الفلوجة رمز المقاومة تحتفل بزوال الاحتلال

وتستمر الاحتفالات في المدينة الواقعة غربي بغداد أربعة أيام، شهد اليوم الأول منها تجمعا شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص، تحت شعار "الفلوجة شرارة المقاومة وعنوان التحرير" ورفع المشاركون مئات اللافتات والشعارات "التي تشيد بالملاحم البطولية التي سطّرتها المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الغازية".

الفلوجة رمز المقاومة تحتفل بزوال الاحتلال


 رغم التضحيات الجسام والمقابر التي ملأت الأحياء والأزقة والدمار الذي لحق بالبيوت والبنى التحتية لمدينة الفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار العراقية خرج الآلاف من أهاليها ليشاركوا في احتفالات المدينة برحيل قوات الاحتلال الأميركي.

وتستمر الاحتفالات في المدينة الواقعة غربي بغداد أربعة أيام، شهد اليوم الأول منها تجمعا شارك فيه أكثر من 50 ألف شخص، تحت شعار "الفلوجة شرارة المقاومة وعنوان التحرير" ورفع المشاركون مئات اللافتات والشعارات "التي تشيد بالملاحم البطولية التي سطّرتها المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الغازية".

وخلال احتفالات اليوم الأول، الذي شهد مشاركة شيوخ عشائر من مختلف محافظات العراق، استعاد المشاركون تضحيات أبناء هذه المدينة الصابرة المجاهدة التي تعرّضت عام 2004 لعدوانين شنتهما قوات الاحتلال الأميركية، وراح ضحيتهما الآلاف بين شهيد وجريح.

ويقول عضو البرلمان عن الفلوجة خالد العلواني "نفتخر بأننا نحتفل اليوم بطرد وجلاء قوات الاحتلال حيث إننا نحن من قدم أغلى التضحيات بأموالنا ونسائنا وشيوخنا"، وأضاف في تصريحات صحفية أنّ "الذين دمّروا العراق سيدفعون الثمن غاليا من خلال محاسبتهم على أيدي هذه الجماهير الغاضبة"، داعيا "العراقيين الشرفاء إلى أن يحافظوا على أرض الوطن وأن يتّحدوا".

من جهته قال المتحدث باسم الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية عبد الله الحافظ إنّ "هذا التجمع رسالة إلى السياسيين والذين تلوّثت أيديهم بالدم مع المحتل الأميركي"، وتابع في كلمة ألقاها خلال التجمع "هذا التجمع يؤكد أنّ المقاومة انتصرت، وصوت أهالي الفلوجة من الشرفاء سينتقل إلى باقي المحافظات".

ويقول حميد العلواني عضو المجلس البلدي في الفلوجة وأحد منظمي الاحتفال للجزيرة نت إنه تقررت إقامة احتفالية كبيرة تليق بشهداء الفلوجة الذين قاوموا المحتل ودافعوا عن أرضهم، مذكرا بأن الشرارة الأولى للمقاومة انطلقت من الفلوجة في أول أيام دخول الأميركيين، ويصف مدينة الفلوجة بمدينة "الشرف والشهداء والكرامة".

وعن اختيار مسجد الحمرة ليكون مكانا للتجمع والاحتفال يقول العلواني إن عمليات المقاومة انطلقت من هذا المسجد.

ويتخلل المهرجان عدد من معارض الصور الفوتوغرافية وإلقاء قصائد من الشعر الشعبي والفصيح، وسيتم استذكار الشهداء الذين قارعوا قوات الاحتلال في معركتي الفلوجة الأولى والثانية عام 2004.

ودعا القائمون على مهرجان الفلوجة الفنانين التشكيليين إلى تصميم نصب تذكاري يجسد الأحداث التي مرت على المدينة خلال مرحلة الاحتلال والدمار الذي لحق بها إضافة إلى دور المقاومة الباسلة.

وفي حديث مع الجزيرة نت نقل الصحفي والإعلامي العراقي عبد القادر سعدي عن أهالي الفلوجة قولهم إنهم أطلقوا الشرارة الأولى للمقاومة وإن الضربات الموجعة خلال السنوات الثمانية هي التي دفعت القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق، وبالتالي فإن من حقهم أن يحتفلوا وأن يشاركهم كل العراقيين هذا الاحتفال.
 
ويقول المحلل السياسي العراقي فاضل البدراني للجزيرة نت إن للفلوجة خصوصية عن باقي مدن العراق لأنها مرت بأشرس معركتين عام 2004 بعد أن عجزت القوات الأميركية خلال سبعة أشهر عن دخولها مما جعل اسمها يقترن بالمقاومة ويعطيها الأولوية في الاحتفال بهزيمة قوات الاحتلال.

ويضيف البدراني الاحتفال بالنسبة لأهالي الفلوجة ذو قيمة معنوية عالية، حيث ركز في مضمونه على دور المقاومة الذي يجسد الإرادة القوية لأهالي الفلوجة، مشيرا إلى أن الفلوجة هي مدينة التعايش بين العراقيين من الشمال إلى الجنوب حيث جرت صلاة الجماعة أمس بمشاركة السنة والشيعة والأكراد والتركمان.

التعليقات