"داعش بمظهره الجديد أكثر شبهًا بالقاعدة"

داعش ركز في المقام الأول على الهجمات الكبيرة بدلا من السعي للسيطرة على أراض...

"داعش بمظهره الجديد أكثر شبهًا بالقاعدة"

زائلة وتتبدد...

قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن هجمات دامية شهدتها مؤخرًا أربع دول وارتبطت بتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) تبرز أوجه القصور في ما تقوده الولايات المتحدة من جهود لإضعاف قبضة التنظيم في سورية والعراق، ومدى صعوبة منع هجمات متفرقة في أنحاء العالم وفي غاية التباين من حيث اختيار الأهداف.

وقال بول بيلار، وهو محلل وخبير بوكالة المخابرات المركزية الأميركية يعمل حاليًا في جامعة جورج تاون، إن 'إنزال هزيمة منكرة بالرقة (عاصمة 'داعش') من خلال القصف لن يوقف هذه الأمور'.

وكثيرًا ما وصف مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في الأشهر القليلة الماضية الضربات المميتة التي نفذها التنظيم في أنحاء العالم، بأنها رد مباشر على نجاح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في طرد التنظيم من مساحات كبيرة في العراق وسورية.

وقال المسؤولون الأميركيون الحاليون والسابقون إنه رغم صحة ذلك الوصف جزئيًا، فإنه مبسط أكثر من اللازم ويقلل من مدى تأثير تنظيم 'داعش' خارج الأراضي التي يسيطر عليها.

وقال المسؤولون إن ما بذله التنظيم الإرهابي من جهود لتجنيد الأنصار ومن دعاية موجهة خارج المناطق التي أعلنت 'الخلافة' فيها، يسبق بفترة طويلة خسارتها لمدن رئيسية في العراق مثل الفلوجة التي خسرتها مؤخرًا.

'داعش ركز في المقام الأول على الهجمات الكبيرة بدلا من السعي للسيطرة على أراض...'

وقال مسؤول أميركي يراقب الجماعات الإسلامية المتطرفة عن كثب إن 'الأدلة تتزايد منذ بعض الوقت على أن تنظيم الدولة الإسلامية يوسع مجال نفوذه والدعاية، سواء من خلال الإنترنت أو من خلال مبعوثين بعد أن اتضح له الثمن العسكري والاقتصادي للحفاظ على دولة الخلافة الأصلية ناهيك عن توسيعها'.

وقال بعض المحللين لوكالة رويترز إن تنظيم 'داعش'  بمظهره الجديد يصبح أكثر شبهًا بتنظيم القاعدة، الذي ركز في المقام الأول على الهجمات الكبيرة بدلا من السعي للسيطرة على أراض.
وقال المسؤول الأميركي إن بناء 'خلافة' والحفاظ عليها ربما كان أكثر تكلفة مما ظن 'داعش' في البداية.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم ما زالوا يحللون الصلات بين تنظيم 'داعش' والهجوم الانتحاري على مطار إسطنبول يوم 28 حزيران/ يونيو  الماضي والذي أوقع 45 قتيلا، وهجوم آخر على مقهى يرتاده الأجانب في داكا يوم الجمعة الماضي وقتل فيه 20 شخصًا، وتفجير انتحاري شاحنة في بغداد يوم السبت الماضي، والذي أودى بحياة 250 شخصًا، وهجمات في السعودية استهدفت دبلوماسيين أميركيين ومصلين ومكتب للأمن عند المسجد النبوي في المدينة المنورة.

ووقعت جميع هذه الهجمات في شهر رمضان.

وقال مسؤول أميركي إن الهجمات في تركيا والعراق والسعودية لها صلة مباشرة على ما يبدو بتنظيم 'داعش'، وأضاف أن الهجوم في بنغلادش قد يكون هجومًا لجماعة تستلهم نموذج 'الدولة الإسلامية' لكن لها جذورًا محلية أيضًا.

مدينة تل أبيض في محافظة الرقة التي كانت تحت سيطرة 'داعش' (رويترز)

وقال مسؤول آخر إن رسائل لتنظيم 'داعش' جرى رصدها تشير إلى أهداف للهجوم من بينها أماكن تجمع لغير المسلمين أو للمسلمين الشيعة في المناطق التي تسكنها أغلبية سنية ومنشآت حكومية.

وأضاف المسؤول ذاته أن 'هناك قدر معقول يقع في منطقة ما بين الاستلهام وبين التوجيه المباشر... ليكن اسمه الإيحاء'.

ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إنه لا يوجد حل سحري لمنع الهجمات على المدنيين في أماكن متفرقة من العالم، واستخدام أساليب في الهجوم تتباين بين عمليات ينفذها مفجرون انتحاريون بشكل فردي واستخدام شاحنات ملغومة واحتجاز الرهائن.

وقال بيلار إن 'التحدي هو أن التحرك والمبادرة يأتيان من أماكن مختلفة كثيرة'. وأضاف أن التعاون الدبلوماسي الوثيق وتبادل معلومات المخابرات وتتبع تدفقات الأموال كلها أمور في غاية الأهمية.

اقرأ/ي أيضًا| الامم المتحدة: 30 ألف أجنبي مع "داعش" بسورية والعراق

وقال جون كيربي، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي، أمس الثلاثاء إنه 'أوضحنا دائمًا أن الحملة العسكرية ليست كافية لهزيمة داعش أو للقضاء على التهديد الذي تمثله... إن حملة شاملة تعالج الأسباب الجذرية للتطرف هي السبيل الوحيد لإلحاق هزيمة مستمرة به'.

التعليقات