الفلوجة: قصف حكومي عنيف بعد الفشل في اقتحامها

أعلنت مصادر طبية عراقية اليوم السبت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في مدينة الفلوجة غرب بغداد، في سلسلة عمليات قصف شنتها القوات الحكومية عقب فشلها في اقتحام المدينة أمس في أضخم هجوم على المدينة منذ بدء المعارك في محافظة الأنبار نهاية العام الماضي.

الفلوجة: قصف حكومي عنيف بعد الفشل في اقتحامها

أعلنت مصادر طبية عراقية اليوم السبت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين في مدينة الفلوجة غرب بغداد، في سلسلة عمليات قصف شنتها القوات الحكومية عقب فشلها في اقتحام المدينة أمس في أضخم هجوم على المدينة منذ بدء المعارك في محافظة الأنبار نهاية العام الماضي.

وقال الطبيب أحمد شامي من مستشفى الفلوجة إن "11 شخصا قتلوا بينهم ثمانية من عائلة واحدة وأصيب عشرون آخرون بجروح في عمليات قصف بدأت بعد منتصف الليل واستمرت حتى الثامنة صباحا". وكان ثمانية أشخاص -بينهم طفلان- قتلوا وأصيب تسعة -بينهم طفلان أيضا- بجروح جراء القصف والاشتباكات يوم أمس الخميس، حسب المصدر ذاته.

وجاء القصف العنيف بعد أن فشلت القوات الحكومية العراقية في اقتحام مدينة الفلوجة في هجوم واسع النطاق شنته خلال الأيام الماضية على المدينة من الجنوب الشرقي سمّـته "تصفية الحساب".

وقال شهود عيان من المدينة إن المسلحين من أبناء العشائر تمكنوا من صد الهجوم الذي نفذته القوات الحكومية، وإنهم أرغموها على التقهقر إلى جنوب الفلوجة (60 كلم غرب بغداد). وأضاف الشهود أن طائرات ومروحيات القوات الحكومية قامت بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة وأنها تسببت بإحداث دمار كبيرة بمنازل المدنيين.

ومن جانبها قالت وزارة الدفاع العراقية إن قوات عراقية كبيرة الحجم تقوم حاليا وبإسناد جوي حربي بتنفيذ عملية عسكرية تعرضية واسعة النطاق ومباغته -على حد وصفها- على عدة محاور في الفلوجة تستهدف أوكار ما سمته عصابات داعش والقاعدة ومن تحالف معهم.

وأضافت الوزارة في بيان أن قوات برية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوة الجوية وطيران الجيش بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية اشتركت بالعملية والتي استهدفت مناطق السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة. ووصف بيان الوزارة الجسر بأنه يعد الممر الرئيس للجماعات المسلحة.
وأشار البيان إلى أن "القوة المهاجمة تمكنت من قتل الكثير من المسلحين والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم وعجلاتهم"، وقال البيان إن "القوة المهاجمة ما زالت تديم الزخم العسكري لهجومها لمطاردة الفارين من المسلحين". ولم يعط البيان أية تفاصيل عن حجم الخسائر التي تكبدتها القوات المهاجمة.

وأفاد المجلس العسكري في الفلوجة بأن العميد الركن أبو الفدا الزبيدي وهو قائد العمليات الخاصة في المجلس العسكري، قد قـُتل في المعارك.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمود الزوبعي -وهو أحد زعماء عشائر الفلوجة- تأكيده وقوع قصف متكرر واشتباكات في مناطق بينها النعيمية والفلاحات جنوبي وجنوبي غربي الفلوجة، وأحياء متفرقة في جنوبي شرقي المدينة.

وتقول السلطات العراقية إن مسلحين من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يسيطرون على مدينة الفلوجة، فيما يؤكد أهالي المدينة أن مسلحين من أبناء عشائرها هم من يقاتل القوات الحكومية "دفاعا عن النفس"، بعد أن قامت هذه القوات مع نهاية العام الماضي بهجوم على ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

وقتل مئات المدنيين في القصف الذي تتعرض له مدينتا الفلوجة وأحياء من الرمادي، فيما نزح نحو مليون شخص من المدينتين بسبب المعارك حسب السلطات الرسمية في المحافظة.

وشكل خروج مدينة الفلوجة عن سلطة الدولة حدثا استثنائيا نظرا إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الأميركية عام 2004.

وفي أعمال عنف أخرى وقعت الجمعة قال ضابط برتبة عقيد في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) إن "ثلاثة عسكريين -بينهم ضابط برتبة نقيب- قتلوا وأصيب اثنان آخران من رفاقهم بجروح في انفجار عبوة ناسفة". ووقع الهجوم في قضاء الخالص إلى الشمال من بعقوبة، وفقا للمصدر ذاته.

التعليقات