القوات السورية تقتحم اللاذقية، وارتفاع حصيلة قتلى "لا نركع إلا لله"

نزوح من حي الرملة في اللاذقية تخوفا من عملية عسكرية مرتقبة * 80 شخصًا قتلوا في دير الزور منذ الأحد الماضي * مقتل 4 محتجين في حلب، و4 في حماة، و6 في ضواحي دمشق، من بينهم امرأة حامل * مقتل 11 شخصًا على يد الشرطة في القصير الخميس * اجتماع لقوى المعارضة في برلين * اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا الخميس المقبل

القوات السورية تقتحم اللاذقية، وارتفاع حصيلة قتلى

قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن دبابات ومركبات مدرعة سورية اقتحمت مدينة اللاذقية الساحلية يوم السبت، وسمع دوي إطلاق نيران في حي كان الآلاف يحتجون فيه ضد الرئيس السوري بشار الأسد؛ يأتي هذا بينما يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا جديدا لمناقشة الازمة السورية الخميس المقبل.

وجاء انتشار الدبابات والمركبات بعد يوم من قتل القوات السورية 20 محتجا بالرصاص يوم الجمعة، مع مطالبة عشرات الآلاف بسقوط نظام الرئيس السوري، مرددين هتاف "لن نركع الا لله".

نزوح من حي الرملة في اللاذقية تخوفا من عملية عسكرية مرتقبة

وتابع المرصد السوري، ومقره بريطانيا، أن نحو 20 دبابة وحاملة جند مدرعة انتشرت قرب حي الرملة في المدينة المطلة على البحر المتوسط، والتي تظاهر بها عشرة آلاف شخص يوم الجمعة.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، إن دوي إطلاق نيران كان مسموعا من الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي وحتى الظهيرة، مضيفا أن عددا كبيرا من الناس بدأوا حركة نزوح كبيرة من المنطفة، وخصوصا بين النساء والأطفال، باتجاه أحياء أخرى من المدينة، خوفا من عملية عسكرية مرتقبة، بعد تمركز آليات عسكرية مدرعة قربه".

وأشار عبد الرحمن أيضا إلى قوى كبيرة تضم عشر شاحنات عسكرية، وسبع سيارات للمخابرات رباعية الدفع، و15 حافلة للشبيحة، داهمت قرى تابعة لمدينة القصير الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان، وقاموا باعتقالات لم يسلم منها الأطفال والنساء.

80 شخصًا قتلوا في دير الزور منذ الأحد الماضي

وقال ساكن من دير الزور حول مظاهرات أمس الجمعة: "يريد الأسد القضاء على الانتفاضة قبل أن تزيد الضغوط الدولية عليه، لكن الناس خرجوا من كل مسجد كبير تقريبا في دير الزور، على بعد أمتار من الدبابات التي تسيطرعلى كل مسجد رئيسي وعلى المنطقة المحيطة به."

وذكر شاهد أن حريقا اندلع في المسجد بعدما أطلقت قوات الامن النار عليه، وقال وفقا لرويترز: "أصوات الاعيرة النارية تدوي في المنطقة بكاملها، المصلون يركضون للاحتماء في الأزقة."

وقال طبيب إن رجال المخابرات العسكرية أطلقوا ذخيرة حية على المحتجين أثناء خروجهم من عدة مساجد في دير الزور، مما أدى إلى قتل ثلاثة أشخاص، وأضاف أن رجلا عمره 66 عاما يرقد في غيبوبة بعد إصابته برصاصة في عنقه لتخترق رئته.

وقال الطبيب الذي طلب عدم نشر اسمه، إن 80 شخصا على الأقل قتلوا في دير الزور منذ يوم الأحد، عندما اقتحمت قوات الأسد المدعومة بدبابات المدينة، وهي عاصمة محافظة منتجة للنفط.

وأضاف الطبيب أن"معظم الضحايا أصيبوا برصاص قناصة.. الناس ينحون باللائمة على المخابرات العسكرية أكثر من الجيش في عمليات القتل، أعتقد أن أفراد المخابرات العسكرية في دير الزور سيواجهون وقتا صعبا لدى انسحاب الجيش"، مشيرا إلى إدارة الشرطة السرية المخيفة المسؤولة عن ضمان الولاء للأسد داخل الجيش.

 مظاهرات مسائية عقب جمعة "لا نركع إلا لله" في العاصمة دمشق

هذا وقد شهد حيّان في العاصمة السورية دمشق، مظاهرات مسائية مناهضة لنظام الأسد، استكمالا لاحتجاجات "جمعة لن نركع إلا الله".

وردد المتظاهرون في حيي الميدان وكفرسوسة في العاصمة السورية، هتافات منادية بإسقاط النظام في سوريا.

وأظهرت صور بثها ناشطون معارضون على الإنترنت، خروج مظاهرات ليلية كذلك في أحياء عدة من محافظة ريف دمشق، تطالب برحيل الأسد وإسقاط النظام.

وأفاد شاهد عيان من بلدة القصير بمحافظة حمص وفقا للجزيرة صباح اليوم، بأن قوات الجيش أعادت تطويق البلدة.

