انتخابات العراق: ساحة لصراعات القوى الإقليمية

تنظم الأربعاء المقبل في العراق انتخابات برلمانية في ظل وضع أمني صعب في البلاد. وخرج المئات في بغداد أمس السبت دعما لترشح رئيس الوزراء نوري المالكي في حين ألقى مقتدى الصدر خطابا انتقد فيه المالكي وحذر من تزوير الاقتراع.

انتخابات العراق: ساحة لصراعات القوى الإقليمية
تنظم الأربعاء المقبل في العراق انتخابات برلمانية في ظل وضع أمني صعب في البلاد. وخرج المئات في بغداد أمس السبت دعما لترشح رئيس الوزراء نوري المالكي في حين ألقى مقتدى الصدر خطابا انتقد فيه المالكي وحذر من تزوير الاقتراع.
 
ويتوجه الناخبون العراقيون إلى صناديق الاقتراع الأربعاء المقبل لانتخاب أعضاء البرلمان الجدد، في وقت ينازع العراق من  دون جدوى للبقاء خارج دائرة الصراع القائم في المنطقة بين القوى الإقليمية، وعلى رأسها طهران والرياض.
 
وفي ظل الوضع الأمني الصعب في البلاد، وتداعيات الأزمة السورية، تظاهر المئات في بغداد لدعم ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تنافسه في الانتخابات كتل شيعية في وسط وجنوب العراق، منها حركة الأحرار المرتبطة بمقتدى الصدر الذي دعا أمس السبت مفوضية الانتخابات أن تكون مستقلة وألا تخضع للضغوط.
 
ويقول أستاذ التاريخ السياسي في جامعة المستنصرية، عصام الفيلي، لوكالة فرانس بريس إن "العراق كان تاريخيًا ساحة لصراع القوى العظمى، واليوم أيضًا يبدو العراق من جديد ساحة لنزاعات مماثلة تحولت معها إيران والولايات المتحدة ودول الخليج ومعهم الأزمة السورية إلى ناخبين في هذه العملية الانتخابية".
 
ولعبت طهران وواشنطن في انتخابات العام 2010 دوراً رئيسياً في إعادة انتخاب نوري المالكي،  الذي يحكم البلاد منذ 2006، لولاية ثانية على رأس الحكومة الحالية، في تحالف مصالح بدا اضطراريا بينهما. 
 
لكن الانسحاب العسكري الأميركي نهاية العام 2011 منح النفوذ السياسي الإيراني مساحة أكبر للتحرك ضمن العملية السياسية في العراق، مما جعل طهران أكبر اللاعبين في بلاد خاضت معها حربا دامية بين 1980 و1988. 
 
وفيما يتصاعد النفوذ الإيراني، يغرق العراق أكثر في دوامة الصراع الإقليمي بين طهران وعواصم خليجية على رأسها الرياض، في خلاف يقوم أساسا على الموقف من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وينقسم السياسيون العراقيون في موقفهم من الوضع السوري، لكن الحكومة التي يسيطر عليها موالون لإيران، تتبنى في العلن موقفا محايدا من النزاع هناك، وتدعو إلى حل سياسي رافضة تسليح المعارضين للأسد.
 
وفي آذار (مارس) الماضي، وفي مقابلة مع تلفزيون فرانس 24، شن نوري المالكي هجوما هو الأعنف على السعودية وقطر، واتهمهما بإعلان الحرب على العراق، معتبرا أن الرياض تبنت "دعم الإرهاب" في المنطقة والعالم.
 
ويرى عصام الفيلي أن "الأمن القومي لإيران لن يسمح بحكومة لا تؤيدها، والدول التي تنافسها إقليميا، والتي قد تجد الولايات المتحدة إلى جانبها، ستدفع نحو عكس ذلك".
 
ورغم صراع النفوذ الاقليمي هذا، يرى مراقبون أن طهران ترمي بثقلها لإنجاح الانتخابات العراقية، ولترسيخ عامل التماسك في البلاد، والوحدة بين القوائم الموالية والمقربة لها خصوصًا، حتى تتفرغ للنزاع المنخرطة فيه في سوريا.

التعليقات