمعة، عن مصادر لم تكشف عن هويتها، قولها، إن جهاز المخابرات التركية "MIT"، صادر الأسلحة قبل شهرين ونصف في إقليم كيلز جنوب شرق تركيا.

وقالت المصادر إنها كانت على علم مسبق بهذه الشحنة التي دخلت إلى تركيا عبر سيارة نقل، على أنها "قطع غيار لأسلحة رشاشة".

وأضافت المصادر أن الجهات الايرانية المعنية أبلغت المسؤولين في الجمارك التركية بمحتوى الشحنة، مشيرة إلى "تطابق الفحص مع الرواية الايرانية".

وأوضح المصدر أن المسؤولين الأتراك اشتبهوا بأن تكون الشحنة مخالفة لقرار مجلس الأمن الخاص بالحظر على إيران، لذلك قرروا مصادرتها.

وقال مسؤول تركي: "نظرًا إلى أن الشحنة لم تنتهك القانون التركي، وطابق المحتوى ما أعلنه الإيرانيون، تم إطلاق سراح السائق والشاحنة، أو على وشك أن يتم إطلاق سراحهم"، وأوضح أن "محتوى الشحنة بقي في مستودع".

وكانت صحيفة "زودفيتشه تسايونغ" الألمانية، نقلت أمس الخميس، عن مصادر دبلوماسية قولها، إن "السلطات التركية كشفت عن أسلحة إيرانية مهربة عبر تركيا إلى سوريا" في نهاية أبريل/نيسان الماضي.

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي يفرض على إيران عقوبات، من ضمنها حظر تصدير السلاح الى أي بلد آخر.

أحزاب وحركات تونس تشكل "التنسيقية التونسية لدعم الشعب السوري"

هذا وتأسست جمعية تضامن مع الشعب السوري الجمعة في تونس، بمبادرة من عدة أحزاب ومنظمات غير حكومية وشخصيات مستقلة، وفق ما أعلن منسقها القاضي السابق مختار اليحياوي.

وصرح اليحياوي لدى إعلانه تشكيل الجمعية التي أطلق عليها اسم "التنسيقية التونسية لدعم الشعب السوري"، قال: "إننا نعلن دعمنا كفاح الشعب السوري من أجل حريته".

وأكد مؤسسو الجمعية في بيانها التأسيسي أنها تهدف إلى دعم الثورة في سوريا عبر تنظيم تظاهرات شعبية، والضغط على السلطات السورية من أجل الافراج عن المعتقلين ووقف "المذبحة".

وتتشكل التنسيقية خصوصا من ممثلي الأحزاب السياسية الأكثر فعالية على الساحة السياسية في تونس، بما فيها الحزب الديمقراطي التقدمي، وحركة النهضة الاسلامية، ومنظمات غير حكومية وعدة شخصيات مستقلة.

وتزامن إعلان تأسيس هذه الجمعية مع زيارة قام بها المعارض السوري محي الدين اللاذقاني، الأمين العام للحركة الديمقراطية السورية، الذي أعرب عن ارتياحه لتأسيسها دعما "للثورة السورية، يتيمة الصمت العربي والتباطؤ الدولي".

وأكد اللاذقاني المقيم في لندن الخميس وفقا لفرانس برس، أن مؤتمرا للمعارضة السورية سيعقد في تونس لأول مرة في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر.

وقال إن "المؤتمر يهدف إلى كسر الصمت العربي.. وتوحيد المعارضة السورية في داخل وخارج سوريا، وتحديد خطة عمل لمرحلة ما بعد بشار الأسد".

وأضاف الكاتب ورئيس تحرير مجلة "الهدهد" العربية، أن نظام الرئيس بشار الأسد "يتهاوى"، وأنه "لن يصمد أكثر من بعد شهر رمضان".

التعليقات