سعيا لإحياء اتحاد المغرب العربي: المرزوقي يصل الجزائر وسط ترحيبي رسمي

استقبلت الجزائر اليوم الأحد، الرئيس التونسي منصف المرزوقي، والتي يقوم بزيارتها بعد موريتانيا والمغرب، في إطار جهوده الساعية لإحياء اتحاد المغرب العربي.

سعيا لإحياء اتحاد المغرب العربي: المرزوقي يصل الجزائر وسط ترحيبي رسمي

- المنصف المرزوقي وعبد العزيز بوتفليقة -

استقبلت الجزائر اليوم الأحد، الرئيس التونسي منصف المرزوقي، والتي يقوم بزيارتها بعد موريتانيا والمغرب، في إطار جهوده الساعية لإحياء اتحاد المغرب العربي.

وقد استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء أحمد أويحيى، المنصف المرزوقي عند وصوله وصوله إلى مطار هواري بومدين، قادما من نواكشوط.

ويلتقي الرئيس التونسي نظيره الجزائري مساء اليوم وصباح غد الاثنين، للحديث عن تعزيز العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى إعادة الروح إلى اتحاد المغرب العربي.

وحسب الصحافة الجزائرية، فإن برنامج زيارة المرزوقي يتضمن لقاء مع السفراء التونسيين المعتمدين في الجزائر، ثم حضور منتدى صحيفة الشروق، ولقاء مع شخصيات سياسية جزائرية متعددة.

كما يلتقي المرزوقي الصحافة الجزائرية الاثنين، دون حضور الصحافة الأجنبية التي تم استبعادها من تغطية الزيارة.

الظروف النفسية أصبحت حاضرة، ويمكن تجاوز عائق الصحراء الغربية

وكان الرئيس التونسي قد أكد في نواكشوط أن "الظروف النفسية أصبحت حاضرة" لبناء اتحاد المغرب العربي، بعد "سقوط الأنظمة الديكتاتورية في تونس وليبيا"، واعتبر أنه يمكن "اجتناب" مشكلة الصحراء الغربية، التي يعيق تقدم اتحاد المغرب العربي.

وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الجزائرية نشرتها الجمعة: "عندما تقف أمام عائق لا يمكنك تجاوزه، فلا بد من اجتنابه، وأنا أدعو إلى اجتناب هذا العائق، أي مواصلة تنظيم المغرب العربي على أساس الحريات الخمس، ومواصلة التحاور، وترك (ملف الصحراء الغربية) جانبا في الوقت الحاضر، وتركه لهيئة الأمم المتحدة التي تكفلت به".

ونوه المرزوقي: "تطلعاتي من هذه الزيارة كبيرة جدا".

الجزائر ترحب بالفكرة

من جهتها، قالت وكالة الرئاسة الجزائرية السبت، إن زيارة الرئيس التونسي ستشكل "فرصة للتشاور حول مسار بناء اتحاد المغرب العربي"، وذلك في إشارة للترحيب بالفكرة.

كما أوضح مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الجزائرية، أن "الجزائر هي أول من دعا إلى إعادة بعث مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي، حتى أثناء الأزمة الليبية"، وأضاف أن "تقوية العلاقات الثنائية بين دول المنطقة هي أفضل وسيلة لتحقيق التكامل والاندماج المغاربي".

ولا يزال اتحاد المغرب العربي (المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وموريتانيا)، الذي تأسس في 1989، متعثرا بسبب خلافات بين أعضائه.

وقد ضم المغرب الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية سابقا، في 1975، ويقترح فيها حكما ذاتيا واسعا مع حكومة وبرلمان محليين تحت سيادته، بينما ترفض جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر الخطة المغربية، وتطالب "باستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي".

العلاقات الاقتصادية المتشابكة

يذكر أن اقتصادي الدولتين الجزائرية والتونسية متشابكة ومتداخلة بشكل كبير، فقد بلغت الصادرات الجزائرية لتونس 530 مليون دولار عام 2011، بينما بلغت الواردات من هذا البلد 428 مليون دولار، كما تؤمن الجزائر ما نسبته مئة في المئة من احتياجيات تونس من الطاقة.

وتعمل في تونس شركات جزائرية في مجالات النقل، والصناعة، والأشغال العمومية، والصناعة الصيدلانية، فيما تضم الجزائر 47 مشروعا استثماريا تونسيا.

وتنتطر الجزائر أن تعطي زيارة المرزوقي "ديناميكية قوية" لتطوير وترقية التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعليم العالي و التكوين والسياحة والثقافة، بحسب المصادر.

التعليقات