سوريا: 14 قتيلاً خلال زيارة العربي، والأسد يدعو لعدم الانسياق وراء التحريض

أفادت شهادات لمواطنين سوريين، وتسجيلات مصورة، أن القوات السورية قتلت اليوم السبت 14 شخصا، بينهم 12 سقطوا في قصف استهدف مدينة حمص، وسط استمرار عمليات الدهم والاعتقالات، وذلك بعد يوم من مقتل 13 شخصا على الأقل، بينهم طفل، في جمعة "الحماية الدولية"، واستمرار المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، ليبلغ عدد القتلى خلال أقل من 48 ساعة الـ 27.

سوريا: 14 قتيلاً خلال زيارة العربي، والأسد يدعو لعدم الانسياق وراء التحريض

أفادت شهادات لمواطنين سوريين، وتسجيلات مصورة، أن القوات السورية قتلت اليوم السبت 14 شخصا، بينهم 12 سقطوا في قصف استهدف مدينة حمص، وسط استمرار عمليات الدهم والاعتقالات، وذلك بعد يوم من مقتل 13 شخصا على الأقل، بينهم طفل، في جمعة "الحماية الدولية"، واستمرار المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، ليبلغ عدد القتلى خلال أقل من 48 ساعة الـ 27.

وتتزامن عمليات القتل هذه  مع وصول الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إلى دمشق، لإجراء محادثات مع الأسد، حاملا معه رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في البلاد، وضرورة وقف العنف وإجراء اصلاحات فورية.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن أربعة عشر شخصا قتلوا في سوريا، منهم اثنا عشر في قصف شنه الجيش السوري على حي بابا عمرو في مدينة حمص.

بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن شابا قتل السبت في قرية خان السبل، خلال إطلاق رصاص من عناصر حاجز أمني، جنوب مدينة سراقب بريف إدلب.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية، إلى أن سيدة قتلت فجر السبت في إطلاق نار جنوب سراقب، مشيرة إلى حشود عسكرية تتمركز على أطراف المدينة.

وأضاف المرصد أن قوات أمنية وعسكرية نفذت صباح اليوم السبت، حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية، لافتا إلى أن الحملة ترافقت مع تحطيم أثاث بعض المنازل.. وأشار إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت تسعة أشخاص خلال الحملة.

هذا ونشر ناشطون على الانترنت صورا لمظاهرة صباح السبت في بلدة الصورة بدرعا، وقد رفع المتظاهرون لافتات تندد بزيارة نبيل العربي لسوريا، وهتفوا بإسقاط النظام.

13 شخصًا قتلوا الجمعة، بينهم طفل

وكانت سوريا شهدت جمعة دامية أخرى عمت فيها المظاهرات الحاشدة العديد من المدن، في إطار ما سماه ناشطون "جمعة الحماية الدولية" لمنع قتل المدنيين، حيث سقط فيها 13 شخصا، بينهم طفل وقاصر في جبل الزاوية بإدلب.

ولقي 11 شخصا مصرعهم، وجرح عشرات في دمشق، وحمص، وحماة، والقصير، ودير الزور، وإدلب، خلال تفريق قوات الأمن والجيش والشبيحة للمظاهرات في مختلف أنحاء سوريا.

وتوفي شخصان آخران كانت قوات الامن السورية قد اعتقلتهما الخميس، لدى اقتحامها قرية إبلين في جبل الزاوية، كما أفاد المرصد.

وأوضح المرصد أن الشقيق السبعيني لحسين هرموش، أحد أبرز الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري بداية يونيو/حزيران، احتجاجا على أعمال القمع، قتل أثناء اقتحام قرية إبلين في جبل الزاوية.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوات الامن قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله.

اشتباكات إثر حدوث انشقاقات في الجيش

وكانت المظاهرات خرجت في جمعة "الحماية الدولية" في محافظات دمشق وريفها، ودرعا، وإدلب، وحلب، وحمص، وحماة، ودير الزور، والحسكة، واللاذقية، والسويداء.

وذكر الفريق الاعلامي السوري، أن تبادلا لإطلاق النار وقع في زملكا بريف دمشق، بين عناصر الأمن ومنشقين عن الجيش، أوقع عددا من القتلى في صفوف من يوصفون بالشبيحة، كما أفادت تنسيقيات الثورة بوقوع اشتباكات وانفجارات في درعا وجاسم، بعد حدوث انشقاق في الجيش.

