جمعة "الحظر الجوي": سقوط 37 مدنيّا بنيران قوات الأمن والشبيحة

أكد كل من الهيئة العامة للثورة السورية، والمرصد السوري لحقوق الانسان، أن قوات الأمن وميليشيات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، قتلت اليوم37 شخصا، معظمهم في حماة وحمص، في "جمعة الحظر الجوي"، التي شهدت مظاهرات حاشدة، ومزيدا من الانشقاقات في صفوف العسكريين.

جمعة

أكد كل من الهيئة العامة للثورة السورية، والمرصد السوري لحقوق الانسان، أن قوات الأمن وميليشيات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، قتلت اليوم37 شخصا، معظمهم في حماة وحمص، في "جمعة الحظر الجوي"، التي شهدت مظاهرات حاشدة، ومزيدا من الانشقاقات في صفوف العسكريين.

وقال المرصد لحقوق الانسان في بيانات أصدرها: "إن 35 شهيدًا قتلوا بإطلاق رصاص اليوم، واستُشهد اثنان نتيجة تأثرهما بجروح أُصيبا بها سابقا، كما أُصيب أكثر من 100 شخص بجروح، وتم اعتقال أكثر من 500 آخرين بمختلف أنحاء سوريا".

وأوضح "أن 12 شخصاً استُشهدوا في مدينة حماة، و20 في مدينة حمص، واثنان في مدينة تسيل بمحافظة درعا، وشخص في مدينة القصير، فيما استُشهد في ريف حمة مواطن من قرية كرناز، وآخر من قرية كفرنبودة، متأثرين بجراح أُصيبا بها أمس".

المزيد من القمع

وسقط معظم القتلى اليوم، عندما أطلقت قوات الأمن وميليشيات الشبيحة النار بصورة مباشرة على متظاهرين في حماة، وحمص، ومحافظات أخرى، بينها درعا وإدلب.

وكان بين القتلى الذين سقطوا في حماة شاب وأمه؛ وقال الناشط أبو حيدر، إن الأم حاولت حماية ابنها من الرصاص فقتلت بدورها.

وقال أبو حيدر وناشطون آخرون، إن مظاهرات كثيرة خرجت في عدد من أحياء حما،ة وفي بلدات قريبة منها، مثل كرناز وطيبة الإمام، تطالب بالحظر الجوي والحماية الدولية، وبإسقاط نظام الأسد.

قتلى في حمص ودرعا وإدلب

وفي حمص التي شهدت مظاهرات في معظم أحيائها، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية، خالد أبو صلاح، إن قوات الامن فتحت النار مباشرة على المتظاهرين في حي بابا عمرو وأحياء أخرى، مشيرا إلى مقتل اثنين من أصدقائه.

و قد قال المرصد لحقوق الانسان إن "مظاهرة حاشدة في حي الخالدية (بحمص)، كما انطلقت مظاهرات حاشدة في أحياء بابا عمرو، والتنشاءات، ما لبثت أن تعرضت لإطلاق نار كثيف".

وقال أيضا: "إن أكبر المظاهرات في حمص شهدها حي دير بعلبة، حيث احتشد حوالي 20 ألف متظاهر، هتفوا بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرات في باب الدريب، لكن الأمن أطلق النار عليها بكثافة، مما تسبب بوقوع عدد كبير من الإصابات".

وتحدث ناشطون عن قتيلين آخرين في بلدة تسيل بدرعا ومعرة النعمان بإدلب. وفي معرة النعمان، شيع آلاف جنديا منشقا قتل برصاص الأمن، حسب ناشطين.

وتظاهر عشرات الآلاف اليوم في مركز مدينة إدلب، وفي بلدات قريبة منها، وأصيب ثلاثة على الأقل برصاص الأمن في بلدة كفر رومة، التي تعرضت لحملة أمنية اعتقل خلالها 13 شخصا بينهم امرأة وطفل، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الناشط علاء يوسف، إن أربعين ألفا آخرين تظاهروا في منطقة جبل الزاوية التابعة لمحافظة إدلب؛ وتحدث ناشطون آخرون عن إطلاق نار في مدن أخرى مثل دير الزور التي شهدت مظاهرات في بلدات تقع حولها، مثل القورية.

وقال المرصد لحقوق الانسان: "إن مظاهرات في محافظة درعا خرجت في مدن وقرى درعا القصور، والسبيل، والصنمين، وجاسم، وبصرى الشام، والشيخ مسكين، وخربة غزالة، وابطع، وطفس، وعتمان، وعدوان، وبصر الحرير، والجيزة، والمسيفرة، والكرك الشرقي، والمليحة الشرقية، وتسيل، وصيدا، وناحتة، وأم ولد، وصيدا، ونصيب، وسحم الجولان، وتل شهاب، ونمر، والنعيمة".

