"الجيش الأمريكي ينسحب من العراق وتبقى الولايات المتحدة فيها"

أكثر من 17 ألف أمريكي يبقون في العراق في السفارة الأمريكية الأضخم في العالم * القنصلية الأمريكية: ما يحصل في حقول النفط العراقية هو مصلحة أمريكية حقيقية..

السفارة الأمريكية الأضخم في العالم في بغداد
 
 
تناولت "يديعوت أحرونوت" انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، مشيرة إلى أن الجيش ينسحب من العراق ولكن الولايات المتحدة تبقى فيها ممثلة بأكثر من 17 ألف أمريكي. كما أكدت على أهمية الحقول النفطية للعراق بالنسبة للولايات المتحدة باعتبارها "مصلحة أمريكية حقيقية".
 
وكتب مراسل الصحيفة في واشنطن أنه في المؤتمر الصحفي الذي عقد في البيت الأبيض عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي صورة مثالية للعلاقات المتوقعة بين واشنطن وبغداد مع انسحاب آخر الجنود الأمريكيين من العراق حتى نهاية الشهر الجاري، ولكن "من يريد أن يفهم أية رياح تهب في العراق الجديد يجب أن يفحص تركيبة الوفد الذي جلبه معه رئيس الحكومة العراقية".
 
وأشار المراسل إلى أنه كان ضمن الوفد وزير التجارة هادي فرحان العامري الذي ترأس فيلق "بدر" الذراع العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى في العراق، وله علاقات مع القيادة الإيرانية وخاصة حرس الثورة، الأمر الذي أثار حفيظة جورج بوش الابن ولويس بيري رئيس "FBI" في عهده وفي عهد بيل كلينتون.
 
وتابعت الصحيفة أنه عندما أنهى المالكي "العرض" في واشنطن عاد إلى العراق مع العامري الذي وصفته بأنه "أحد القادة الشيعة الذين رفضوا السماح للولايات المتحدة بإبقاء جنود أمريكيين في العراق في العام 2012".
 
 
 
وتابعت الصحيفة أن الولايات المتحدة أعلنت رسميا عن انتهاء الحرب في العراق، وأنها تسحب جنودها وقواعدها العسكرية، وفي المقابل، تقوم إيران بإقامة البنوك والفنادق فيها. وبحسبها فإن الولايات المتحدة ستواصل "الحفاظ على العراق من القواعد العسكرية الموجودة في منطقة الخليج، لأن العراق ليس لديها سلاح طيران وسلاح بحرية، وستكون مكشوفة بشكل مطلق لإيران، وهذا هو المتكأ الكبير للولايات المتحدة في العراق".
 
وأضافت أن الولايات المتحدة ستسلح العراق، وتعمل على خلق جيل جديد من الضباط موالين للولايات المتحدة. وهناك على جدول الأعمال تدريب جيل جديد من الطيارين العراقيين على طائرات "أف 16"، حيث أن العراق تنوي شراء 36 طائرة من هذا الطراز، ولكن إدخالها إلى المجال العملاني سوف يستغرق بضعة سنوات. مع الإشارة إلى أن العراق قامت بشراء 140 دبابة أمريكية، وتعمل على تدريب جيل جديد في سلاح المدرعات.
 
وكتبت أيضا أن الولايات المتحدة قدمت للعراق سفنا، ويقوم سلاح البحرية بتدريب ملاحين عراقيين في ميناء أم قصر، بذريعة الدفاع عن المياه الإقليمية من إيران. وأشارت إلى أن المدربين أمريكيون ولكن بدون الزي الرسمي، كما أن الجيش الأمريكي سيكون في الجوار.
 
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع خروج آخر الجنود الأمريكيين، سيبقى في العراق نحو 17 ألف أمريكي، بينهم 6 آلاف يعملون في السفارة الأمريكية الأكبر في العالم والتي تبدو من الخارج كأنها سجن ضخم جدا. ورغم أن الجيش الأمريكي يغادر العراق إلا أن الولايات المتحدة تبقى فيها. وفي هذه الحالة فإن الولايات المتحدة تدخل مرحلة جديدة أصعب لا تتوفر فيها الحماية الفورية للدبلوماسيين والمواطنين الأمريكيين، وعليه فسوف يستبدل الجنود الذين تجولوا بشكل مكشوف في العراق عناصر من "FBI" والوكالات الاستخبارية الأخرى بحيث يراقبون كل شيء بدون أن يكونوا ظاهرين للعيان.
 
وكتبت "يديعوت أحرونوت" أيضا أن العراق بعد مغادرة الجيش الأمريكي لا تزال "دولة يعتبر التجول فيها خطيرا. فالإرهاب يتواصل والخطر على سلامة المواطنين الأمريكيين كبير". وأشارت في هذا السياق إلى تقرير نشرته "NBC" أظهر معلمتين تدرسان الإنجليزية تخرجان من السفارة وهما تلبسان السترات الواقية وتحت حماية قافلة مؤلفة من خمس مركبات على مستوى حراسة مماثل لمستوى حراسة وزيرة الخارجية الأمريكية في واشنطن.
 
إلى ذلك، تابعت الصحيفة أن مبنى القنصلية الأمريكية في البصرة يجري تحويله إلى قلعة محصنة لنحو 1000 أمريكي يعملون في ما أسمته "الجنوب الشيعي"، بالقرب من الحدود مع إيران. ويعتبر "العدو" بالنسبة لهم يتألف من مجموعة ميليشيات موالية لإيران، حيث تقوم هذه المجموعات بإطلاق الصواريخ باتجاه القنصلية حتى عندما يكون الجيش الأمريكي في المنطقة. وبالنتيجة سيكون الدبلوماسيون هناك تحت حماية الجيش العراقي أو يكون بإمكانهم استدعاء قوات من الكويت القريبة في حالات الطوارئ.
 
وأشارت أيضا إلى أن ميزانية السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية في البصرية للعام 2012 سوف تصل إلى 3.8 مليار دولار، تشمل تفعيل البعثة الدبلوماسية وجهازا كبيرا لتوفير الأمن والاحتياجات اللوجستية والبناء، وفعاليات في مجالات التعليم والثقافة وتبرعات لمنظمات دولية.
 
وأبرزت الصحيفة أيضا أنه يوجد للولايات المتحدة مصلحة كبيرة جدا في العراق وفي احتياطاتها النفطية، إضافة إلى الجانب الأمني بكل ما يتصل بإيران. ونقلت عن الدبلوماسية الأمريكية في البصرة بايبر كامبل (في منصب قنصل) قولها إنها علمت من مصادر كثيرة أن إيران تتابع ما يحصل هناك، وأنها تبحث عن فرصة لزيادة نفوذها في العراق، ولكن قدرة العراق على التحكم والدفاع عن الحقول النفطية من النفوذ الإيراني هو المفتاح للاستقرار الاقتصادي والسياسي، وعليه فإن ما يحصل في حقول النفط هو مصلحة أمريكية حقيقية. على حد تعبيرها.  
 
السفارة من الخارج

التعليقات