التقدم في الموصل مستمر نحو "المعركة الكبرى"

لا زال القتال على أطراف الموصل مستمرًا من أجل استعادتها من تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، الذي تعد الموصل من أهم معاقله وحاضرته الكبرى، التي من المتوقع أن تشكل خسارتها ضربة قاسية للتنظيم، خصوصًا مع الخسائر المتتالية في سورية وليبيا.

التقدم في الموصل مستمر نحو "المعركة الكبرى"

(رويترز)

لا زال القتال على أطراف الموصل مستمرًا من أجل استعادتها من تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، الذي تعد الموصل من أهم معاقله وحاضرته الكبرى، التي من المتوقع أن تشكل خسارتها ضربة قاسية للتنظيم، خصوصًا مع الخسائر المتتالية في سورية وليبيا.

إنسانيًا، حذرت منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، من أن المجموعات المسلحة والقوات الحكومية في العراق قامت بعمليات تعذيب واعتقال تسعفي وإعدام بحق آلاف المدنيين الفارين من المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية - داعش.

وقالت المنظمة التي يوجد مقرها في لندن، إن التجاوزات وبمعظمها هجمات انتقامية موجهة ضد مشتبه بهم من السنة بالتواطؤ مع تنظيم الدولة الإسلامية، يجب ألا تتكرر مع تقدم القوات العراقية إلى معقل الجهاديين في الموصل.

وقال مدير أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو، فيليب لوثر 'العراق يواجه حاليا تهديدات أمنية فعلية من تنظيم الدولة الإسلامية لكن لا يمكن أن يكون هناك مبرر لعمليات إعدام خارج إطار القضاء وعمليات اختفاء قسري وتعذيب أو اعتقال تعسفي'.

ميدانيًا، لا زالت القوات العديدة تستعد نواحي عراقية في المنطقة، إلا أنها لا زالت بعيدة عن مدينة الموصل، المعقل الرئيس للتنظيم، فلا زالت قوات مختلفة على رأسها البيشمركة والجيش العراقي تحاصر مدينة الموصل العراقية والمناطق المحيطة بها من خمسة مناطق موزعة على جبهات الشمال والجنوب والشرق.

وتنتشر في المناطق الخمسة قوات من البيشمركة التابعة للإقليم الكردي، شماليّ العراق، والجيش العراقي، والحشد الشعبي (ميليشيات مدعومة إيرانيًا)، وكذلك 'حرس نينوى' (الحشد الوطني سابقا) المدربين على يد القوات التركية، إضافة إلى الحشد العشائري، التابع لقيادة القوات الأميركية الخاصة.

مناطق حسار المدينة (الأناضول)
مناطق حسار المدينة (الأناضول)

ولا تقتصر مشاركة القوات التركية على الدعم الخلفي لحرس نينوى، فقد أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، اليوم الثلاثاء، أن طائرات حربية تركية شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش العراقي والتحالف الدولي في الموصل.

وقال في خطاب متلفز 'قواتنا الجوية شاركت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف في الموصل'، بدون إعطاء توضيحات حول نطاق أو طبيعة هذا التدخل، يأتي ذلك بعدما حذّر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أنه 'من غير الوارد' أن تبقى تركيا خارج العملية التي أطلقتها بغداد، أمس الإثنين، لاستعادة الموصل بدعم جوي من عدة دول بينها الولايات المتحدة.

والسجال التركي العراقي هو أحدث سيناريوهات التوتر الشديد بين بغداد وأنقرة، التي كانت تصر على إشراكها بالهجوم وهو ما تحفظت عليه الحكومة العراقية، ووصلت حدّ كيل الشتائم.

>> إستراتيجيّة داعش في القتال

ورغم أن الجيش العراقي والمقاتلون معه حقّقوا تقدمًا وصف أميركيًا بأنه جاء قبل الموعد الحدّد له، أي أنهم حقّقوا إنجازًا إلا أن تلك المعارك لم تكن ضارية بشكل يعكس قدرة تنظيم داعش، خصوصًا مع التحذيرات السابقة بأنه قد يستخدم أسلحة كيماوية في الهجوم، لكن هذه ليست المرّة الأولى التي يتّبعها التنظيم، الأمر الذي دعا مراقبين إلى المقارنة بين معركة الموصل المحتملة و'إستراتيجيّة' داعش في مدينة سرت الليبية وتدمر السوريّة.

فعلى غرار التكيتيك الذي استخدمه منذ نحو خمسة أشهر في مدينة سرت، وسط الساحل الليبي، يلجأ التنظيم إلى استخدام السيارات المفخخة والانتحاريين وزرع الألغام والبراميل المتفجرة، لإعاقة تقدم الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه نحو معقله الرئيسي في مدينة 'الموصل' شمالي العراق.

ويرى معنيون بالجانب الأمني والإستراتيجي إمكانية تكثيف التنظيم لهجماته الانتحارية في المناطق الآمنة، بعيدًا عن الموصل، لتشتيت جهد القوات الحكومية في حملتها العسكرية على الموصل.

فبالتوازي مع انطلاق العملية العسكرية في الموصل، أمس الإثنين، فجر انتحاري سيارة مفخخة أمام قافلة للحشد الشعبي بالعاصمة بغداد، أدت إلى مقتل 11 شخص من الحشد والجيش والشرطة ومدنيين، بالإضافة إلى 23 جريحا، وخلّف تفجير انتحاري آخر بالقرب من الموصل، مقتل 5 عناصر من قوات البيشمركة (قوات الإقليم الكردي شمالي العراق)، وإصابة عدد آخر بينهم نجل نائب رئيس الإقليم الكردي، كما لقي جندي عراقي وأربعة انتحاريين حتفهم خلال تقدم القوات العراقية نحو الموصل.

اقرأ/ي أيضًا | معركة الموصل: نقطة التقاء الفرقاء

التعليقات