تظاهرات في أحياء دمشق وحلب ودير الزور ودرعا

وفي العاصمة دمشق، تظاهر آلاف في حيي القابون والميدان، فيما أغلقت قوات الامن حي برزة، وشنت حملة اعتقالات فيه، حسب ناشطين؛ وشملت الاحتجاجات درعا وبلدات محيطة بها، منها الحراك وداعل، وكانت هذه المناطق قد دخلت منذ أيام في إضراب عام.

وتحدث ناشطون عن حشود أمنية في مناطق بدرعا، ولايف دمشق، واللاذقية، وأشاروا إلى مظاهرات في حي الصخور بحلب، ومارع وعندان بريفها.

انشقاقات

وخلال احتجاجات جمعة الحظر الجوي، سجلت انشقاقات جديدة واشتباكات بين المنشقين والقوات النظامية السورية، حسب ناشطين سوريين؛ وأشار الناشط علاء يوسف وفقا للجزيرة، إلى أنباء عن انشقاق نحو مائة عسكري في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب.

وأضاف أن الأنباء التي وردت من هناك تشير إلى اشتباك بين المنشقين مع قوات الأمن والعناصر غير النظامية، التي تساعدها في عمليات القمع.

وكان الناشط أبو حيدر أشار إلى تدخل وحدة من العسكريين المنشقين المنتمين إلى "الجيش السوري الحر"، لحماية المتظاهرين، بعد سقوط عدد من القتلى في حي القصور.

وفي دير الزور، تحدث ناشطون عن إطلاق مسلحين النار على منزل قائد في الشرطة، مما أدى إلى إصابة اثنين من حراسه بجروح خطيرة.

وكان منشقون هاجموا في الأيام القليلة الماضية قوافل لقوات الأمن، وقتلوا في هجومين ما لا يقل عن عشرة من العناصر الأمنية.

التيار الثالث من أجل سوريا: "الحظر الجوي" مطلب واضح للتدخل العسكري في البلاد

هذا واستنكر "التيار الثالث من أجل سوريا"، التسمية التي أطلقها المحتجون "جمعة الحظر الجوي"، باعتبارها تمثل مطالبة علنية واضحة وصريحة بالتدخل العسكري الخارجي في البلاد، الأمر الذي يعرّض سوريا إلى مخاطر تتجاوز النظام لتمس كيان الدولة والشعب.

وناشد التيار الثالث السوري في بيان له اليوم الجمعة، المحتجين والمتظاهرين، وكل معارض وطني "عدم الانجرار وراء هذه التسميات والتظاهر بموجبها، ولو بحسن نية".

وأضاف البيان: "يرفض التيار الثالث ويدين ويستنكر هذه التسمية بشكل قاطع ومطلق، ويرى فيها تطوراً خطيراً يفتح المجال أمام وضع البلاد تحت الوصاية الخارجية، ويمهد لانتهاك سيادتها ووحدتها أرضًا وشعبًا".

واستذكر التيار في هذا السياق قرار مجلس الأمن الذي فرض حظر جويّ على ليبيا تحت شعار حماية المدنيين، الذي يرى أنه ما لبث أن تحول إلى قصف جوي وحرب حقيقية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الليبيين، وألحقت أضرارًا هائلة بكيان الدولة الليبية.

وأكد التيار على ضرورة وقف كل أشكال العنف من أي طرف كان، بما يهيئ المناخ لحل الأزمة الوطنية بشكل سلمي وتوافقي من خلال مؤتمر حوار وطني شامل، بما يقطع الطريق على المطالبين بالتدخل الخارجي في سوريا.

ليتوانيا تمنع الطيران السوري من التحليق في أجوائها

على  صعيد آخر، أعلنت ليتوانيا الجمعة، أنها منعت تحليق طائرات سورية فوق أراضيها متجهة أو قادمة من منطقة كالينينغراد الروسية، خشية استخدامها في نقل معدات عسكرية.

وأفادت متحدثة باسم وزارة الدفاع الليتوانية وفقا لوكالة فرانس برس، ـنه "ما بين تموز / يوليو وأيلول / سبتمبر، طلبت شركة خاصة مسجلة في سوريا مرارا، الإذن بالطيران فوق جمهورية ليتوانيا لطائرات النقل التابعة لها من نوع اليوشن 76، متجهة أو قادمة من كالينينغراد".

وأضافت: "بعد العقوبات المفروضة من الاتحاد الاوروبي في أيار/ مايو، وإثر حصولنا على معلومات تفيد بأن معدات عسكرية قد تنقل جوا، اتخذت السلطات الليتوانية المختصة القرار بمنعها من الطيران في المجال الجوي الليتواني".

ويضم جيب كالينينغراد الروسي القريب من ليتوانيا وبولندا، قواعد عسكرية عدة.

التعليقات