تركيا تدعو كردستان العراق لإلغاء الاستفتاء "قبل فوات الأوان"

رغم أن الاستفتاء غير ملزم، يرى كثير من الأكراد فيه "فرصة تاريخية لتقرير المصير" حيث يتوزع نحو 30 مليون كردي بين إيران وتركيا وسورية والعراق. ويحق لأكثر من 5.2 مليون شخص التصويت في الاستفتاء.

تركيا تدعو كردستان العراق لإلغاء الاستفتاء

(أ.ف.ب)

يحق لأكثر من 5.2 مليون شخص التصويت في الاستفتاء على "هل تريد أن يصبح إقليم كوردستان والمناطق الكوردية التي هي خارج حكم الإقليم، كدولة مستقلة"؟


 

رغم أن الاستفتاء غير ملزم، يرى كثير من الأكراد فيه "فرصة تاريخية لتقرير المصير" حيث يتوزع نحو 30 مليون كردي بين إيران وتركيا وسورية والعراق.

وتخشى الحكومة المركزية في بغداد وجيران العراق من أن يقسم التصويت البلاد التي شهدت صراعا عرقيا وطائفيا مدمرا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 للإطاحة بصدام حسين.

وأي صراع حول كردستان العراق ستكون له تداعياته في أنحاء الشرق الأوسط لاسيما في سورية وتركيا وإيران. واتفقت أنقرة وبغداد وطهران، الخميس، على إجراءات لمواجهة الخطط الكردية.

عدد المشاركين في الاستفتاء يصل إلى 5 ملايين و500 ألف شخص

وسيكون التصويت (في حال لم يتم الغاؤه) متاحاً باللغات العربية والسريانية والتركمانية، وسيكون على السؤال التالي: "هل تريد أن يصبح إقليم كوردستان والمناطق الكوردية التي هي خارج حكم الإقليم، كدولة مستقلة"؟

اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، أعلنت في وقت سابق، عن أن "عدد المواطنين الذين يحق لهم المشاركة في عملية الاستفتاء، بلغ 5 ملايين و500 ألف شخص، فيما سيبلغ عدد الصناديق 46 ألف صندوق انتخابي".

وسيقام الاستفتاء في مناطق سنجار وبرطلة والحمدانية وخانقين وشيخان ومخمور وتلكيف ووانة وربيعة والعياضية وبعشيقة والقوس وجلولاء وجبارة وطوز خرماتو وقره تبة وزمّار، الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة.

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش العراقي، سيكون مسموحا لسكانها المقيمين في الإقليم أو النازحين من مناطق القتال إلى مخيمات ومدن الإقليم، بالتصويت في مراكز نزوحهم.

كما قررت حكومة الإقليم أنه يحق للأكراد المقيمين في الخارج التصويت في الاستفتاء.

وانطلقت الحملات الدعائية للاستفتاء في 5 أيلول/سبتمبر الجاري، وتنتهي في 22 من الشهر نفسه، أي مع انتهاء يوم الجمعة.

ماضون في استفتاء الاستقلال

مساء الخميس، أعلن المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان، رسميا، عن نيته الذهاب إلى استفتاء الانفصال عن العراق، كما أعلن عنه في وقت سابق وفي موعده المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الحال.

واعتبر المجلس في بيان أنه لم يتسلم البديل المناسب للاستفتاء، وعليه "سيقوم بإعلان المبادئ العامة لـ"دولة كردستان المستقلة" قبل يوم الإثنين المقبل.

وحتى الساعة، لا يزال مسعود البرزاني، رئيس كردستان العراق منذ 2005، يرفض "جهودا عراقية وعربية ودولية لتأجيل الاستفتاء."

غير مشروع وغير مقبول

وقبل حلول موعد الاستفتاء بيومين، وجهت تركيا دعوة للإقليم الكردي في العراق للتخلي عن إجراء الاستفتاء "قبل فوات الأوان".

وجاء في بيان صادر عن مجلس الأمن القومي التركي، عقب اجتماعه، الجمعة، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أن تركيا "تحتفظ بجميع حقوقها المنبثقة عن الاتفاقيات الثنائية والدولية في حال أجرى الإقليم الكردي في العراق استفتاء الانفصال"، ولم يذكر البيان طبيعة تلك الحقوق.

وشدد المجلس على أن "الاستفتاء الذي يعتزم الإقليم إجراءه، الإثنين المقبل، غير مشروع وغير مقبول".

وأضاف: "جرى دعوة الإقليم الكردي في العراق، للتخلي عن إجراء الاستفتاء قبل فوات الأوان".

ووفق البيان، فإن "ظهور عواقب وخيمة من شأنها أن تضر بشمالي العراق والمنطقة بأسرها، باتت أمرًا لا مفر منه في حال الإصرار على هذا الخطأ (الاستفتاء) المرفوض من تركيا ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي والحكومة المركزية بالعراق".

وأشارت "الأناضول" إلى أن اجتماع مجلس الأمن القومي التركي "استمر لأكثر من 3 ساعات، برئاسة إردوغان".

وأضافت الوكالة التركية أن "المجلس يعقد اجتماعاً كل شهرين برئاسة رئيس البلاد إردوغان، يبحث خلاله التطورات الأمنية الداخلية والخارجية، بين أعضاء الجناح السياسي للمجلس، برئاسة رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، وأعضاء الجناح العسكري، برئاسة رئيس أركان الجيش، خلوصي أكار".

كما يشارك في الاجتماع رئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان.

من جهته، قال هوشيار زيباري، وهو مستشار كبير للبرزاني، في تصريحات لوكالة "رويترز"، نشرتها مساء اليوم الجمعة، إن "تلك هي الخطوات الأخيرة من السباق النهائي وبعدها لن نتزحزح"، معتبرا "تأجيل الاستفتاء دون ضمانات بإمكانية إجرائه على أساس ملزم بعد التفاوض مع بغداد سيكون "انتحارا سياسيا للقيادة الكردية ولحلم الاستقلال الكردي".

التعليقات