لجان التنسيق في سوريا: لا لعسكرة الثورة... لا للتدخل الأجنبي

"لنا في تجربة إخوتنا الفلسطينيين مثال يقتدى. فقد كسبوا تنشيط المجتمع الفلسطيني كله في الانتفاضة الأولى، "انتفاضة الحجارة"، وتعاطف العالم أجمع، فيما خسروا بعض تعاطف العالم وبعض توحد المجتمع الفلسطيني بالذات في الانتفاضة الثانية التي جرت عسكرتها"

لجان التنسيق في سوريا: لا لعسكرة الثورة... لا للتدخل الأجنبي

دعت لجان التنسيق المحلية في سوريا، مساء اليوم، في بيان للشعب السوري ونشرته أيضاً عبر موقع فيسبوك، إلى رفض الدعوات لعسكرة وتسليح الثورة والفعاليات الاحتجاجية.

وقال البيان "أخذت تعلو في الأيام الأخيرة بعض الأصوات في الداخل والخارج تدعو إلى عسكرة الثورة السورية أو إلى التدخل العسكري الدولي في البلد. هذا بعد خمسة شهور ونصف من إمعان النظام في التنكيل بالشعب السوري، واعتقال وتعذيب عشرات الألوف وقتل نحو 2500 من المتظاهرين السلميين، ومع توفر كل المؤشرات على أنه ماض في هذا النهج الإجرامي اللاوطني، وإلى جانب شعور أكثرية السوريين بأنهم بلا حماية من أي نوع في وطنهم في مواجهة تلك الجرائم".

وأوضح البيان أنه "ومع كوننا نتفهم دوافع الداعين إلى العسكرة والتدخل الدولي، إلا أننا نرفضها بوضوح ونجدها غير مقبولة سياسية ووطنيا وأخلاقيا. فمن شأن العسكرة أن تقلص المشاركة الشعبية في الثورة، وتضيق قاعدتها الاجتماعية، وتنال من مضامينها الإنسانية والتحررية، من غير أن تضمن كسب المواجهة مع النظام. كما أن عسكرة الثورة تعني الانجرار إلى الملعب الذي يملك فيه النظام تفوقا أكيدا، فضلا عن خسارة التفوق الأخلاقي الذي تميزت به منذ البداية".

وتابع البيان: "لنا في تجربة إخوتنا الفلسطينيين مثال يقتدى. فقد كسبوا تنشيط المجتمع الفلسطيني كله في الانتفاضة الأولى، "انتفاضة الحجارة"، وتعاطف العالم أجمع، فيما خسروا بعض تعاطف العالم وبعض توحد المجتمع الفلسطيني بالذات في الانتفاضة الثانية التي جرت عسكرتها منذ البداية. علما أنه لا فرق بين نهج النظام السوري والعدو الإسرائيلي في مواجهة انتفاضتي الشعبين. إن قضية الثورة السورية المجيدة لا تقتصر على إسقاط النظام، بل هي تتطلع إلى بناء نظام ديمقراطي وطني، يصون حرية السوريين وكرامتهم، ويضمن كذلك استقلال البلاد ووحدة مجتمعها وشعبها".

وأكد البيان أن غاية الثورة هو حرية سوريا والسوريين عبر اسقاط النظام، وجاء في البيان: "إننا نرى في إسقاط النظام الهدف الأولي للثورة، لكنه ليس غاية بحد ذاته، إنما الغاية هي حرية سورية وحرية السوريين. وطريقة إسقاط النظام تحدد كيف ستكون سورية بعده. فإذا أسقطناه بمظاهراتنا السلمية، التي تشارك فيها مدننا وبلداتنا وقرانا، ونساؤنا وأطفالنا ورجالنا، كانت فرص الديمقراطية في بلدنا أكبر بكثير مما إذا سقط بمواجهة مسلحة، على صعوبة ذلك أو حتى استحالته، أو بفعل تدخل عسكري دولي، وستكون الثورة أسست شرعية جديدة تؤسس لمستقبل كريم لسورية كلها".

وخلص البيان إلى دعوة السوريين إلى الصبر والاستمرار في ثورته، فيما أكد أن "النظام يتحمل المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الراهنة في البلاد وعن دماء الشهداء جميعا، مدنيين وعسكريين، وعن المخاطر التي قد تتهدد سورية في المستقبل، بما فيها احتمالات انتشار العنف في الداخل والتدخل العسكري الخارجي".

التعليقات