معارك كر وفر بالموصل و"رائحة الموت" يصنعها "داعش"

العثور على أول مقبرة جماعية جنوب الموصل تضم رفات أكثر من 100 مدني قضوا على يد "داعش" ، واكتشاف سجن لـ"داعش" في حمام العليل جنوبي الموصل .

معارك كر وفر بالموصل و"رائحة الموت" يصنعها "داعش"

قال مسؤول أمني عراقي، اليوم الاثنين، إن قوات الشرطة عثرت على أول مقبرة جماعية جنوب مدينة الموصل، لأكثر من 100 شخص بينهم مدنيون قتلوا على يد تنظيم 'داعش'.

وقال العميد علي اللامي، في قيادة الشرطة الاتحادية، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، إن 'قوات الشرطة الاتحادية عثرت اليوم على أول مقبرة جماعية في كلية الزراعة بناحية حمام العليل جنوب الموصل تضم رفات أكثر من 100 شخص قضوا على يد داعش'.

وأضاف المسؤول الأمني أن 'رفات القتلى تعود لمدنيين رفضوا التعاون من تنظيم داعش، أو منتسبين في الأجهزة الأمنية'، مشيرا إلى أن 'بعض الرفات وجدت مقطوعة الرأس'.

وكان الجيش العراقي، أعلن السبت الماضي، تحرير مركز ناحية 'حمام العليل' آخر معقل لتنظيم 'داعش' في جنوب الموصل، وذلك بعد ساعات قليلة على اقتحامه.

بدوره، قال المقدم كريم ذياب، أحد ضابط الشرطة الاتحادية، في تصريحات للأناضول، إن 'المقبرة تم العثور عليها اليوم وفقا لمعلومات حصلنا عليها من أهالي المنطقة'، لافتا إلى أن قتلاها لقوا مصرعهم منذ عدة أشهر.

وأشار ذياب إلى أن 'قوات الشرطة الاتحادية عثرت اليوم داخل مركز ناحية حمام العليل منزل حوله تنظيم داعش إلى سجن يضم عدة غرف ضيقة وأماكن مخصصة لتعذيب السجناء'.

اكتشاف سجن لـ'داعش' في حمام العليل جنوبي الموصل

 وفي سياق متصل، مشطت قوات الأمن العراقية بلدة حمام العليل الواقعة إلى الجنوب من الموصل، اليوم الاثنين، واكتشفت سجنا استخدمه تنظيم الدولة الإسلامية لاحتجاز سكان من البلدة.

وقال قائد كبير في قوات الأمن العراقية إن قوات الحكومة استعادت حمام العليل، أمس الأحد، من التنظيم.

وقال سكان الموصل وقرى مجاورة إن الدولة الإسلامية كانت تستخدم المدنيين دروعا بشرية وتخطف السكان المحليين وتجبرهم على السير بجوار مقاتليها لتجنب الضربات الجوية والعمليات العسكرية.

وتذكر رياض أحمد ثائر أحد سكان حمام العليل، ما حدث أمامه للعشرات من الرجال وهم يساقون في شاحنات إلى سجن مؤقت.

وقال 'هذا عبارة عن معتقل، عندما الأهالي قاموا بانتفاضة ضد عصابات داعش، جمعوا الشباب المنتسبين أو غير المنتسبين كل العوائل بالإكراه والقوة والقتل، جلبوا الكثير منهم إلى هذا المكان، وأنا شاهد عيان في بعض الحافلات الصغيرة كدسوا الكثير من الشباب كانوا ينزلون الشباب بالضرب والقتل.'

واستمرت القوات في تمشيط البلدة بحثا عن أي عبوات ناسفة أو أي مقاتلين.

القوات العراقية تستعيد بلدة إستراتيجية على الجبهة الجنوبية للموصل

أما بما يخص تقم سير المعارك، استعادت القوات العراقية السيطرة، اليوم الاثنين، على آخر البلدات التي تفصلها عن المدخل الجنوبي لمدينة الموصل، في إطار عمليتها المتواصلة لاستعادة ثاني أكبر مدن العراق من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'.

وعلى المحور الشمالي الشرقي، بدأت قوات 'البشمركة' الكردية هجوما لاستعادة بلدة بعشيقة من سيطرة التنظيم.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس، بأن قوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات النخبة التابعة لوزارة الداخلية، سيطرت بالكامل على حمام العليل، آخر بلدة قبل الموصل من جهة الجنوب.

