من مشجع كرة قدم إلى قاطع رؤوس لدى "داعش"

نشرت الصحافة البريطانية اليوم صورًا للإرهابي "جون" واسمه الحقيقي محمد الموازي، الذي يقطع الرؤوس لدى "داعش"، يظهر فيها وهو تلميذ في إحدى مدارس لندن، ويقول معارفه إنه كان ودودًا وهادئًا انتقل تدريجيًا إلى شخص متعطش بالدم.

من مشجع كرة قدم إلى قاطع رؤوس لدى

نشرت الصحافة البريطانية اليوم صورًا للإرهابي 'جون' واسمه الحقيقي محمد الموازي، الذي يقطع الرؤوس لدى 'داعش'، يظهر فيها وهو تلميذ في إحدى مدارس لندن، ويقول معارفه إنه كان ودودًا وهادئًا انتقل تدريجيًا إلى شخص متعطش بالدم.

وروى من يعرفون الموازي لوسائل إعلام بريطانية أنهم لا يستطيعون تخيل أن الموازي هو ذاته جون قاطع الرؤوس، وأنهم لا يستطيعون التوفيق بين محب كرة القدم وبيت القاتل السادي والوحشي.

ولد الموازي في الكويت، إلا أن أسرته انتقلت لللإقامة في لندن عندما كان في السادسة، ونشأ في نورث كنسنغتون بغرب لندن وكان على اتصال بشبكة من الإسلاميين المتطرفين انكشفت في السنوات الأخيرة.

وبحسب سجل المدرسة للعام 1996 الذي نشرته صحيفة 'ذي صن'، فإن الموازي كان في طفولته من مشجعي نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم وفرقة 'إس كلوب 7' الموسيقية. وقد كتب في السجل 'أريد أن أصبح لاعب كرة قدم عندما أكبر'.

وانتقل بعدها لدراسة المعلوماتية في جامعة ويستمنستر التي أكدت ان شخصاً يحمل هذا الاسم غادرها قبل ست سنوات، وأعربت عن 'صدمتها' لمثل هذه الادعاءات.

ونقلت بعض تقارير الإعلام عن طلاب سابقين أنهم يتذكرون متطرفين في الجامعة، وأن طالبا مرتبطا بحزب التحرير الإسلامي المتشدد أصبح رئيسا لاتحاد الطلاب الجامعة في وقت لاحق.

وقالت جمعية 'كيج' للحقوق المدنية والتي نشرت مراسلات استمرت سنوات مع الموازي، إن انتقاله إلى التطرف أتى بعد رحلة إلى تنزانيا في 2009. وقال الموازي للجمعية إن الهدف من الرحلة كان قضاء إجازة، إلا أنه اتهم من قبل السلطات البريطانية بالتخطيط للانضمام إلى حركة الشباب الإسلامية الصومالية.

وبعد توقيفه تحت تهديد السلاح لمدة يومين في دار السلام، قال الموازي إنه أعيد مع أصدقائه إلى بريطانيا مروراً بأمستردام، وأنهم استجوبوا في المطارين، بحسب الرسائل التي نشرتها الجمعية الخميس.

وأضاف أن الاستخبارات البريطانية كانت وراء توقيفه وأنها طلبت منه التجسس لحسابها مهددة إياه 'بمشاكل كثيرة' بعد أن رفض الطلب. وتابعت الجمعية أن الموازي عمل بنصيحة أمه ووالده سائق التاكسي، وانتقل للعيش لدى أسرة خطيبته في الكويت كما بدأ عملا في مجال المعلوماتية. وقام برحلتين في العام 2010 لزيارة والديه اللذين انتقلا للعيش في منزل متواضع على مشارف مشروع إسكان في غرب لندن.

وروت جارة والديه، إليزا موريز لصحيفة 'ديلي تلغراف' إن الموازي 'كان غريب الأطوار وغير ودود'.

وقال الموازي في مراسلته مع كيج إن السلطات منعته عندما حاول العودة إلى الكويت في تموز (يوليو) 2010، وأدرجت اسمه على قوائم الإرهاب.

وأظهرت مستندات قضائية نشرتها وسائل إعلام بريطانية ارتباطه بشبكات متطرفين معروفة باسم 'لندن بويز' قامت حركة الشباب الصومالية بتدريبها في البدء. وهؤلاء المتطرفون كانوا 'جزءاً من شبكة تضم المملكة المتحدة وشرق أفريقيا وتؤمن التمويل والمعدات للصومال'.

وكتبت صحيفة 'ذي غارديان' أن بعض هؤلاء المتطرفين كانوا يلعبون كرة القدم معا.

وربطت الصحف بين الموازي وبلال البرجاوي الذي أصبح بعدها زعيما في حركة الشباب قبل أن يقتل بغارة طائرة أميركية بدون طيار في كانون الثاني (يناير) 2012.

وبحسب المراسلات التي نشرتها كيج فان الموازي غير اسمه إلى محمد العيان، وحاول مرة أخيرة دون جدوى أن يدخل الكويت في أوائل 2013 قبل أن يفقد أثره.

وتابعت كيج إن الشرطة أبلغت أسرته بأنها تعتقد أنه توجه إلى سوريا بعد ذلك. ولا يزال من غير الواضح كيف انتقل بعدها ليصبح من ضمن أشهر المطلوبين في العالم، إلا أن أحد الرهائن الذي كان تحت سيطرته في الرقة أشار إلى أنه 'قاتل سادي بدم بارد وبلا رحمة'.

وأشار متدربان بريطانيان في الإسعافات الأولية التقيا الموازي عندما زار أصدقاء في أحد مستشفيات سوريا، إنه 'هادئ لكنه يبحث عن الإثارة'.

وقال أحد هذين المتدربين لقناة 'آي تي في نيوز' إنه رأى 'هذا الرجل يدخل وهو يرتدي ثياباً قتالية ويحمل مسدسا ومشط رصاص وكيس بيد واحدة بينما يتحدث على الهاتف'. وأضاف 'كان يحضر حلويات ومشروبات ومثلجات'.

التعليقات