إسرائيل وحفتر: "صديق صديقنا ومستهلك جيد للسلاح"

أظهر تقرير أعده الصحفي ريتشارد سيلفرستين، لصحيفة "ميدل إيست آي" الإلكترونية البريطانية، جانبا من العلاقات الخفية غير المعلنة، التي تجمع الجنرال الليبي خليفة حفتر، مع السلطات الإسرائيلية.

إسرائيل وحفتر:

(أ ف ب)

أظهر تقرير أعده الصحفي ريتشارد سيلفرستين، لصحيفة "ميدل إيست آي" الإلكترونية البريطانية، جانبا من العلاقات الخفية غير المعلنة، التي تجمع الجنرال الليبي خليفة حفتر، مع السلطات الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي أغار على مواقع عسكرية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا، وذلك لصالح حفتر، بحسب ما أكد مصدر إسرائيلي طلب عدم الإعلان عن هويته بسبب الحظر الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على هذا الموضوع.

وكانت الرقابة العسكرة الإسرائيلية قد قضت بعدم إمكانية نشر هذه المعلومات في إسرائيل. كما منعت الصحفيين الإسرائيليين من تناول موضوع العلاقات العسكرية مع حفتر، حتى بالإشارة إلى ما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية في هذا السياق.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 31 تموز/ يوليو الماضي، تقريرا يلمع صورة الجنرال الليبي، تضمن إشارة إلى مقال نشرته صحيفة "الجريدة" الكويتية، كشف عن "الخدمات" التي يقدمها الجيش الإسرائيلي لـ" السيسي الليبي".

ولفت سيلفرستين، إلى أن الصحفيين الذين يحظر عليهم بموجب قوانين الرقابة الإسرائيلية الكتابة عن أحداث معينة، يلجأون إلى الإشارة لنفس الأحداث من خلال النقل عن مطبوعات أجنبية، وبذلك يتحايلون على الحظر الذي تفرضه الرقابة على المطبوعات.

دور إماراتي مصري في الوساطة

وأكد المصدر الإسرائيلي، بحسب "ميدل إيست آي"، صحة الأنباء التي تفيد بأن إسرائيل قدمت مساعدة عسكرية مباشرة لصالح حفتر، بما في ذلك هجمات جوية على مواقع في سيرت وفي غيرها من الأماكن.

وأشار التقرير إلى أن التقارب بين إسرائيل من جهة ومصر والإمارات من جهة أخرى، هو من قاد إلى علاقات ودية بين حفتر والجيش الإسرائيل عملًا بمبدأ "صديق صديقنا – وعدو عدونا – هو صديقنا"، نظرًا للصداقة والتقارب السياسي الذي يجمع إسرائيل بكل من مصر والإمارات اللتان أعلنتا غير مرة دعمهما لحفتر.

هذا وحظرت الرقابة العسكرة الإسرائيلية النقل من التقرير الذي أورده مراسل صحيفة "الجريدة" الكويتية في القدس، الذي ربما كان تسريبا من مصادر إسرائيلية. حيث يؤكد التقرير، الذي نشر في 27 آب/ أغسطس 2015، أن إسرائيل قصفت سرت بالطيران في 25 من آب/ أغسطس 2015.

وجاء نص تقرير الصحيفة الكويتية في حينه على النحو التالي: "قالت مصادر مطلعة إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت قبل يومين أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في سرت. وأضافت المصادر إن الغارة جاءت استجابة لطلب من الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، أثناء زيارته الأخيرة إلى عمان، حيث التقى سرا عددا من مسؤولي الأمن الإسرائيليين. وقالت المصادر إن حفتر وعد بالمقابل بتوقيع صفقات نفط وصفقات سلاح مع إسرائيل".

ولم يتوقف تعاون قوات حفتر مع الأمن الإسرائيلي عند أحداث 2015، حيث نشرت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر لم تحدد هويته: "ما زال التنسيق بين حفتر وإسرائيل مستمرا، ولقد أجرى محادثات مع عملاء للموساد في الأردن في 2015 وفي 2016"، وذلك في اجتماع عقد برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأورد تقرير "العربي الجديد" معلومات تفيد بأن الجيش الوطني الليبي، الذي شكله حفتر، تلقى بنادق قنص إسرائيلية ومعدات رؤية ليلية. وأشار أيضا إلى أنه ربما جرى تنسيق بين قيادة حفتر والجيش الإسرائيلي أثناء الهجوم على عدة مجموعات جهادية في بنغازي في منتصف عام 2014، فيما عرف بعملية الكرامة.

كما أضاف التقرير أن إحدى طائرات الميغ المشاركة في القتال، التابعة لحفتر، أسقطها الإسلاميون آنذاك، وإنه تم الاستيلاء على إحدى القواعد الجوية التابعة له. ورجح التقرير أن تكون الطائرات الإسرائيلية المقاتلة قد استدعيت لمنع سقوط قوات حفتر أو تكبدها ضربة قاسمة.

واعتبر ريتشارد سيلفرستين، أن لإسرائيل أسبابًا كثيرة تدفعها لبناء علاقات مع الرجل "القوي" في ليبيا، أهمها أن الدولة الفقيرة في موارد الطاقة تسعى دائما إلى تنويع سبل الوصول إلى مصادرها.

ذلك بالإضافة إلى أن إسرائيل، كما اعتبرها الكاتب، تميل تلقائيًا للشخصيات القوية التي لا تحمل أي التزامات دينية أو أيديولوجية، الملك عبد الله الثاني في الأردن ومبارك والسيسي في مصر أكبر مثال على ذلك.

تريد إسرائيل جيرانا ممكن احتواؤهم، أو شراؤهم بشكل مباشر، أو من خلال منافع مشتركة مثل الاشتراك في الجهود العسكرية والاستخباراتية

طغاة أفريقيا... مستهلكون جيدون للسلاح الإسرائيلي

باعتبارها واحدة من أكبر ست دول بيعًا للأسلحة في العالم، تسعى إسرائيل على الدوام خلف الدول التي تشتعل فيها الحروب والصراعات، وبالأخص الدول الأفريقية، حيث تبيع الأسلحة لكل من يملك ثمنها، كما تعزز مناطق النزاع المستشارين العسكريين لتقديم الاستشارات وجني الأموال الطائلة والذين عادة ما يكونوا جنرالات في الجيش وضباط مخابرات المتقاعدين، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويعد النظام السوداني أكبر مثال على ذلك، حيث تبسط إسرائيل نفوذها وتستغله منفذًا لها على دول الجوار الأفريقية.

علما بأن ليبيا واحدة من البلدان النفطية القليلة التي زادت بشكل ملحوظ إنتاجها في العام الماضي، وفسر سيلفرستين ذلك بسيطرة حفتر على حقول النفط الليبية.

التعليقات