سورية: قطع طرق إمداد داعش على حدود تركيا

قطعت قوّات سورية الدّيموقراطيّة طرق الإمداد الرّئيسيّة لتنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) بين مناطق سيطرته في سورية والحدود التّركيّة، بعد تطويقها بالكامل، الجمعة، مدينة منبج في ريف حلب، في ضربة جديدة للإرهابيّين.

سورية: قطع طرق إمداد داعش على حدود تركيا

نساء منبج، بعد تحريرها من إرهابيّي داعش

قطعت قوّات سورية الدّيموقراطيّة طرق الإمداد الرّئيسيّة لتنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) بين مناطق سيطرته في سورية والحدود التّركيّة، بعد تطويقها بالكامل، الجمعة، مدينة منبج في ريف حلب، في ضربة جديدة للإرهابيّين.

ودخلت الجمعة قافلة مساعدات تتضمّن موادّ غذائيّة إلى مدينة دوما المحاصرة من قوّات النّظام في الغوطة الشّرقيّة، غداة دخول أوّل قافلة محمّلة بمساعدات غذائيّة إلى مدينة داريا منذ العام 2012، لكنّ كثافة القصف الجويّ عرقلت من عمليّة توزيعها.

وفي ريف محافظة حلب (شمال)، تمكّنت قوّات سورية الدّيموقراطيّة التي تضمّ مقاتلين أكرادًا وعربًا، بدعم من طائرات التّحالف الدّوليّ بقيادة أميركيّة، الجمعة من تطويق مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم داعش بالكامل، بحسب المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان، بعد أن قطعت الطّرق المتفرّعة منها.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إنّ قوّات سورية الدّيموقراطيّة 'تمكّنت من تحقيق تقدّم إستراتيجيّ ومحاصرة مدينة منبج'، مشيرًا إلى 'قطع الطّريق الأخيرة بين منبج والحدود التّركيّة'.

وبحسب المرصد، تمّ قطع الطّرق كافّة من وإلى منبج المتّصلة بمناطق أخرى تحت سيطرة التّنظيم: شمالًا نحو طرابلس الحدوديّة مع تركيا، من الجهة الجنوبيّة الشّرقيّة نحو مدينتي الطّبقة والرّقّة، غربًا نحو مدينة الباب، أبرز معقل للجهاديّين في محافظة حلب.

وكتب الموفد الأميركيّ الخاصّ للرئيس باراك أوباما لدى التّحالف الدّوليّ بريت ماكغورك، في تغريدة على موقع تويتر، الجمعة 'قوّات سورية الدّيموقراطيّة قطعت الطّريق بين منبج والباب. إرهابيّو داعش باتوا مطوّقين بالكامل ولا منفذ لهم'.

طرق 'خطرة وصعبة'

ولا يزال التّنظيم يسيطر على شريط حدوديّ وطرق فرعيّة مؤدّية إلى تركيا، لكنّها أكثر خطورة وصعوبة وطولًا، بحسب المرصد.

وأوضح عبد الرحمن 'بات على الجهاديين حتّى يتنقلوا بين الرّقّة والحدود التّركيّة، سلوك طريق أكثر خطورة بالنّسبة إليهم، لأنّ قوّات النّظام السّوريّ قريبة منها'.

وبدأت قوّات سورية الدّيموقراطيّة بدعم من التّحالف الدّوليّ هجومًا منذ 31 أيّار/مايو لاستعادة السّيطرة على منبج، وتمكّنت من السّيطرة على أكثر من 79 قرية ومزرعة في محيط المدينة، بحسب المرصد.

وفرّ آلاف المدنيّين مطلع الأسبوع من منبج مع اقتراب قوّات سورية الدّيموقراطيّة إلى مشارفها خوفًا من المعارك والغارات الجويّة التي يشنّها التّحالف الدّوليّ.

وقالت امرأة نزحت إلى منطقة أعزاز، حيث تقيم مع أطفالها الثّلاثة في غرفة تتقاسمها مع عائلات أخرى في مركز إيواء 'خرجنا من منازلنا بسبب قصف التّحالف المستمرّ على المنطقة وبسبب ضغوط وقساوة' تنظيم داعش والاشتباكات.

وأضافت وهي ترتدي ثوبًا أسود وتضع نقابًا 'اتّجهنا إلى منطقة أعزاز ليلًا وتخلّصنا من المعاناة التي كنّا نعيشها ونحن مستقرّون حاليًّا في أعزاز، وبأمان'.