مقتل 4 محتجين في حلب، و4 في حماة، و6 في ضواحي دمشق، من بينهم امرأة  حامل

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن قوات الامن قتلت أربعة محتجين في حلب، وهي مركز تجاري، كما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة حمص .

وقال سكان إن أربعة أشخاص قتلوا أيضا في حماة، بعد أيام فقط من هجوم نفذه الجيش، واستمر أسبوعا في المدينة التي أصبحت رمزا لتحدي حكم الأسد، بعدما خرجت حشود ضخمة أسبوعيا للمطالبة بتنحيه.

وهتف محتجون قائلين: "ارحل يا بشار"، في مسيرات بمدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين، وفي أنحاء محافظة درعا الجنوبية.

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن مسلحين قتلوا اثنين من أفراد قوات الامن في دوما، التي تقع خارج دمشق.

 وقال نشطاء لجان التنسيق المحلية، إن من بين القتلى ستة محتجين في ضواحي دمشق، من بينهم امرأة حامل وصبي عمره 16 عاما، كما قتل مدنيان في محافظة إدلب الشمالية على الحدود مع تركيا.

مقتل 11 شخصًا على يد الشرطة في القصير الخميس

كما قال نشطاء إن قوات الامن في القصير قتلت 11 شخصا يوم الخميس، في إطار تصعيد الأسد القمع العسكري للاحتجاجات في شهر رمضان.

ومنذ بداية رمضان كثف الأسد قمعه العسكري للاحتجاجات ضد حكمه، واقتحم الجيش مدينتي حماة ودير الزور في الشرق.

وحثت جماعة أفاز للحملات الدولية، الدول الأوروبية اليوم، على فرض قيود فورية على مشتريات النفط السوري، لتجفيف تمويل الأجهزة الامنية التابعة للأسد، وقالت إن 150 ألفا من نشطاء أفاز وقعوا التماسا في هذا الصدد.

اجتماع لقوى المعارضة في برلين

على صعيد آخر، تعقد هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطية في سوري، مكتب الخارج، اجتماعها الأول بالعاصمة الألمانية برلين اليوم، ويأتي هذا في ظل ارتفاع النبرة الدولية تجاه دمشق، إذ توقع مسؤول تركي إمكانية التدخل الدولي في هذا البلد "إذا لم يتوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن استخدام العنف بحق شعبه".

ويناقش اجتماع المعارضة في برلين الوضع الراهن في سوريا، بالإضافة إلى أمور تنظيمية، وتضم الهيئة أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي، وأحزاب التجمع اليساري، وأحد عشر حزبًا كرديًّا، ومن بين الحاضرين هيثم مناع، وسمير العيطة، ورامي عبد الرحمن، ومحمد زكريا السّقال.

وكان قد أُعلن عن هذه الهيئة في سوريا نهاية يونيو/ حزيران الماضي، وهي تمثل محاولة لتجميع القوى اليسارية والعَلمانية في الحراك السوري الحالي.

وتم الاعلان عن أعضاء المكتب التنفيذي في حينها، ومنهم حسين العودات، نائبا للمنسق العام (حسن عبد العظيم)، وبرهان غليون، نائبا للمنسق العام في الخارج، وعضوية أيضا عارف دليلة، وفايز سارة، وميشيل كيلو، ورجا الناصر، وحازم النهار، وعبد العزيز الخير، وآخرين.

اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا الخميس المقبل

هذا وسيعقد مجلس الأمن الدولي  الخميس المقبل اجتماعا، سيخصص لبحث حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية الطارئة في سوريا.

وأعلن دبلوماسيون في نيويورك أمس الجمعة، أن مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان، نافي بيلاي، ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية، فاليري أموس، ستقدمان تقريرا عن الوضع في سوريا خلال هذا الاجتماع.

وكانت فرنسا والدول الأوروبية الأخرى في مجلس الأمن، دعت إلى عقد هذا الاجتماع الجديد، في إطار الجهود المبذولة لإبقاء الضغط في اتجاه حركة دولية ضد نظام الأسد.

وندد مجلس الأمن بأعمال العنف في سوريا في بيان أصدره في الثالث من أغسطس/ آب الحالي، وتم رفع تقرير حول الأحداث التي شهدتها سوريا منذ ذلك الحين للمجلس الأربعاء الماضي.

وفي هذه المناسبة، أشار مسؤول بالأمم المتحدة، إلى أن النظام يواصل قمعه الدامي للمتظاهرين، على رغم دعوات مجلس الأمن لوضع حد لأعمال العنف

ويوم الأربعاء، فرضت واشنطن عقوبات على أكبر مصرف سوري، وأكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في سوريا، والتي يسيطر عليها رامي مخلوف، ابن خال الأسد، وقال السفير الامريكي في دمشق، روبرت فورد، في اليوم التالي، إن عقوبات جديدة ستفرض إذا لم توقف السلطات السورية العنف.

وفي لبنان المجاور تظاهر مئات في منطقة عكر الشمالية التي تسكنها أغلبية سنية تأييدا للمحتجين السوريين.

التعليقات