لبنان: الادعاء على الوزير ميشال سماحة بالتدبير لتفجيرات تؤجج الاقتتال الطائفي بالتنسيق مع النظام السوري

ادعى القضاء اللبناني أمس السبت، 11 آب/أغسطس، على كل من الوزير السابق ميشال سماحة، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوط، وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان، بارتكاب أعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة، والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية، حسبما ذكر مصدر قضائي

لبنان: الادعاء على الوزير ميشال سماحة بالتدبير لتفجيرات تؤجج الاقتتال الطائفي بالتنسيق مع النظام السوري

الوزير اللبناني السابق، ميشال شماحة

ادعى القضاء اللبناني أمس السبت، 11 آب/أغسطس، على كل من الوزير السابق ميشال سماحة، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوط، وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان، بارتكاب أعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة، والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية، حسبما ذكر مصدر قضائي

وجاء في مذكرة قضائية رسمية بعد 3 أيام من توقيف سماحة، أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي سامي صادر، ادعى على الثلاثة، سماحة ومملوك وعدنان، "بجرم تأليف جمعية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، وإثارة الاقتتال الطائفي عبر القيام بأعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها بعد أن جهزت من مملوك وعدنان".

"التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية"

وأشار الادعاء كذلك إلى أن الثلاثة قاموا بـ"التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية"، وعلى إثره باشر قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا، استجواب سماحة الذي "استمهل طالبا استجوابه في حضور وكيله"، بحسب المصدر القضائي، ما أدى إلى إرجاء جلسة التحقيق بعد أن أصدر القاضي "مذكرة توقيف وجاهية في حقه".

ومن المقرر أن يبدأ استجواب سماحة غدا الاثنين، ثم يتخذ القرار النهائي، إما بتركه بسند إقامة، أو بإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه، ورجحت مصادر قانونية أن يكون "احتمال توقيف مستشار الرئيس السوري بشار الأسد هو الراجح بالنظر للجرائم المسندة إليه وإلى مملوك، والاعترافات التي أدلى بها سماحة، وقوة الأدلة التي يحتويها الملف، ومنها صور فيديو لكيفية تسليمه العبوات الناسفة لأحد الأشخاص بهدف تفجيرها في منطقة عكار"،  حسبما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط".  

بدوره، نوه المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، بشعبة المعلومات التي "أحبطت المخطط الارهابي"، وكشفت، بحسب بيان صادر عن مكتب العلاقات الاعلامية في قوى الأمن، "مخططا خطيرا كان يرمي إلى تنفيذ أعمال ارهابية عبر زرع متفجرات وتنفيذ اغتيالات في منطقة الشمال"، مضيفا أن هذه الشعبة "تمكنت خلال فترة زمنية وجيزة من كشف هوية الرأس المدبر وإقامة الدليل على تورطه وتوقيفه وإحالته أمام القضاء، وضبط كمية كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة ومبلغ مالي كبير كان مخصصا لمصاريف تنفيذ الأعمال الارهابية".

الرئيس ميشال سليمان: مجرد التفكير أن هناك مخطط لإحداث الفتنة مرعب وخطير

من جهته، وصف الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، الحديث عن تحضيرات لعمليات تفجير في لبنان بـ"المرعب والخطير"، في إشارة ضمنية إلى التحقيق مع سماحة، وقال بيان رئاسي إن سليمان رأى "أن ما حصل في اليومين الأخيرين مرعب ومخيف بمجرد التفكير أن هناك تحضيرات لتفجير الوضع وإحداث فتنة، وجعل اللبنانيين يدفعون مرة أخرى الثمن من أرواحهم وأرزاقهم".

وكانت القوى الأمنية اللبنانية أوقفت سماحة المعروف بقربه من النظام السوري، الأربعاء، في منزله ببلدة الجوار شمال شرق بيروت، وقامت بتفتيش دقيق لمنزله ولمكتبه ومنزل آخر يملكه في بيروت، على خلفية قيامه بنقل عبوات كان سيتم تفجيرها بمناطق لبنانية عدة، خصوصا في الشمال، وفقا لـ "فرانس برس".