وبلغت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار، 2200 قتيل، وفق تقارير للأمم المتحدة.

الجيش اللبناني يحبط عملية تهرب، وسوريا تعيد فتح معبر القائم مع العراق

في المقابل أحبط الجيش اللبناني اليوم السبت، محاولة تهريب أجهزة اتصال وعصيا مكهربة إلى سورية.

وقالت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية، إن الجيش اللبناني أوقف في جبال دير العشاير، على الحدود الشرقية مع سورية، في راشيا، خلال الساعات الماضية، سيارة نقل صغيرة محملة بعصي كهربائية، وأجهزة اتصال فردية، وعطور تسبب الدوار، كانت مهربة إلى سوريا عبر المنافذ غير الشرعية.

إلى ذلك، أعلن مصدر عراقي حدودي، أن السلطات السورية أعادت اليوم السبت، فتح معبر القائم الحدودي مع العراق، بعد إغلاق دام أكثر من 50 يوما، بسبب الاحداث التي تشهدها الساحة السورية منذ أشهر.

وكانت السلطات السورية أغلقت من جانب واحد في 18 يوليو/تموز الماضي، منفذ القائم الحدودي، إثر المظاهرات التي شهدتها بلدة البوكمال السورية الحدودية القريبة، التي اقتحمها الجيش السوري أكثر من مرة.

يشار إلى أن معبري ربيعة والوليد العراقيين الحدوديين مع سوريا، والواقعين بمحافظتي نينوى شمالا، والأنبار غربا، بقيا مفتوحين أمام حركة المسافرين والشاحنات بين البلدين، أثناء فترة إغلاق معبر القائم.

الأسد يدعو خلال لقائه العربي إلى عدم الانسياق وراء حملات التحريض ضد سوريا

وحول زيارة رئيس جامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى سوريا، ولقائه الأسد، فإن الأخير دعا خلال اللقاء إلى ضرورة عدم الانسياق وراء حملات التضليل الاعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا، فيما أكّد العربي على أن الجامعة لن تكون ممرًّا لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية.

وقال بيان رئاسي سوري اليوم السبت، إن الأسد نبّه خلال استقباله العربي إلى ما يجري من تزوير للحقائق، في محاولة لتشويه صورة سوريا، وزعزعة الامن والاستقرار فيها.

إلى ذلك، أوضح البيان أن العربي أكد على "حرص الجامعة العربية والدول العربية على أمن واستقرار سوريا، ورفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، ورغبتها في مساعدة سوريا لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها".

وشدّد العربي على أن الجامعة العربية "لن تكون أبدًا ممرًّا لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية".

وقال البيان، إنه تم خلال اللقاء "الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الاصلاح في سوريا".

جهد الجامعة العربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة

وأضاف أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أطلع الرئيس الأسد على "الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية من أجل إعلان قيام دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن الأسد أعرب عن دعم بلاده الكامل لهذه الجهود، ولـ"كل ما من شأنه تحقيق مصلحة الفلسطينيين والعرب".

وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية، بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، والسفير يوسف أحمد، مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية، والسفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وكان الرئيس الأسد بحث مع العربي في تموز الماضي، الأوضاع على الساحة العربية، وما تشهده من تغييرات، وضرورة توحيد الجهود العربية، وتعزيز العمل ضمن إطار الجامعة لحل القضايا العربية، وخصوصًا القضية الفلسطينية.

وكانت مصادر رفيعة المستوى في الجامعة قالت إن العربي سيطلع القيادة السورية على نتائج الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا، والذي عقد بالقاهرة قبل أسبوعين، بما يسهم في إيجاد مخرج للأزمة "من خلال منظور عربي يشدد على استقرار سوريا ووحدتها".

وكانت سورية طلبت من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تأجيل زيارته لدمشق "لأسباب موضوعية" أبلغ بها.

وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية كلف العربي نهاية شهر آب الماضي بزيارة دمشق، ليعرض على القيادة السورية مبادرة عربية لتسوية الازمة في سورية.

وتحفظت دمشق على بيان مجلس الجامعة، واعتبرته "كأن لم يصدر، خصوصا أنه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة، وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع".

التعليقات