النصر محفوف بالمخاطر في معركة الموصل

أعلن الجيش العراقي، مساء اليوم الخميس، استعادة السيطرة على 87 منطقة وقرية بمحيط مدينة الموصل من قبضة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، ومقتل 772 مسلحاً خلال 11 يوما من المعارك.

النصر محفوف بالمخاطر في معركة الموصل

وقف جرمد يحيى المقاتل في قوات البشمركة الكردية على تل صغير يطل على قرية، وهو يقول إن متشددي الدولة الإسلامية انهزموا فيها. وعلى مبعدة 500 متر تصطف مجموعة من الأشجار تظهر كم أنه لا يستطيع أن ينعم بالاسترخاء.

فقبل يوم واحد اندفع مهاجم انتحاري من بين الأشجار الكثيفة وقتل خمسة من زملائه بعد أن قاتلت القوات الكردية لعشرة أيام حتى تكون لها اليد العليا في قرية الفاضلية، حيث لا يزال هناك ألف شخص محاصرين تطوقهم القنابل المزروعة على الطرق.

وحين دخل المقاتلون الأكراد الفاضلية للمرة الأولى واجهوا سيلا من المهاجمين الانتحاريين الذين كانوا يكبرون وهم يندفعون نحوهم في سيارات رباعية الدفع ودراجات نارية وعربات استولوا عليها من الجيش العراقي.

وقال يحيى 'في البداية هاجمونا بالعديد من المفجرين الانتحاريين. لديهم سيارات ملغومة وعبوات ناسفة ومدافع آر.بي.جيه ومفجرون انتحاريون على دراجات بخارية. يستخدمون أي أسلوب في استطاعتهم.'

وطهرت القوات العراقية والكردية أكثر من 30 قرية مثل الفاضلية خلال حملتها لإخراج تنظيم 'داعش' من الموصل معقله الرئيسي بالعراق، فيما يتوقع أن تكون أكبر معركة تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

ومهمة إخراج مقاتلي التنظيم المتشدد من المناطق التي كانوا يفرضون فيها ذات يوم نظامهم القمعي تسير ببطء وتنطوي على مخاطر، وقد يستغرق تأمين الموصل البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة شهورا في حالة الانتصار.

وعلى غرار القرى الأخرى فإن الفاضلية ملغمة بالعبوات الناسفة وهو ما يضطر القوات الكردية والعراقية للتقدم ببطء.

وقال يحيى 'هناك الكثير من العبوات الناسفة لدرجة أني الآن أعتبر الأرض هي عدوي.'

وأضاف زميله المقاتل في قوات البشمركة سوارا عمر 'هذه القرى حررت. لكن لا نزال نحتاج لتطهير المناطق من المتفجرات وتي.إن.تي.'

ويقول المقاتلون الأكراد إن مسلحي الدولة الإسلامية يختبئون في شبكة أنفاق واسعة أسفل الفاضلية على غرار تلك التي أقامها المتشددون في الموصل القريبة.

وسيكون إخراجهم خطيرا وسيتطلب وقتا.

بغداد تعلن استعادة 87 منطقة وقرية بأطراف الموصل خلال 11 يوما

وحول سير المعارك والتقدم الميداني، أعلن الجيش العراقي، مساء اليوم الخميس، استعادة السيطرة على 87 منطقة وقرية بمحيط مدينة الموصل (شمال) من قبضة مسلحي تنظيم 'داعش' الإرهابي، ومقتل 772 مسلحاً خلال 11 يوما من المعارك. 

وقالت قيادة العمليات (تابعة للجيش) في إيجاز عسكري مكتوب اطلعت عليه 'الأناضول'، إن '87 منطقة وقرية تمت استعادتها ضمن محاور الكوير، وقيادة عمليات نينوى، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب، وقوات البيشمركة -قوات الاقليم الكردي '. 