تسجيل فيديو يظهر سماحة وهو يسلم العبوات الناسفة لنقلها من دمشق إلى عكار

ونشرت الصحف اللبنانية الصادرة السبت تفاصيل عن التحقيق الذي أجري مع سماحة، وفيها أن شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي أوقعت سماحة في فخ بعد أن جندت أحد الأشخاص الذين ينسق معهم في موضوع التفجيرات لحسابها، مشيرة إلى أن الشخص المذكور قام بتصوير سماحة وهو يقوم بنقل المتفجرات من سيارته إلى سيارة أخرى، ويسلمها إلى الشخص المعني مع مبلغ بقيمة 170 ألف دولار، وتفيد المعلومات أن سماحة اعترف بكل الوقائع، وبأنه نقل العبوات البالغ عددها 24، بينها أربع عبوات كبيرة تزن الواحدة منها حوالي 15 كلغ من دمشق.

سماحة يعترف: ارتكبت غلطة كبيرة وأشكر ربي أنكم كشفتم القضية

فطلب بعد مضي نحو نصف ساعة لقاء العميد الحسن، الذي حضر فوراً وأبلغه أن «الملف موثق»، فقال سماحة: «سأكون واضحًا معك، أعترف أنني ارتكبت غلطة كبيرة، وأشكر ربي أنكم كشفتم القضية قبل أن تحصل التفجيرات لكي لا أحمل وزر الدم والضحايا التي ستسقط، أعود وأقول شكرًا جزيلًا أنكم كشفتم العملية قبل إتمامها، على الأقل أنا الآن لا أحمل وزر دم أبرياء كان يمكن أن يسقطوا."

وتضيف "الرواية"، التي نشرتها صحف لبنانية عديدة، ومنا بينها "السفير"، أن سماحة أدلى بالاعترافات ذاتها أمام مدعي عام التمييز بالوكالة، القاضي سمير حمود، الذي التقاه لنصف ساعة، واستفسر من سماحة عما إذا كان تعرض للضغوط فأجاب بالنفي، كما استفسر عن وضعه الصحي فقال إن طبيبين أجريا فحوصات له وهو بصحة جيدة.

واعترف النائب سماحة أيضا أنه "ذهب إلى سوريا قبل أيام قليلة، وتوجه مباشرة بسيارته التي كان يقودها بنفسه إلى المبنى الأمني، حيث يقع مكتب اللواء علي المملوك، وهناك أخذت منه سيارته، وتم وضع العبوات الناسفة في صندوقها الخلفي، ومن هناك قادها سماحة من دمشق إلى بيروت".

وقد حصل تواصل مع "حزب الله" اللبناني، الذي استنكر في البداية ما وصفه بـ"التعرض والفبركة ضد سماحة"، والأمر نفسه بالنسبة للرئيس نبيه بري، الذي تم إعلامه أيضًا من خلال أحد الضباط في "فرع المعلومات" بتفاصيل القضية. 

اللواء السوري علي مملوك.. مدير مكتب الأمن الوطني في سوريا

من جهة ثانية، فقد تم في 24 تموز/يوليو تعيين اللواء علي مملوك مديرا لمكتب الأمن الوطني في سورية، وكان قبل ذلك مديرا لأمن الدولة؛ وأوضح مصدر أمني في حينه أن مملوك "أصبح رئيسا لمكتب الأمن الوطني برتبة وزير، وهو يشرف على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية".

وعمل اللواء علي مملوك (66 عاما) طوال حياته المهنية في مجال الاستخبارات، ويحظى بالثقة التامة للرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المقرر أن يصدر قاضي التحقيق العسكري بعد انتهاء مراحل التحقيق قراره الاتهامي بحق سماحة واللواء المملوك والعقيد عدنان، فإما أن يتضمن القرار اتهام الثلاثة وبالتالي يحيلهم إلى المحكمة العسكرية، أو يمنع المحاكمة عنهم إذا لم تكن الأدلة على إدانتهم كافية، ويتولى القضاء العسكري في لبنان كل القضايا المتعلقة بأمن الدولة وعمليات التفجير.

التعليقات