جمعة "الصبر والثبات": قتلى وجرحى في عدد من المدن السورية

قتل 4 متظاهرين برصاص الأمن السوري في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، خرجت عقب صلاة الجمعة اليوم، في كل من دير الزور، ودوما، ونوى، فيما خرجت مظاهرات أمام الجامع الأموي بدمشق، وكذلك في الطيانة، وعامودا، ورأس العين، ودرعا، في إطار جمعة "الصبر والثبات" بسوريا.

جمعة

قتل 4 متظاهرين برصاص الأمن السوري في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، خرجت عقب صلاة الجمعة اليوم، في كل من دير الزور، ودوما، ونوى، فيما خرجت  مظاهرات أمام الجامع الأموي بدمشق، وكذلك في الطيانة، وعامودا، ورأس العين، ودرعا، في إطار جمعة "الصبر والثبات" بسوريا.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، أن حصيلة التظاهرات في سوريا، بمقتل المواطنين الأربعة اليوم، ارتفعت إلى 2374 قتيلاً من المدنيين وقوى الأمن والجيش.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن عناصر الأمن قتلوا متظاهرا في مدينة نوى الواقعة في ريف درعا، جنوب البلاد، وجرحوا ثلاثة آخرين.

ولم تتوفر على الفور تفاصيل قتل المتظاهرين في دير الزور شرق سوريا، ودوما بريف دمشق.

وقال شهود، إن الأمن السوري أطلق النار لمنع المصلين من دخول الجامع الكبير في القصير بريف دمشق، لكن لم ترد تقارير عن وقوع ضحايا.

8 سقطوا أمس الخميس بنيران قوات الامن

وكانت دعوات صدرت للتظاهر اليوم في إطار ما أطلق عليه "جمعة الصبر والثبات"، وتأتي الاحتجاجات الجديدة بينما واصلت القوات السورية حملات القمع التي أوقعت ثمانية قتلى جدد أمس، فضلا عن اعتقال المئات في عمليات اقتحام ودهم.

وسبقت احتجاجات الجمعة، مظاهرات الليلة الماضية بعد صلاة التراويح، في مدن وبلدات كثيرة، وفق ما أظهرته تسجيلات مصورة نشرت في مواقع سورية معارضة.

وأظهرت تلك التسجيلات تجمعات ضمت آلاف المتظاهرين المطالبين برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، في مدينة حماة، وبلدة طيبة الإمام، وكفر زيتا التابعتين لها، وفي حمص، ودرعا، والبوكمال، والقامشلي، وإدلب، وفي بلدات بريف دمشق من بينها الكسوة.

ونشر ناشطون على الانترنت صورا لوداع أمهات وأقارب، شابين قتلا في بلدة قباغب، بمحافظة درعا، في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، وتم بثها حديثا.

وشملت المظاهرات أيضا بعض مناطق حلب التي لم تشهد منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس/آذار الماضي، تجمعات ضخمة مثل التي نظمت في حماة وحمص، ودرعا، ودير الزور وغيرها.

وقبل هذا، كان اتحاد تنسيقيات الثورة السورية قد أكد مقتل ثلاثة مدنيين في جسر الشغور، وجبل الزاوية بمحافظة إدلب، شمال غرب البلاد، كما سقط قتيلان في ريف حلب ومدينة الرستن بمحافظة حمص.

كما قتلت سيدة في قرية بشرق سوريا، الذي شهد انتشارا أمنيا وعسكريا.

اقتحامات واعتقالات، وإحراق منازل

ووفقا للجزيرة، فإن القوات السورية اقتحمت منطقة البوكمال شرق البلاد، بينما اقتحمت دبابات ومركبات مدرعة أخرى بلدة الشحيل، جنوب شرق دير الزور.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته، أن بعض المنازل أُحرقت في الشحيل والبصيرة بريف دير الزور. وذكر المرصد أن قوات أمنية نفذت صباح أمس حملة دهم واسعة للمنازل داخل الميادين القريبة، مؤكدا مقتل شخصين فيها.

وقال نشطاء إن قوات سورية مدعومة بالشبيحة، اقتحمت أيضا مدينة جبلة الساحلية واعتقلت 150 شخصا، وإن اقتحامات تمت في بلدات الجيزة، والمسيفرة، والطيبة، والسهوة، بمحافظة درعا جنوب البلاد.

وتحدث اتحاد التنسيقيات أيضا عن اقتحام الرستن، وسط إطلاق نار كثيف، بينما قتل سائق تركي خلال إطلاق نار عشوائي بالرستن، وقتل شخص بالرصاص في حمص.



وفي دمشق، أكد المرصد السوري، أن أكثر من 300 عنصر أمن مدججين بالسلاح الكامل، اقتحموا حي ركن الدين فجر أمس، ونفذوا حملة دهم للمنازل بحثا عن نشطاء، مؤكدا مقتل مدني مساء الأربعاء في حي الميدان.