وتقع حمام العليل على الضفة الغربية من نهر دجلة، على بعد نحو 15 كيلومترا إلى جنوب شرق الأطراف الجنوبية للموصل.

وتمهد استعادة السيطرة على حمام العليل الطريق أمام القوات العراقية لمواصلة التقدم شمالا، والدخول إلى الأحياء الجنوبية للموصل.

وقال العقيد في الشرطة الاتحادية، أمجد محمد، لوكالة فرانس برس إن المرحلة المقبلة ستكون 'تطهير باقي القرى المحيطة بحمام العليل، وبعدها التحرك شمالا باتجاه الموصل لتحريرها ان شاء الله'.

ويوجد في جنوب الموصل مطار دولي ومنطقة عسكرية واسعة وقاعدة كبيرة أجبرت القوات العراقية على إخلائها عند سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة في حزيران/يونيو 2014.

وإلى أعلى الخريطة، بدأت قوات 'البشمركة' الكردية هجومها على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل'.

'داعش' يستعيد أجزاء حي 'الانتصار' شرق الموصل إثر هجوم انتحاري

 إلى ذلك، استعاد تنظيم 'داعش'، اليوم الاثنين، أجزاء من حي 'الانتصار'، جنوب شرق الموصل، إثر هجوم انتحاري، بحسب ضابط عراقي.

وقال الضابط برتبة ملازم أول في الجيش العراقي، ليث غسان، إن القوات العراقية 'انسحبت من أجزاء بحي الانتصار، جنوب شرق الموصل، بعد هجوم انتحاري وحصار من داعش'.

وأشار إلى أن انتحارياً، يقود سيارة مفخخة، استهدف سرية قوات التدخل السريع 'سوات' -تابعة لشرطة محافظة نينوى/ مركزها الموصل-، ما أسفر عن مقتل شرطيين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح.

وأضاف أنه، عقب الهجوم الانتحاري، بدأ إطلاق النار من جميع الجهات، على القوات العراقية، ما اضطرها إلى الانسحاب من أجزاء بحي الانتصار.

وبيّن غسان، أن 'الشرطة لا تمتلك دروعاً وأسلحة مضادة للهجمات الانتحارية، ولا حتى مركبات مصفحة، ما اضطر الجيش العراقي الى إصدار الأوامر لها بالانسحاب الى أماكن أخرى من الحي'.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مصدر عسكري، إن عنصراً من القوات العراقية قتل وأصيب 3 آخرون، اليوم، جراء تفجير سيارة مفخخة، كان يقودها انتحاري، شرق الموصل.

وقال الملازم أول في جهاز مكافحة الإرهاب، رعد الموسوي، إن 'جندياً في الجهاز قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، جراء انفجار سيارة مفخخة بحي السماح الثاني'، شرق الموصل.

ولفت الموسوي الى أن 'إحدى مركبات القوات العراقية تضررت جراء التفجير'.

قوات البشمركة تقتحم قرية خاضعة للدولة الإسلامية والجيش يقاتل بالموصل

 وفي سياق متصل، اقتحمت قوات البشمركة الكردية العراقية، قرية يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرقي الموصل، اليوم الاثنين، في محاولة لتطهير جيب من عناصر 'داعش' خارج المدينة، في حين يشن الجيش العراقي حرب مدن ضارية على المتشددين في الأحياء الشرقية.

ومع دخول حملة الموصل أسبوعها الرابع، شن مقاتلون عبر الحدود هجوما على أراض في سورية، أعلن تنظيم 'داعش' قيام دولة 'خلافة' فيها من جانب واحد مستهدفين مدينة الرقة معقل التنظيم هناك.

وبدأ تحالف من مجموعات كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة الحملة التي أطلق عليها اسم 'غضب الفرات' على الرقة، التي يتحصن بها 'داعش' منذ نحو ثلاث سنوات بهجوم على أراض على مسافة 50 كيلومترا إلى الشمال.

والهجوم على الرقة يمثل تحديا لا يقل أهمية عن هجوم الموصل فالمدينتان تمثلان قيمة إستراتيجية ورمزية كبيرة لـ 'داعش'.

 وانطلقت معركة استعادة الموصل في الـ17   تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي، وحرس نينوى ، إلى جانب 'البيشمركة'.

واستعادت القوات العراقية والمتحالفون معها، خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة تنظيم 'داعش'، الذي سيطر عليها صيف عام 2014.

التعليقات