صحافي لبناني: شاهدت حسن نصر الله في القصير بملابس عسكرية ومن دون عمامة او موكب

ركزت نظري على الرجل الجالس الى جانب السائق. كان الوجه مآلوفا، الا ان شيئا ما كان مفقودا. كان واضحا انني اقف وجها لوجه مع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، يرتدي بزة عسكرية ومن دون العمامة. افتر ثغره عن ابتسامة وهز رأسه لتحيتي، وفيما كنت لا ازال مشدوها غابت السيارة عن ناظري. لم يكن هناك موكب من السيارات، بل سيارة واحدة. ومثما قلت من قبل فان اجرءات الامن كانت قائمة في المدينة وحولها.

صحافي لبناني: شاهدت حسن نصر الله في القصير بملابس عسكرية ومن دون عمامة او موكب

 

نشر موقع "المونيتر" الاميركي اليوم مقالا لكبير مراسلي قناة "الميادين" علي هاشم تحدث فيه عن مشاهداته في بلدة القصير اللبنانية. وكان هاشم قد زار البلدة قبل ان تسقط في يدي قوات الاسد بدعم من ميلشيات حزب الله وتجول فيها بعد سقوطها وقال في مقاله انه شاهد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وجها لوجه هناك. وفيما يلي نصه:


بعد أيام من سقوط بلدة القصير السورية التي تقع في الجنوب الغربي للبلاد، بدأ الزوار يتوافدون عليها.. بعضهم كان من سكانها العائدين الى منازلهم او ما بدا انه بقي من منازلهم وممتلكاتهم، بينما الاخرون كانوا عابري سبيل ارادوا مشاهدة ما حدث للمدينة. وكانت هناك فئة ثالثة: ربما يندرج بينهم شخص الامين العام لحزب الله حسن نصر الله.


كان ذلك في اليوم الاخير لي في القصير، ولم تكن اجراءات الامن متشددة هناك مثلما كانت عليه في الايام الماضية. وعندما سألت عن الامور جاء الرد الوحيد انهم يستلمون اوامر جديدة كل يوم. قال زميل لي معربا عن تصوره ولكن لم تكن لديه ادلة كافية على قوله: "ربما يقوم الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة البلدة، مثلما فعل في زيارته التي قام بها الى باب عمرو في مدينة حمص بعد ان استعاد النظام السوري السيطرة عليه". وفي وقت لاحق قال احد الضباط السوريين لنا ان مسؤولا سوريا كبيرا (ليس الاسد) سيصل قريبا الى القصير. امضيت ساعتين في البلدة، الا انه لم يصل احد. قررت ان اتنقل في ضواحي البلدة بحثا عن السكان العائدين لعلي افوز بلقاء معهم. وفي مركز البلدة وقفت في منتصف الشارع الرئيسي عندما شاهدت سيارة سوداء ضخمة رباعية الدفع تتجه نحوي.

ركزت نظري على الرجل الجالس الى جانب السائق. كان الوجه مآلوفا، الا ان شيئا ما كان مفقودا. كان واضحا انني اقف وجها لوجه مع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، يرتدي بزة عسكرية ومن دون العمامة. افتر ثغره عن ابتسامة وهز رأسه لتحيتي، وفيما كنت لا ازال مشدوها غابت السيارة عن ناظري. لم يكن هناك موكب من السيارات، بل سيارة واحدة. ومثما قلت من قبل فان اجرءات الامن كانت قائمة في المدينة وحولها.

استغرق الامر بعض الوقت فترة من الوقت للتيقن من انه كان نصر الله. وعندما عدت الى بيروت، بدأت تحرياتي للتأكد من ذلك، وهو ما فعلته.
اثناء تحرياتي وقعت على معلومة اخرى: ان تلك الزيارة لم تكن الاولى لنصر الله الى القصير خلال تلك الازمة. قال لي مصدر مقرب من حزب لله "ذهب نصر الله الى القصير في اليوم السابق لاندلاع المعركة: التقى القادة، وزار بعض المقاتلين الجرحى والقى كلمة. تحدث لمدة نصف ساعة مع كبار قادته وتبادل معهم الاراء بشأن المعركة والتوقعات المحتملة والفترة الزمنية التي يمكن ان تنتهي فيها".


اما بالنسبة للزيارة الاخيرة التي جاءت بعد يوم من الهجوم، فان مصدر اخبارنا ذكر ان نصر الله قام بزيارة بلدة القصير والبلدات المحيطة بها داخل البلاد. واضاف ان "نصر الله اراد ان يعرب عن تقديره للمقاتلين شخصيا، التقى بهم وزار الجرحى ثم ذهب في جولة داخل المنطقة".


سألت المصدر كيف يتمكن نصر الله من التوجه الى القصير في سوريا من بيروت، وان يسافر احيانا الى ايران فيما تقول اسرائيل انه مختبئ.
فقال انها "لعبة الغميضة. فجهاز الامن لدى نصر الله لديه الكفاءة الكافية لمعرفة متى يتحرك وكيف. لا احد يعرف ما يفعلون وما هي احتياطاتهم، ولا نعرف شيئا الا بعد حدوثه". وزيارة نصر الله الى القصير تظهر ان قتال الحزب في سوريا ليس مسألة مصالح، ولكنه مسألة حياة

التعليقات