واشنطن تصعد وأنقرة في انتظار خطوات ملموسة يتخذها النظام السوري

هآرتس: تركيا تمهد الطريق لعملية عسكرية في سورية.. الملك السعودي الذي وقف ضد المتظاهرين في مصر ويستضيف المخلوع التونسي يقف إلى جانب الشعب السوري

واشنطن تصعد وأنقرة في انتظار خطوات ملموسة يتخذها النظام السوري
رهن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نتيجة زيارته لدمشق بخطوات ملموسة ستتخذها القيادة السورية خلال أيام لوقف العنف والسير في طريق الإصلاح، وقد أبلغ الرئيس بشار الأسد أوغلو أن بلاده لن تتهاون في ملاحقة ما سماه "الجماعات الإرهابية المسلحة". ويتزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة أنها تجري مفاوضات مع شركائها من أجل تشديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد.
 
وفي تطور سياسي متصل دعت الخارجية الروسية المجتمع الدولي إلى إقناع المعارضة السورية ببدء حوار بناء وشامل مع السلطات، وطالبت دمشق بوقف العنف ومواصلة إجراء إصلاحات عميقة.
 
ورفض أوغلو في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة عقب عودته من دمشق مساء أمس الخوض في تفاصيل محادثاته مع الأسد وما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، لكنه أشار إلى أن النقاش كان مفصلا ودقيقا في كل شيء، وشدد أوغلو على أن مسار المرحلة المقبلة في سوريا مرهون بالخطوات التي ستتخذ في الأيام المقبلة وليس الأشهر، ووصف الأيام المقبلة بأنها حرجة.
وفي هذا السياق أشار إلى أنه من المهم عدم مواجهة الشعب مع الجيش وعدم تكرار ما حدث في مدينة حماة.
 
من جانبها أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تجري مفاوضات مع شركائها من أجل تشديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد بسبب قمعه للمتظاهرين.
 
وأضافت أن الإدانة السياسية تتزايد، مذكرة بأن الولايات المتحدة سبق أن فرضت على غرار دول أخرى عقوبات شديدة على نظام الأسد ومسؤولين في نظامه.
 
وأشارت المتحدثة إلى أن واشنطن لن تستدعي سفيرها في دمشق لأنها تريد أن يستمر في إيصال هذه الرسائل إلى السلطات السورية.
 
وتزامن الموقف الأميركي مع دعوة روسيا سوريا إلى وقف العنف وإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واسعة النطاق. وقال بيان أصدرته الخارجية الروسية عقب لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو إن الجانب الروسي أكد ضرورة إجراء حوار سوري بناء وشامل من أجل تسوية الوضع سلميا من قبل السوريين أنفسهم ودون أي تدخل خارجي.
 
وقال البيان إن لافروف لفت انتباه نظيره السوري إلى تصريحات الرئيس ديمتري مدفيدف التي قال فيها إن موسكو قد تغير موقفها تجاه دمشق في حال فشل الرئيس السوري في إقامة حوار مع المعارضة.
 
عربيا، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة عبد الله أبو رمان إن الأردن لن يستدعي سفيره بسوريا أسوة بما فعلته السعودية والكويت والبحرين ومن قبلها قطر. ونقل عنه قوله في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء إن الموقف الأردني من سوريا لم يتغير، وأن الأردن قيادة وشعبا يتمنى الاستقرار لسوريا.
 
وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو يوم أمس، الثلاثاء، إن سوريا تتجه إلى "نقطة اللاعودة" وإنه يجب تنفيذ إصلاحات وطنية لتجنب التدخل الاجنبي.
 
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية إن عمرو الذي عين في منصبه الشهر الماضي في تعديل وزاري قال إن "الوضع في سوريا يتجه إلى نقطة اللاعودة". ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق الرصاص."
 
ونقل عن عمرو قوله "يجب تنفيذ اصلاحات وطنية لتجنب التدخل الاجني في الشؤون السورية."
 
وعلى صلة، وتحت عنوان "تركيا تمهد الطريق لحملة عسكرية ضد الأسد"، كتبت "هآرتس" أن تركيا تلقت صفعة من الاسد مع تواصل سقوط القتلى رغم التحذيرات التركية.
 
وكتب تسفي برئيل في الصحيفة أن تركيا تمهد الطريق لتبني قرار بحملة عسكرية ضد النظام السوري في مجلس الأمن. وأضاف أن تركيا وخلافا لسياستها المترددة تجاه ليبيا فإنها تبدو على استعداد للمبادرة إلى قرار كهذا في مجلس الأمن، وربما دعم الهجوم العسكري.
 
وبحسبه فإن قرارا بالتدخل العسكري من الممكن أن يستند إلى مواقف 6 دول خليجية أدانت بشدة ما يحصل في سورية، إضافة إلى قيام السعودية والكويت والبحرين باستدعاء سفرائهم في دمشق. كما من الممكن أن يستند إلى موقف الجامعة العربية التي أدانت ما يقوم به النظام السوري.
 
وأضاف أن موقف السعودية مهم جدا بشكل خاص، لكونه يشير إلى ما أسماه "تغيير فكري"، بموجبه فإن الملك عبد الله الذي كان غاضبا على المتظاهرين في مصر الذين أسقطوا نظام حسني مبارك، ويستضيف المخلوع التونسي زين العابدين بن علي، ينضم إلى الشعب السوري. وبحسبه فإن موقف السعودية سيكون له أبعاد على الاقتصاد السوري.

التعليقات