بريد السفير الإماراتي: دعم انقلابات واستعانة بلوبي صهيوني ضد قطر

ونشرت العديد من وسائل الإعلام الأميركية فحوى الرسائل التي تم تسريبها من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي، وفيها تأكد دعم الإمارات للانقلاب في مصر ومحاولة الانقلاب في تركيا، والارتباط بلوبي صهيوني يموله حليف نتنياهو

بريد السفير الإماراتي: دعم انقلابات واستعانة بلوبي صهيوني ضد قطر

منذ اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، كُشفت العديد من الفضائح السياسية والدبلوماسية وأثبتت تورط الإمارات في دعم الانقلابات والتحالف مع لوبي صهيوني داعم لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لشيطنة قطر في أميركا، كذلك التنسيق بين اللوبي الداعم لنتنياهو والقيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان.    

ونشرت العديد من وسائل الإعلام الأميركية فحوى الرسائل التي تم تسريبها من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي، وفيها تأكد دعم الإمارات للانقلاب في مصر ومحاولة الانقلاب في تركيا، والارتباط بلوبي صهيوني يموله حليف نتنياهو والأب الروحي له، شيلدون إديلسون.

وفي ما يلي، نستعرض أهم ما جاء في رسائل العتيبة، التي نشرت في 55 صفحة:

العلاقة الوثيقة والاستعانة بلوبي صهيوني داعم لنتنياهو

أظهرت الرسائل المسربة مدى العلاقة الوثيقة بين الإمارات ومؤسسة 'الدفاع عن الديمقراطيات' التي تنتمي لتيار 'المحافظين الجدد'، وهي إحدى اللوبيات الصهيونية الموالية لإسرائيل التي يمولها مقربون من نتنياهو، وعلى رأسهم إديلسون.

تحريض على قطر بسبب دعم حماس

أظهرت الرسائل تدخل الإمارات لمنع إقامة مؤتمر لحركة حماس في الدوحة، ومن ثم التحريض بشكل سافر على قطر لسماحها لقيادات من الحركة على أرضها ومنحها الإقامة وحرية الحركة وممارسة أعمالها.

وفي رسائل متبادلة بين السفير الإماراتي وكبير مستشاري اللوبي الداعم لنتنياهو، جون هانا، فب شهر نيسان/ أبريل، اشتكى هانا من استضافة الدوحة لمؤتمر لحركة حماس في فندق مملوك للإمارات، وجاء رد العتيبة بأن هذا لم يكن خطأ الحكومة الإماراتية، وأن القضية الحقيقية هي القاعدة العسكرية الأميركية في قطر، قائلًا: 'كيف يحصل هذا؟ انقلوا القاعدة ثم سننقل نحن الفندق'، في إشارة إلى ضرورة التحريض على قرر لزعزعة علاقاتها بالدول الكبرى.

وتضمن جدول الأعمال مناقشة مستفيضة بين البلدين حول قطر، ومن ضمن الأمور التي من المقرر طرحها، على سبيل المثال، موضوع تحت عنوان 'الجزيرة كأداة لعدم الاستقرار الإقليمي'، وفق ما يرد في الأجندة.

وفي بريد أرسله قبيل مؤتمر لوزير الدفاع الأميركي الأسبق، روبرت غيتس، في واشنطن، كان مقررًا أن يتحدث فيه عن قطر، يخاطب العتيبة فيه الأخير بالقول: 'موضوع المؤتمر كان موضوعًا مهملًا في السياسة الخارجية الأميركية، رغم كل المشاكل التي يسببها'.

وأضاف 'إذا أتى الأمر من ناحيتكم؛ فإن أصحابنا سينصتون جيدًا'. غيتس، من جانبه، رد بالقول إنه يعتقد أنها 'فرصة لإرسال إشعار إلى بعض الأصحاب'.

وفي بريد لاحق، عرض العتيبة على المسؤول الأمني السابق وليمة غداء، ممررًا رسالة من زعيمه في الإمارات، قائلًا: 'محمد بن زايد يرسل أطيب تحياته من أبوظبي.. هو يقول أعطهم الجحيم غدًا'.

وفي اليوم اللاحق، قدم غيتس مداخلة مسيئة لقطر، منتقدًا بشكل لاذع دعمها للإسلاميين، في اجتماع عُقد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قائلًا: 'قولوا لقطر أن تختار في أي جانب تريد أن تكون، أو أننا سنغير طبيعة العلاقة، لتشمل تقليص القاعدة'.

