كلينتون في لقائها مع الطنطاوي: واشنطن ترغب بالتعاون مع القاهرة باعتبارها شريكا استراتيجيًّا

اجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، بالمشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ظهر الأحد، في اليوم الثاني من زيارتها للقاهرة، وذلك بعد يوم على لقائها بالرئيس محمد مرسي، الذي شددت أمامه على وجوب إتمام الانتقال الديمقراطي و"حصوله على كافة الصلاحيات."

كلينتون في لقائها مع الطنطاوي: واشنطن ترغب بالتعاون مع القاهرة باعتبارها شريكا استراتيجيًّا

المشير حسين الطنطاوي في استقبال هيلاري كلينتون

اجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، بالمشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ظهر الأحد، في اليوم الثاني من زيارتها للقاهرة، وذلك بعد يوم على لقائها بالرئيس محمد مرسي، الذي شددت أمامه على وجوب إتمام الانتقال الديمقراطي و"حصوله على كافة الصلاحيات."

وبحثت كلينتون مع طنطاوي "المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والاقليمية، وسبل دعم العلاقات المصرية الامريكية."

وعبرت كلينتون خلال اللقاء عن رغبة واشنطن في دعم علاقات التعاون مع مصر باعتبارها شريكا استراتيجيا في المنطقة.

واشنطن تعفي القاهرة من ديون تبلغ قيمتها مليار دولار

حضر اللقاء عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أن اللقاء بحث مواضيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، وقرار واشنطن إعفاء مصر من ديون تبلغ قيمتها مليار دولار، وتوفير حزمة مساعدات للقطاع الخاص في البلاد.

وكانت كلينتون قد أكدت السبت دعم بلادها لمصر وعملية "التحول الديمقراطي"، كما تعهدت بدعم واشنطن للاقتصاد المصري، ونفت أن يكون الرئيس المصري، محمد مرسي قد ناقش معها قضية الشيخ المعتقل، عمر عبد الرحمن، كما رفضت التدخل في قضية ترتيب العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي عقدته مع نظيرها المصري، محمد عمرو، عقب لقائها مع مرسي السبت، إن القاهرة تمر "بأحداث كثيرة"، مشيرة في هذا الإطار إلى تحديات "حول البرلمان والدستور."

وأضافت الوزيرة الأمريكية: "بحثت مع مرسي كيف يمكن أن تستمر واشنطن في دعم الشعب المصري، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وتقديم الحزمة التي وعد بها الرئيس باراك أوباما لشطب مليار دولار من ديونها للولايات المتحدة، وتقديم ائتمان بـ250 مليون دولار لمشاريع مخصصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة."

كلينتون تؤكد على دعم الديموقراطية ورغبة بلادها في عودة الجيش لثكناته العسكرية

وأثنت كلينتون على دور المجلس العسكري أثناء المرحلة الانتقالية، وقالت إن بلادها تؤيد الانتقال الكامل إلى الحكم المدني بكل ما يستتبعه ذلك، وتحدثت في هذا السياق عن العمل على دعم عودة الجيش إلى دوره في حماية الأمن القومي، في إشارة على ما يبدو إلى ضرورة ابتعاده عن الحياة السياسية.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا، قبيل وصول الوزيرة إلى القاهرة، إنها ستحث الرئيس مرسي والمشير طنطاوي والمجتمع المدني على التحاور بشأن قضايا كالبرلمان والدستور، وتجنب مواجهات قد تؤدي إلى خروج التحول الديمقراطي عن مساره.

وقال محللون في القاهرة، إن لقاء كلينتون بمرسي قد يفسر بأنه إقرار ضمني بشرعية "الاسلام السياسي"، ودعم لموقف الرئيس في مواجهة معارضيه.

العلاقات الامريكية الاسرائيلية

ولفتت الوزيرة الأمريكية إلى أنها ناقشت مع مرسي أهمية التجربة الديمقراطية التي وصل بموجبها للرئاسة، ومواضيع الأقليات والمرأة، وأنها أثنت على تعهده بأن يكون رئيسا لجميع المصريين والحفاظ على مكتسبات البلاد.

وبالنسبة لملف السلام مع إسرائيل، قالت كلينتون: "قبل 30 سنة وقعت مصر وإسرائيل على اتفاق للسلام سمح بنشوء جيل كامل دون أن يعرف الحرب، وعلى هذا الأساس نواصل الجهود لتحقيق سلام عادل وشامل على أساس دولتين لشعبين."

لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائلية نسبت لكلينتون تأكيدها على ضرورة عقد قمة اسرائيلية ـ مصرية بين الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وزعمت الصحيفة بأن وسائل الاعلام المصرية لم تهتم بتلك النقطة التي اعتبرتها محورية، خاصًة أن هناك حالة من التوجس الشديد المسيطر حاليًا لدى الكثير من الاسرائيليين، منذ تولى مرسي مسؤولية الرئاسة، وبالتالي فإن أول لقاء معه مع وزيرة الخارجية الأمريكية يمثل أهمية استراتيجية عميقة.

وأشارت إلى أن كلينتون أكدت أن عقد اللقاء يكتسب أهمية كبيرة للغاية، خاصّة إذا وضعنا في الاعتبار أهمية السلام خلال الفترة الحساسة التي تمر بها المنطقة حاليًا.

احتجاجات

هذا ورافقت زيارة كلينتون إلى مصر عاصفة من الاحتجاجات، بلغت محيط مقر إقامتها في أحد فنادق العاصمة القاهرة.

واحتشد بضعة آلاف من المصريين مساء أمس حول فندق "فورسيزونز" حيث تُقيم كلينتون، وقطعوا شارع كورنيش النيل على طريق التحرير/المنيل مقابل الفندق، فيما فرضت عناصر الأمن أطواقا أمنية حول المنطقة خشية اقتحامها، وخاصة مع تزايد أعداد المتظاهرين.

وردد المتظاهرون هتافات "تسقط المؤامرة الأميركية / الاخوانية"، في إشارة إلى اتهامات يوجهها نشطاء مصريون بوجود تفاهمات أميركية مع جماعة الاخوان المسلمين.

كما رفعت لافتات باللغتين العربية والانجليزية تحمل شتائم للولايات المتحدة وللوزيرة كلينتون ولجماعة الإخوان المسلمين.

ورفع عدد من المتظاهرين الأحذية متوعدين من أسموهم "المتآمرين على مستقبل مصر"، فيما أحرق آخرون العلم الأميركي والاسرائيلي.

كما تظاهر عشرات المصريين بمحيط مقر رئاسة الجمهورية احتجاجا على زيارة كلينتون، وكان عدد كبير من المواطنين والنشطاء المصريين نظموا -في وقت سابق من مساء أمس- وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة الأميركية بالقاهرة، رفضا للزيارة.

التعليقات