الموصل معقل "داعش": ثروة نفطية وأثرية

تقع الموصل التي يعبرها نهر دجلة على بعد 350 كلم شمال بغداد وهي كبرى مدن شمالي العراق، وعاصمة محافظة نينوى الغنية بالنفط.

الموصل معقل "داعش": ثروة نفطية وأثرية

مهجرون من الموصل، آذار/ مارس الماضي (أ ب)

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء عملية استعادة الموصل، ثاني مدينة في العراق وآخر معقل لتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في العراق. وتشن القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي العملية لاستعادة المدينة التي استولى عليها التنظيم في العاشر من حزيران/يونيو 2014.

ثروة نفطية 

تقع الموصل التي يعبرها نهر دجلة على بعد 350 كلم شمال بغداد وهي كبرى مدن شمالي العراق، وعاصمة محافظة نينوى الغنية بالنفط.

اشتهرت المدينة التي شكلت محطة تجارية بين تركيا وسورية وسائر مناطق العراق بأنسجتها القطنية الرقيقة، التي تعرف باسم الموسلين.

كما أنها معروفة بأماكنها الأثرية، وتضم مواقع تعود إلى القرن الثالث عشر وحدائقها، قبل أن تصبح مسرحًا لأعمال العنف اليومية بعد الاحتلال الأميركي العام 2003.

وفي 10 حزيران/يونيو 2014 سقطت المدينة التي كانت آخر معاقل حزب البعث قبلأن يتخذها تنظيم القاعدة مركزا له بلا مقاومة تذكر. لاحقا أعلن عناصر التنظيم منها في 29 حزيران/يونيو 2014 قيام 'دولة خلافة' في الأراضي التي سيطروا عليها في سورية والعراق.

وتعد المدينة ذات الأكثرية العربية في منطقة غالبيتها من الأكراد وعدد كبير من الأقليات بينها التركمان وغيرهم.

بعد سيطرة الإرهابيين على الموصل، نزح منها عشرات الآلاف من السكان، ولا سيما الجزء الأكبر من آلاف العراقيين المسيحيين، الذين وجه إليهم الإرهابيون إنذارا في تموز/ يوليو 2014 بين خيار اعتناق الإسلام ودفع الجزية أو مغادرة المدينة، وإلا الإعدام.

حاليا يقدر عدد سكان المدينة بنحو 1,5 مليون نسمة غالبيتهم ما اصطلح على تسميته 'العرب السنة'.

 تفجير الأماكن الدينية

بدأ تنظيم 'داعش' اعتبارا من تموز/ يوليو 2014 استهداف الأضرحة والحسينيات والمساجد الشيعية التي غالبا ما تم تزيينها بسخاء. كما فجر عناصره مقامي النبي يونس والنبي شيث.

وفي شباط/ فبراير 2015 صور الإرهابيون أنفسهم أثناء تخريب متحف الموصل ومحتوياته، التي تعود خصوصا إلى الحقبتين الآشورية والهيلينستية.

وفي صيف 2016 شن التحالف الدولي غارات كثيرة حول المدينة، التي سبق أن تضررت كثيرا أثناء الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988)، وفي قصف طيران الاحتلال الأميركي الكثيف قبل أن تسيطر عليها القوات الأميركية - الكردية في نيسان/أبريل 2003.

تاريخ حافل بالاضطرابات 

في العام 641 سيطر العرب على الموصل الواقعة مقابل الآثار التاريخية لمدينة نينوى، في ما سمي آنذاك إقليم اقور.

أصبحت المدينة عاصمة دولة سلجوقية في أواخر القرن الحادي عشر، لكنها شهدت أوج ازدهارها في القرن التالي. لاحقا بعد استيلاء المغول عليها ونهبها (1262)، انتقلت إلى سيطرة الفرس ثم العثمانيين.

في 1918 ضمت بريطانيا هذه المنطقة الغنية بالنفط إلى العراق (فترة الانتداب البريطاني)، فيما أرادت فرنسا ضمها الى سورية التابعة لها (الانتداب الفرنسي). ورغم احتجاج تركيا اعترفت عصبة الأمم بهذا الضم العام 1925.

اقرأ/ي أيضًا | الأمم المتحدة "قلقة للغاية" لـمصير 1.5 مليون مدني في الموصل

 

التعليقات