وأضافت القيادة أن '772 إرهابيا قتلوا خلال المعارك، واعتقل 23 آخرين، ودمرت 127 سيارة مفخخة، و27 مفرزة هاون، و397 عبوة ناسفة، و5 درجات مفخخة، و40 موضعا دفاعياً للمسلحين'. 

وأشارت إلى أن قواتها 'تمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد ومواد تدخل في صناعة المتفجرات خلال المعارك التي خاضتها ضد مسلحي داعش' في الفترة من 17 وحتى 27 من الشهر الجاري.

ولم يّشر الإيجاز العسكري إلى قتلى وجرحى قوات الأمن العراقية، والخسائر المادية التي لحقت بالوحدات العسكرية المشاركة في المعركة بجميع المحاور. 

وانطلقت، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، معركة استعادة مدينة الموصل من 'داعش'، بمشاركة نحو 45 ألفاً من القوات التابعة للحكومة العراقية، سواء من الجيش، أو الشرطة، فضلا عن 'الحشد الشعبي' (شيعي)، و'حرس نينوى' إلى جانب قوات البيشمركة وإسناد جوي من التحالف الدولي. 

أوغلو: 3 آلاف مقاتل عراقي مُدرّب من قِبلنا يقاتلون ضدّ داعش

أما بما يتعلق بالسجال والمواقف السياسية حيال الموصل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس، أنّ أكثر من 3 آلاف من القوات المحلية العراقية التي أشرفت بلاده على تدريبهم يخوضون معارك ضدّ تنظيم داعش الإرهابي ضمن القوات المشاركة في عملية تحرير مدينة الموصل.

وجاءت تصريحات جاويش أوغلو هذه في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الاستوني، يورغن ليغي، بالعاصمة تالين التي يزورها، حيث أوضح بأنّ تركيا من أكثر الدول فعالية في مكافحة التنظيم سواء في سوريا أو العراق

وأوضح جاويش أوغلو أنّ بلاده تساند التحالف الدولي بالموصل عبر إشراك 4 من طائراتها الحربية، وأنّ أنقرة موجودة في كل خطوة تُخطى نحو مكافحة التنظيم الإرهابي.

وفيما يخص الخلاف الحاصل بين الحكومتين التركية والعراقية بسبب تواجد قوات تركية في معسكر بعشيقة القريبة من مدينة الموصل، أفاد جاويش أوغلو أنّ بلاده تسعى لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية، مشيراً في هذا الصدد إلى قيام وفد تركي الأسبوع الفائت بزيارة بغداد للتباحث في هذا الشأن.

وتابع جاويش أوغلو قائلاً: 'نحاول جاهدين لحل أزمة معسكر بعشيقة بالطرق الدبلوماسية، وقد قام وفد تركي خلال الأسبوع الفائت بزيارة بغداد، وآمل أن يقوم وفد عراقي بزيارة مماثلة إلى أنقرة لإنهاء هذه الازمة، فاستقرار العراق يستحوذ على أهمية بالغة بالنسبة لتركيا، وإنني ندافع عن وحدة الأراضي العراقية وسيادتها أكثر من أي دولة أوروبية'.

وأضاف جاويش أوغلو أنّ بلاده أسست المعسكر بناءً على طلب المسؤولين العراقيين، وأنها لم تُقدم على هذه الخطوة بمفردها، مبدياً في هذا السياق استغرابه للتغير المفاجئ الذي طرأ على موقف الحكومة المركزية في بغداد تجاه تركيا والمعسكر.

من جانبه أفاد ليغي أنّ بلاده تثمّن الجهود التي تبذلها أنقرة لمساعدة اللاجئين الوافدين إلى أراضيها ولإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح ليغي أنّ تالين تدعم تركيا في مسيرتها نحو الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي ورفع تأشيرة الدخول عن مواطنيها الراغبين في زيارة دول شنغن الاوروبية، وأنها تسعى لتطوير علاقاتها مع أنقرة على كافة الأصعدة.

التعليقات