وفي ريف دمشق، اقتحمت قوات الأمن فجر أمس مدينة زملكا، واستهدفت محولات الكهرباء، مما أدى إلى حدوث انفجارات مدوية، في حين شهدت مدينة معضمية الشام انتشارا أمنيا كثيفا، وفقا للمصدر ذاته

وأظهر تسجيل فيديو صوره مقيمون في ضاحية دوما بدمشق، محتجين يرددون هتافات يودعون فيها العقيد معملا القذافي، ويقولون إن الدور الآن على الأسد.

يأتي ذلك فيما تعرض رسام الكاريكاتير السوري، علي فرزات، للضرب المبرح، ما أدى إلى كسر أصابع يده اليسرى، وإصابته بكدمات في أنحاء جسمه، وخصوصا الوجه واليدين.

ويقول ناشطون سرويون إن عناصر من الأمن قامت باعتراض سيارته واختطافه فجر أمس، وقد أدانت الولايات المتحدة هذا الاعتداء ووصفته بالمقزز.

ووفقا لوكالة الأنباء سانا، فقد فتحت وزارة الداخلية السورية تحقيقا لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له فرزات، وللكشف عن منفذيه، حسبما نقلت الجمعة وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

واشنطن تجمد كل أصول وأملاك سوريا في الولايات المتحدة

كما فرض الرئيس الامريكي، باراك أوباما، الذي دعا إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، عقوبات قاسية على النظام السوري.

وأصدر أوباما مرسوما منع بموجبه استيراد النفط ومشتقاته من سوريا، وجمد كل أصول وأملاك الدولة السورية في الولايات المتحدة.

وأعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، الخميس، وفقا لوكالة فرانس برس، أن سوريا أوقفت منذ الثلاثاء أي تعامل بالدولار الامريكي، بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، وتحولت تماما باتجاه اليورو.

وكانت المجموعة الامريكية للدفع المصرفي "فيزا"، قررت تجميد استخدام بطاقاتها الائتمانية في سوريا، وتستعد منافستها "ماستركارد" لتحذو حذوها.

البعثة الدولية تختتم زيارتها لسوريا بعد أن طلب النظام مغادرتها حمص

يأتي ذلك بعد أن اختتم وفد من الأمم المتحدة الخميس، مهمة انسانية في سوريا، وخصوصا بعد أن طلبت منه السلطات الاثنين مغادرة مدينة حمص (وسط)، كما أعلن مسؤول في المنظمة الدولية.

وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، المكلف الشؤون السياسية، لين باسكو، في مجلس الأمن الدولي، أن الفريق الذي سمح له الرئيس الأسد بالدخول إلى سوريا بعد أشهر من ضغوط الأمم المتحدة، زار دمشق، وحمص، وبانياس، واللاذقية، وحماة، وحلب، وإدلب.

وستقوم البعثة بتقديم خلاصة ما توصلت إليه في الأيام المقبلة، والبعثة ستسمح للأمم المتحدة بالتفكير في وسائل تلبية الحاجات الانسانية للسكان، وضمان تسيير الخدمات العامة من كهرباء، ومياه شرب، وصحة، وغيره).

وأعلنت تركيا على لسان وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، مساء الخميس، أنها ستختار الوقوف إلى جانب الشعب السوري، إن كان عليها أن تختار بين الشعب ونظامه.

روسيا والصين تقاطعان اجتماع مجلس الأمن بخصوص سوريا

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قاطعت روسيا والصين أمس، محادثات في الأمم المتحدة بشأن فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري.

وأكد مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن، أن المندوبيْن الروسي والصيني، دُعيا إلى المشاركة في المحادثات، إلا أنهما لم يحضرا.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت في وقت سابق عن مصادر دبلوماسية، أن مشروع قرار غربيا متداولا في أروقة مجلس الأمن، يدعو إلى تجميد أرصدة الرئيس السوري، ويفرض عقوبات على 23 شخصية سورية، وأربع شركات.

أمير قطر: الشعب السوري لن يتراجع

من جهة ثانية، قال أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، إن بلاده حاولت تشجيع دمشق على اتخاذ خطوات اصلاحية حقيقية، واعتبر أن الحل الأمني أثبت فشله، وأنه لا يبدو أن الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعدما دفعه من ثمن.

وأوضح خلال لقائه الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، مساء الخميس في طهران، أن الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية للمطالبة بالحرية والعدالة، وأعرب عن أمله في أن يستنتج صناع القرار في سوريا ضرورة التغيير، بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري.

وأضاف أن "العاجزين عن تلبية مطالب شعوبهم لا يقصرون فقط في خدمة بلدانهم وشعوبهم، بل يدفعون المنطقة إلى الفوضى".

وغادر أمير قطر العاصمة الإيرانية ليلة الخميس الجمعة بعد زيارة استغرقت ساعات فقط، بحث فيها مع نجاد آخر التطورات والتغييرات في المنطقة والعلاقات الثنائية، وسبل تنسيق التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، حسب ما أوردته وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

وتعتبر هذه الزيارة إلى إيران الأولى من مسؤول عربي بهذا المستوى، بعد توتر العلاقات بين طهران ودول مجلس التعاون الخليجي على خلفية الموقف الايراني من المظاهرات الأخيرة، والأزمة الداخلية التي عاشتها مملكة البحرين.

التعليقات