معاناة الإيزيديين تتفاقم وأوباما يتعهد بمواصلة الضربات الجوية "إذا اقتضت الضرورة"

تتفاقم معاناة الإيزيديين المحاصرين في منطقة جبل سنجار في شمال العراق مع تأكيد أبرز ممثليهم السبت أنه لم يبق سوى يوم أو يومين لإنقاذ أبناء الطائفة العالقين هناك، في حين أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مواصلة توجيه ضربات جوية ضد المتطرفين.

معاناة الإيزيديين تتفاقم وأوباما يتعهد بمواصلة الضربات الجوية

أسرة من الايزديين نزح أفرادها من سنجار ولجأوا الى مدرسة في دهوك، الأسبوع الحالي (أ ف ب)

 تتفاقم معاناة الإيزيديين المحاصرين في منطقة جبل سنجار شمال العراق مع تأكيد أبرز ممثليهم، اليوم السبت، أنه لم يبق سوى يوم أو يومين لإنقاذ أبناء الطائفة العالقين هناك، في حين أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مواصلة توجيه ضربات جوية ضد المتطرفين.

وقالت النائبة عن الطائفة فيان دخيل لفرانس برس: "إذا لم نستطع فعل شيء يمنح أملا للناس على جبل سنجار فسينهارون خلال يوم أو يومين ويحدث موت جماعي".

ودعت "قوات البشمركة والأمم المتحدة والحكومة (المركزية) الى القيام بشيء ما" لانقاذ عشرات آلاف المحاصرين.

ودفع دخول مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الى سنجار، شمال غرب العراق، معقل الإيزيديين نحو 200 ألف شخص على مغادرة منازلهم كما أعلنت الامم المتحدة.

وأشارت دخيل، من الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى "وفاة خمسين طفلا يوميا في جبل سنجار". لكن لم يتسن الحصول على تاكيد لذلك من مصادر اخرى.

في غضون ذلك، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت بمواصلة الغارات الجوية على المقاتلين المتطرفين "إذا اقتضت الضرورة" لحماية الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين الاميركيين.

و أكد أنه أجاز بذل "جهد انساني" لمساعدة آلاف المدنيين الذين فروا من مدينة سنجار بسبب هجوم الجهاديين ولجأوا الى الجبال.

ومساء أمس الجمعة، أعلن البنتاغون إلقاء مساعدات غذائية للمرة الثانية لـ"آلاف المواطنين العراقيين" المهددين بالجوع والموت بايدي الجهاديين في جبل سنجار.

وتابع أوباما: "سمحت أيضا بتوجيه ضربات جوية محددة الهدف لمساعدة القوات العراقية في كسر الحصار وانقاذ هذه العائلات".

وأشار الى "عدد كبير من الأبرياء مهددون بالقتل ونحن قادرون على منع حصول ذلك، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تغض النظر. نحن أميركيون. نتحرك. وهذا ما سنقوم به على هذا الجبل".

إلى ذلك، رحبت النائبة بقيام مروحيات بإجلاء عدد من العالقين في الجبل ولكنها طالبت بـ"تحرك أسرع لأن العملية بطيئة".

وأكدت دخيل التي تحدثت والدموع تتساقط من عينيها، أن إحدى النساء من المحاصرين ابلغتها اليوم بانها "فقدت احد أبنائها الخمسة في حين يحتضر الآخر بحيث قد تكون مرغمة على تركه في الجبل لإنقاذ الثلاثة الباقين" من أطفالها.

كما ذكرت أن المتطرفين خطفوا ما بين 520 الى 530 امرأة وفتاة ، بعضهن مع أطفالهن، من أهالي سنجار يحتجزونهم حاليا في سجن بادوش في الموصل.

وأكدت أن "المسلحين يختارون من وقت لآخرعددا منهن قائلين "ستذهبن الى الجنة" ولانعرف ماذا يفعلون بهن بعد ذلك".

ولفتت دخيل إلى ان المعونات الإنسانية لا تصل إلى جميع المناطق في جبل سنجار، ربما لأن بعضها مجاور لمسلحي الدولة الإسلامية. ووفقا لبعض أهالي سنجار الذين تحدثت إليهم، فقد تباينت فرصهم في النجاة.

واستطاع بعضهم الانتقال إلى سوريا ثم تركيا فيما وقع غيرهم في قبضة المتطرفين فقتلوهم فيما ما يزال اخرون عالقون في الجبل، وفقا لأحدهم.

وقامت قوات سورية وأخرى تركية بفتح طريق بهدف إخلاء المدنيين لكن مازال عشرات آلاف عالقون في جبل سنجار حتى الآن، بحسب مصادر من الإيزيديين.

وبإمكان بعض العالقين في جبل سنجار الذي يمتد على مساحة كبيرة صخرية وعرة، من التسلل ببطىء من الجهة الشمالية للجبل لكن الجهة الجنوبية أكثر خطورة لوجود تنظيم الدولة الإسلامية هناك، وفقا للنائبة.

وقد فر البعض إلى كردستان العراق أو تركيا إلا ان الآلاف ما يزالون في مناطق جبلية قاحلة مجاورة وباتوا مهددين بالموت جوعا أو عطشا في حال نجاتهم من مسلحي الدولة الإسلامية.

من جانبها، أعلنت الامم المتحدة أمس الجمعة عن السعي لفتح ممرات إنسانية لانقاذ المدنيين العالقين في جبل سنجار.

بدورها، قامت لجنة الإنقاذ الدولية "إي آر سي" بتوفير الرعاية الطوارىء لحوالى أربعة آلاف من الذين تمكنوا من العبور إلى شمال شرق سوريا.

وقالت سوزانا تكاليس لفرانس برس: "إنهم يعانون الجفاف وضربة شمس وبعضهم مصاب بصدمة" مشيرة إلى أن العديد منهم سار طوال النهار لمدة ايام.

ونبهت إلى أن مساعدات القتها الحكومة جوا لم تكن دائما "موفقة لأنهم لم يستخدموا مظلات كما ان بعض أكياس المياه انفجرت" عند ارتطامها بالأرض.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن نحو 200 ألف شخص فروا عندما اقتحم مقاتلو الدولة الإسلامية سنجار وانسحبت قوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليها.

وينتمي غالبية هؤلاء النازحين الى الطائفة الإيزيدية وتعود جذور ديانتهم الى أربعة الاف عام، وتعرضوا إلى هجمات متكررة من قبل الجهاديين في السابق بسبب ديانتهم الفريدة من نوعها.

وتسارعت الأحداث في العراق أثر الهجمات الشرسة التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية منذ التاسع من حزيران(يونيو) الماضي، واستطاع السيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب ووسط البلاد.

التعليقات