نجحت القوات العراقية، اليوم الأحد، في وقف الهجوم الذي تشنه تنظيمات مسلحة معارضة لحكومة نوري المالكي منذ نحو أسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، فيما سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا.
وبعدما اعلنت واشنطن إرسال حاملة طائرات غلى الخليج على خلفية التطورات في العراق، مؤكدة أنها تدرس خيارات مساندة بغداد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، اليوم الأحد إنّ إيران تعارض "كل تدخل عسكري أجنبي" في العراق. وأوضحت أفخم في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطالبية (اسنا) إن العراق "لديه القدرة والاستعداد اللازم لمكافحة الإرهاب والتطرف وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة".
وفي برلين، حذر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، من أن النزاع في العراق قد يتحول بسرعة إلى "حرب إقليمية بالوكالة"، داعيًا في حديث لصحيفة "ذي فيلت ام تسونتاغ" تركيا والدول الخليجية للمساهمة في استقرار العراق.
ميدانيًا، أوقفت القوات العراقية تقدم المسلحين الذين ينتمون إللا تنظيمات معارضة لحكومة المالكي ومقاتلي تنظيم "داعش" إضافة إلى عناصر في حزب البعث المنحل، والذين نجحوا خلال أسبوع في السيطرة على محافظة نينوى ومناطق في محافظة صلاح الدين بينها مركزها مدينة تكريت.
وقال الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق قاسم عطا، في مؤتمر صحافي في بغداد: "خلال الـ24 ساعة الماضية تم قتل أكثر من 279 إرهابيًا في مختلف المناطق"، معتبراً أن القوات الأمنية "استعادت المبادرة".
في موازاة ذلك، أعلن مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، في مؤتمر صحافي إن المالكي "أمر بتشكيل مديرية الحشد الشعبي" ومهمتها تنظيم عملية تطوع الآلاف لقتال المسلحين، التي دعت إليها المرجعية الشيعية الجمعة الماضي.
وفي محافظة ديالى، قتل ستة من عناصر قوات البشمركة الكردية وأصيب نحو عشرين آخرين بجروح في ضربة جوية لطائرة عراقية أصابت رتلاً للقوات الكردية قرب قضاء خانقين في شرق العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية، اليوم الأحد.
وقتل أيضًا ستة أشخاص بينهم ثلاثة جنود في قصف بقذائف الهاون أستهدف اليوم مركزاً في شرق العراق لتطوع المدنيين لقتال المسلحين الذين يشنون هجوما في أنحاء متفرقة في البلاد.
في الوقت ذاته، سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا بعد انسحاب قوات الجيش العراقي. وأوضح الناطق باسم قوات البشمركة الكردية، جبار ياور، لفرانس برس: "تسلمت قوات البشمركة السيطرة على منفذ ربيعة (محافظة نينوى) بعد سقوط الموصل في أيدي المسلحين وانسحاب الجيش".
وفي بغداد، قتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون بجروح في تفجير استهدف سوقًا شعبيًا في وسط العاصمة، بحسب ما افادت مصادر أمنية.
التعليقات