وبحسب أحد المسؤولين عن مركز إيواء في أعزاز، بلغ عدد العائلات النّازحة من ريف حلب الشّرقيّ وخصوصًا من منبج 800 عائلة، مشيرًا إلى وصول 30 الى 40 عائلة يوميًّا في الأيّام الأخيرة، بعد اشتداد حدّة المواجهات.

مساعدات إلى دوما

في ريف دمشق، ذكر مكتب تنسيق الشّؤون الإنسانيّة التّابع للأمم المتّحدة في سورية على موقع تويتر، أنّ قافلة مساعدات مشتركة دخلت، الجمعة، إلى مدينة دوما، تتضمّن مساعدات غذائيّة وطبيّة وسواها من مستلزمات الطّوارئ.

وبحسب ما أورده الهلال الأحمر السّوريّ على صفحته على موقع فيسبوك، فإنّ 39 شاحنة محمّلة 'بموادّ غذائيّة وغير غذائيّة وأدوية' دخلت إلى دوما بالتّعاون مع الأمم المتّحدة.

وتحاصر قوّات النّظام، منذ العام 2013، مدينة دوما في الغوطة الشّرقيّة، والتي تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق.

وبحسب المرصد، فإنّها المرّة الأولى التي يتمّ فيها إدخال مساعدات غذائيّة إلى المدينة منذ خريف 2013.

وامتنعت دمشق عن السّماح بإدخال موادّ غذائيّة إلى دوما ومناطق أخرى محاصرة على الرّغم من نداءات الأمم المتّحدة المتكّررة في الأشهر الأخيرة، فيما كانت تسمح بإدخال مساعدات طبيّة ولقاحات وحليب للأطفال من حين لآخر.

وتقدّر الأمم المتّحدة وجود 592700 شخص يقيمون في 19 منطقة محاصرة في سورية. وأعلنت الأمم المتّحدة موافقة الحكومة السّوريّة على نقل مساعدات إلى 15 منطقة محاصرة، مستثنية حيّ الوعر في مدينة حمص والزّبداني في ريف دمشق، في وقت يتمّ فيه إدخال المساعدات إلى مدينة دير الزّور (شرق) ومخيّم اليرموك، جنوبيّ دمشق، المحاصرين.

ويأتي توزيع المساعدات في دوما بعد ساعات على إدخال الأمم المتّحدة والهلال الأحمر السّوريّ، أوّل قافلة مساعدات تضمّ موادّ غذائيّة إلى مدينة داريا، ليل الخميس-الجمعة، منذ العام 2012.

لكنّ القصف الجويّ الكثيف لقوّات النّظام على المدينة، الجمعة، حال من دون توزيع المساعدات الغذائيّة، وفق المرصد الذي أحصى إلقاء الطّيران المروحيّ أكثر من 20 برميلًا متفجّرًا على أحياء عدّة في المدينة.

وقال النّاشط في المجلس المحليّ لداريا، شادي مطر، عبر الإنترنت 'لم يتمّ بعد توزيع المساعدات التي دخلت أمس إلى المدينة، بسبب كثافة القصف'.

في نيويورك، أعرب وزير الخارجيّة الفرنسيّ، جان مارك آيرولت، الجمعة، عن 'استيائه الشّديد' حيال قصف داريا وعرقلة توزيع المساعدات.

وقال في مؤتمر صحافيّ في نيويورك 'إنّنا فعلًا أمام ازدواجيّة غير معقولة للنظام' السّوريّ.

وأفاد برنامج الأغذية العالميّ في بيان، الجمعة، بأنّه قدّم 'حصصًا غذائيّة تكفي لإطعام 2400 شخص لمدّة شهر واحد'.

اقرأ أيضا: وزير خارجية فرنسا يصف النظام السوري بازدواجية المعايير
ويقدّر المرصد السّوريّ والمجلس المحليّ عدد المقيمين في المدينة بثمانية آلاف، فيما تتحدّث الأمم المتّحدة عن أربعة آلاف مدنيّ محاصرين، الأمر الذي يثير استياءً داخل المدينة، باعتبار أنّ المساعدات لن تكفي الجميع.

وبحسب مطر، فإنّ مكتب الإغاثة في المجلس المحليّ في داريا 'قد يعدّل الحصص الغذائيّة لتكفي جميع السّكّان'.

التعليقات