ملك السعودية يتطلع لتكوين كتلة في مواجهة إيران و"داعش"

زادت مخاوف السعودية من صعود نفوذ إيران في ظل سيطرة الحوثيين المتحالفين مع طهران على أجزاء كبيرة من اليمن وتقديم قادة إيرانيين المساعدة لفصائل شيعية تقاتل في العراق

ملك السعودية يتطلع لتكوين كتلة في مواجهة إيران و

تدعو السعودية "الدول السنية" بمنطقة الشرق الأوسط إلى تنحية الخلافات بشأن الإسلام السياسي جانبا والتركيز على ما تعتبرها تهديدات أكثر إلحاحا مثل إيران وتنظيم 'داعش'.

واستغل ملك السعودية الجديد سلمان لقاءات قمة مع زعماء الدول الخمس أعضاء مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر وتركيا على مدار الأيام العشرة الماضية للتحدث عن الحاجة إلى الوحدة والبحث عن سبيل لحل الخلافات بشأن جماعة الإخوان المسلمين.

ويقول دبلوماسيون إن انعدام ثقة السعودية العميق بجماعة الإخوان لم يتغير. لكن نهج الملك سلمان في التعامل معها أقل حدة من نهج سلفه الملك عبد الله وقد يشتمل على مزيد من التسامح مع الحلفاء الذين يتيحون مجالا لأعضائها لممارسة أنشطتهم.

وقال دبلوماسي عربي في الخليج 'ربما تعتقد السعودية أنه إذا كانت العلاقات بين السنة جيدة فإنه سيكون بمقدورنا مواجهة هذا. سلمان يحاول توحيد العالم السني وتنحية الخلافات بشأن الاخوان المسلمين جانبا.'

إن هم الرياض الأكبر هو "إيران الشيعية". فقد زادت مخاوفها من صعود نفوذ عدوتها الرئيسية بالمنطقة في الآونة الأخير في ظل سيطرة الحوثيين المتحالفين مع طهران على أجزاء كبيرة من اليمن وتقديم قادة إيرانيين المساعدة لفصائل شيعية تقاتل في العراق.

كما تتزايد احتمالات إبرام اتفاق بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي وهو ما قد يخفف الضغوط عليها. وراقبت السعودية الموقف بقلق بينما سعت الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع طهران.

وأكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للمسؤولين السعوديين أمس الخميس أنه لا يسعى إلى 'صفقة كبيرة' مع إيران لكن مخاوف الرياض إزاء التزام واشنطن تجاه المنطقة على الأمد الطويل هي الأساس وراء رغبتها في مزيد من الوحدة العربية.

ويمثل تنظيم 'داعش' مصدر القلق الثاني للرياض. ودعا التنظيم الإرهابي السعوديين لتنفيذ هجمات داخل السعودية وهاجم بعض من المتعاطفين معه قرية يغلب على سكانها الشيعة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فقتلوا ثمانية.

وتخشى الرياض من أن ينجح 'داعش' في استقطاب شبان سعوديين ساخطين، لكن في مسعى السعودية نحو وحدة أوسع في العالم العربي إزاء قضية الإسلام السياسي يتعين عليها أن ترأب صدعا عميقا بالمنطقة، ولذلك هي تتنقل بين الدول السنية التي تقبل بوجود جماعة الاخوان مثل قطر وتركيا وتلك التي تصنفها جماعة إرهابية على غرار الرياض مثل مصر والإمارات.

لا يتوقع أحد تغيرات كبيرة في موقف السعودية من جماعة الاخوان. وصنفت الرياض الإخوان جماعة إرهابية قبل عام وتعاقب من تثبت عضويته فيها بالسجن لفترات طويلة. ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون ومحللون إن احتمالات أن يتغير هذا الوضع لا تذكر.

لكن قلق الملك سلمان من دور الإخوان أقل من قلق سلفه. كما أن لديه استعدادا أكبر للسماح للإخوان بلعب دور خارج الساحة السياسية فهو على سبيل المثال لا يمنع رجال الدين المرتبطين بالجماعة من إلقاء خطب عن القضايا الدينية او الاجتماعية.

التعليقات