أسرة صحافي قناة الجزيرة المصري تخشى نسيانه في السجن

بعد ترحيل الصحافي الأسترالي بيتر غريست، والإفراج المتوقع قريبا عن زميله الكندي محمد فهمي، تخشى عائلة باهر محمد، صحافي قناة الجزيرة الثالث، أن يبقى في السجن كونه يحمل الجنسية المصرية فقط.

أسرة صحافي قناة الجزيرة المصري تخشى نسيانه في السجن

صحافيو الجزيرة بيتر غريست (يسار) محمد فهمي (وسط) وباهر محمد في قفص الاتهام خلال محاكمتهم في القاهرة في 23 حزيران (يونيو) 2014

بعد ترحيل الصحافي الأسترالي بيتر غريست، والإفراج المتوقع قريبا عن زميله الكندي محمد فهمي، تخشى عائلة باهر محمد، صحافي قناة الجزيرة الثالث، أن يبقى في السجن كونه يحمل الجنسية المصرية فقط.

وإثر ضغوط دولية للإفراج عنهم، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قانونا بدا مفصلا على قياس صحافيي الجزيرة، إذ يتيح ترحيل الأجانب أثناء او بعد محاكمتهم.

وتم ترحيل غريست، الذي يعمل لقناة الجزيرة الإنجليزية الأسبوع الماضي. أما محمد فهمي، فقد تنازل عن جنسيته المصرية ليحتفظ بالكندية حتي يتسنى ترحيله هو الآخر وهو امر بات وشيكا، بحسب مسؤولين مصريين وكنديين.

لكن مصير باهر محمد (32 عاما) لا يزال مجهولا، وتخشى أسرته أن يتم نسيانه في السجن بعد ترحيل زميليه.

وتقول جيهان راشد (30 عاما) زوجة باهر بأسى قرب صورة له في منزله في حي الشيخ زايد "ندفع الثمن كوننا مصريين. منتهى الظلم أن يبقى زوجي سجينا ويخضع للمحاكمة لمدة لا نعرفها بينما يرحل زملاؤه الأجانب للخارج".

وتتساءل بحسرة وابنها حازم يلعب أمامها "ترحيلهم يعني عمليا براءتهم.. فلماذا يظل زوجي وحده في السجن"؟

وحكم على صحافيي الجزيرة الثلاثة في حزيران (يونيو) الفائت بالسجن لفترات تتراوح بين سبع وعشر سنوات بتهم دعم جماعة الإخوان المسلمين، ونشر أخبار كاذبة،  وذلك قبل أن تلغي محكمة النقض هذه الأحكام في اليوم الأول من العام الحالي وتأمر باعادة محاكمتهم.

وتخشى جيهان، أم فيروز (3 سنوات) وهارون (8 أشهر) الذي انجبته أثناء حبس باهر، نسيان زوجها بعد انحسار الأضواء عن القضية بترحيل الأجانب.

وتقول جيهان بينما كانت تراقب أبناءها أثناء لعبهم في حديقة المنزل "أسعى بجدية أن أحصل له على جنسية أخرى طالما أنها السبيل الوحيد لإخراجه من السجن".

لكنها تنقل عنه قوله في آخر زيارة الأسبوع الماضي "أنا لم أفعل خطأ لكي أضطر للتنازل عن جنسيتي كشرط لنيل حريتي".

من جهته، قال مصطفى ناجي محامي باهر إن موكله ـمام طريقين قانونيين للخروج من السجن إما "قبول النيابة الاستئناف الذي قدمناه للإفراج عنه بعد ترحيل غريست أو انتظار إمكانية إخلاء سبيله مع بداية المحاكمة الجديدة".

ولا يمكن أن يصدر بحق باهر عفوا رئاسيا لعدم وجود أحكام نهائية في قضيته التي لم يحدد بعد موعدا للنظر فيها أمام محكمة جديدة، بحسب محاميه. وتقول جيهان التي بدت متماسكة أنه منذ فجر ذلك اليوم في كانون الأول (ديسمبر) 2013 حين داهمت الشرطة منزلهم وأصابت كلبهم بالرصاص، ‘ن "الأسرة تعيش مأساة حقيقية ويعاني الأطفال نفسيا وكثيرا ما يستيقظون ليلا ويبكون بحثا عن أبيهم".

وتصطحب جيهان أبناءها إلى السجن لكنها تقول لهم إن هذا مقر عمل والدهم.

ويحظى باهر بدعم قناة الجزيرة، والصحافي غريست الذي شاركه الزنزانة لستة أشهر.

وبالنسبة لقناة الجزيرة فإن "حملة المطالبة بالإفراج عن صحافييها لن تتوقف إلا بعد الإفراج عن الزميلين المتبقيين".

كما قال غريست في مؤتمر صحافي بعد عودته لأستراليا "إذا كان من العدل أن يفرج عني، فإن ذلك يجب أن ينطبق على الجميع" معتبرا أنه بات الآن أمام مصر "فرصة لتظهر أن العدالة غير مرتبطة بالجنسية".

وأطلقت أسرة باهر حملة على موقع فيسبوك للغفراج عنه، وتشكو زوجته أن "الإعلام المصري لا يعرفه وغير مكترث بمصيره".

ويذكر أنه يقبع أكثر من 15 صحافيا مصريا في السجون بعضهم لم يقدم للمحاكمة رغم توقيفه منذ أشهر. 

وذكر تقرير للجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، في نهاية 2014 أن مصر تحتجز 10 صحافيين ما يجعلها سادس أسوا سجان للصحافيين في العالم.

وكانت اللجنة قالت إن مصر ثالث أخطر بلد لعمل الصحافيين في العالم في العام 2013 بعد سوريا والعراق. كما قتل 10 صحافيين منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك في العام 2011.

وتقول منظمات حقوقية دولية ان مصر تضيق على حرية الراي والتعبير وتسجن صحافيين لمجرد قيامهم بعمله

التعليقات