قائمة سوداء لشركات تجارية

في شهر آذار/ مارس، أرسل الرئيس التنفيذي لمؤسسة 'الدفاع عن الديمقراطيات' بريدًا إلكترونيًا للعتيبة وجون هانا، عنونه بسام 'الشركات التي تستثمر بإيران والإمارات والسعودية'.

وكتب دوبفيتز، 'عزيزي السفير، المذكرة المرفقة تفصل الشركات التي تتعامل مع إيران، مصنّفة حسب الدولة، والتي تدير أيضًا أعمالًا مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. هذه قائمة مستهدفة حتّى تحدّد تلك الشركات خيارها، كما ناقشنا'.

  وتتضمن مذكرة دوبفيتز المرفقة قائمة طويلة من كبريات الشركات الدولية، وبعضها يعمل في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، ويطمح إلى الاستثمار في إيران.

دعم الانقلاب في مصر

أظهرت الرسائل الإلكترونية دعم الإمارات للانقلاب الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر قبيل توليه الحكم.

 وذكر موقع 'هافينغتون بوست' أن العتيبة ضغط على البيت الأبيض أثناء ثورة يناير في مصر لدعم حسني مبارك. وبعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، عبر انتخابات ديمقراطية، ملأ العتيبة بريد مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، فيل جوردن، بخطابات تهاجم بشدّة الإخوان المسلمين وداعميهم في قطر، بحسب الرسائل.

ويقول الموقع إنه من الممكن الحصول على فكرة عامّة حول ما تبدو عليه تلك الرسائل الإلكترونية من خلال الاطلاع مثلًا على رسالة أرسلها العتيبة في تموز/ يوليو 2013، بعد فترة وجيزة من إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتخب، محمد مرسي؛ حينها ضغط العتيبة على المسؤولين السابقين في إدارة بوش، ستيفين هادلي وجوشوا بولتن، لتبنّي وجهة نظره حيال مصر والربيع العربي.

وقال العتيبة في الرسالة: 'دول مثل الأردن والإمارات هي آخر الرجال الواقفين في معسكر الاعتدال، الربيع العربي زاد من التطرف على حساب الاعتدال والتسامح'.

واستطرد يقول حول إطاحة مرسي: 'الوضع اليوم في مصر هو ثورة ثانية، هناك أناس في الشوارع أكثر من الذين خرجوا في 2011. هذا ليس انقلابًا، هذه ثورة. الانقلاب يكون حينما يفرض الجيش إرادته على الناس بالقوة، واليوم يستجيب الجيش لرغبات الناس'.

دعم محاولة الانقلاب في تركيا

في آب/ أغسطس من العام الماضي، أرسل هانا مقالًا للعتيبة يتحدّث عن أن الإمارات ومؤسسة 'الدفاع عن الديمقراطيات' كانا مسؤولين عن الانقلاب العسكري القصير في تركيا، مخاطبًا السفير الإماراتي بفخر: 'يشرّفنا أن نكون شركاء لكم'.

وفي حينه، نشرت وسائل الإعلام الإماراتية مثل سكاي نيوز عربية، خلال محاولة الانقلاب، أن الانقلاب قد نجح وأن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، طلب اللجوء إلى ألمانيا.

واتهمت السلطات التركية أبو ظبي بدعم محاولة الانقلاب عن طريق دحلان، وقالت إن دحلان تواصل مع قادة الانقلاب بشكل مباشر وغير مباشر، وكان مشرفًا على الخطة الانقلابية وعن تمويلها.

اتصال دائم بجاريد كوشنر

يشرح موقع 'هافينغتون بوست' أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كانت مشاركة في تشكيل نقاش حول السياسة تجاه الشرق الأوسط خلال إدارة دونالد ترامب، لذلك فمن المرجّح أن تكون مواقف الإمارات قناة مهمة للضغط على ترامب من أجل تبنّي سياسة أكثر صقورية تجاه إيران.

وينقل الموقع عن أحد الأعضاء البارزين في المنظمة، واسمه دافيد فاينبيرغ، قوله الشهر الماضي إن الإمارات 'تطير فرحًا' حيال نهج ترامب في المنطقة.

ويضيف الموقع أن العتيبة طوّر علاقة وثيقة مع صهر ترامب ومستشاره القريب، جاريد كوشنر. كلاهما التقيا للمرة الأولى خلال كانون الثاني/ يناير الماضي بناء على طلب من توماس براك، المستثمر الملياردير وأحد داعمي ترامب.

وإلى جانب ذلك، يصف موقع 'بوليتيكو' الأميركي المتخصص، في مقالة له، كوشنر بأنه 'على اتصال دائم في البريد والهاتف مع السفير الإماراتي'. 

 

التعليقات