مقاتلات كرديات يحاربن "داعش" في العراق

تحرس تكوشين وهي تحمل بندقية على كتفها وتتزنر بحزام الذخيرة، موقعها في جبال شمال العراق، في إستعداد تام لإطلاق النار على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين تقاتلهم باسم "النضال من أجل حرية المرأة".

مقاتلات كرديات يحاربن

مقاتلات كرديات عند الجبهة الامامية في مخمور / أ.ف.ب

تحرس تكوشين وهي تحمل بندقية على كتفها وتتزنر بحزام الذخيرة، موقعها في جبال شمال العراق، في إستعداد تام لإطلاق النار على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين تقاتلهم باسم "النضال من أجل حرية المرأة".

بالنسبة إليها ورفاق سلاحها في حزب العمال الكردستاني يكمن الهدف في إخلاء جبل مخمور من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين ينشرون الرعب في العراق وسوريا المجاورة.

لكن حرب المواقع هذه توازي معركة أكثر شخصية بالنسبة إلى تكوشين وعشرات المقاتلات في صفوف الحزب الكردي، اللواتي شعرن بالإشمئزاز من أعمال العنف التي مارسها مقاتلو "داعش" بحق النساء. وقالت تكوشين: "في المناطق التي يسيطرون عليها يمنعون النساء من الذهاب إلى السوق" ويجبرونهن على وضع الحجاب، متحدثة عن مناطق واسعة سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية مهددا الأكراد وأقليات أخرى. وتابعت: “إنّ معركتنا ضد التنظيم الإرهابي الفاشي ترمي إلى الدفاع عن النساء من سيطرة هذه العقلية".

وتتوزع نحو 50 مقاتلة في جبل مخمور حيث يساعد الأكراد الأتراك في حزب العمال الكردستاني قوات البشمركة الكردية العراقية المدعومة بغارات جوية أميركية. وقد قاتلت النساء إلى جانب رفاقهن الرجال لتحرير بلدة مخمور، بحسب تكوشين. وتشارك النساء منذ فترة طويلة في القتال في صفوف حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح في 1984 من أجل إنشاء دولة كردية قبل أن يبدأ مفاوضات سلام مع أنقرة قبل عامين.

والأمر سيان بالنسبة إلى لجان الحماية الشعبية الكردية في سوريا وبحجم أقل لدى البشمركة العراقية. وأكدت تكوشين التي ارتدت الزي الكردي التقليدي الذي يرتديه الرجال عادة "نتوزع بشكل عام في مجموعات من أربع مقاتلات، وأنا أقود إحداها". وأضافت "لكن عند إندلاع المعارك ننفصل وننتشر إلى جانب بالرجال على جبهات مختلفة".

وليس الزواج محظورا على مقاتلي حزب العمال الكردستاني لكنه غير مستحبّ، بحسب المقاتلة. وضحكت عند سؤالها إن كانت متزوجة مجيبة: “أغلبنا هنا عازبات. إنضممت إلى حزب العمال الكردستاني في سن الـ14". وأضافت إن مواجهة الإسلاميين لمقاتلات أحدث مفاجأة لصالح الأكراد. وتابعت “أعتقد أنهم يخافون منا أكثر من الرجال. يخالون أنهم سيذهبون إلى جهنم إن قتلوا بيد إمرأة".

وفي ما يتعلق بالأسلحة أكدت تكوشين أنها أكثر ارتياحا لحمل كلاشنيكوف. وأوضحت رفيقتها سارية البالغة 18 عاما بخجل إنها تفضّل الرشاشات وبنادق الهجوم. وروت سارية التي ينتمي والداها إلى حزب العمال الكردستاني كيف شاركت في قتال الإسلاميين المتطرفين على غرار شقيقيها وشقيقتها الذين يحاربون في سوريا. وأوضحت قائلة: "في طفولتي، لم أفكر في حمل السلاح. لكنني أدركت كم تحتاجني أمتي الكردية واخترت هذا الطريق".

واعتبرت شيمال البالغة 28 عاما أن قتال تنظيم الدولة الإسلامية عزز التضامن النسوي. وأكدت إن مقاتلي "داعش" "يستعبدون النساء" مشيرة إلى أن تعاطفها مع ضحايا التنظيم المتطرف يوازي اليوم تعلقها بالقضية القومية الكردية. وأكدت منظمة سورية في أواخر آب (أغسطس) إن عشرات النساء من الطائفة الإيزيدية الناطقة بالكردية وغير المسلمة اللواتي أسرهن تنظيم الدولة الاسلامية أجبرن على إعتناق الإسلام ثم تمّ بيعهن قسرا لتزويجهن بمقاتلين له في سوريا.

التعليقات