كردستان "تحت الحظر" والشركات تعلّق رحلاتها

يقول المسؤولون الأكراد إن بإمكانهم تحمل الحصار لأنهم يكتفون ذاتيا في توليد الكهرباء وإمدادات الوقود ولديهم أراض زراعية خصبة * نحو 30 مليون كردي بالمنطقة يتوزعون على أربع دول هي العراق وتركيا وسورية وإيران.

كردستان

(رويترز)

اعتبارا من مساء اليوم، الجمعة، بدأ الحظر الجوي من إقليم كردستان العراق وإليه، حيث توقفت حركة الطيران الدولي، بعد أن فرضت الحكومة المركزية في بغداد حظرا ردا على تصويت الإقليم لصالح الاستقلال.

وأيدت أغلبية ساحقة من أكراد العراق الاستقلال في استفتاء، يوم الاثنين، في تحد لدول الجوار التي تقول إنها "تخشى من أن يؤدي التصويت إلى تجدد الصراع في المنطقة".

وتفيد تقرير إعلامية بأن كافة شركات الطيران الأجنبية تقريبا، علّقت رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية "استجابة لإخطار من حكومة بغداد" التي تسيطر على المجال الجوي للبلاد. 

تجدر الإشارة إلى أن "الحظر الجوي" لا يسري على الرحلات العراقية الداخلية التي تشمل أقليم كردستان، منه وإليه، لذا من المتوقع أن يصل المسافرون إلى الإقليم عبر مطار بغداد.

وكانت بغداد قد أمهلت حكومة إقليم كردستان حتى الساعة السادسة مساء اليوم لتسليم السيطرة على المطارين الدوليين في أربيل والسليمانية لتجنب الحظر، غير أن حكومة الإقليم أعلنت أنها "لن تمتثل"، كما رفضت الاستجابة لطلب العراق وإيران وتركيا تسليم السيطرة على المعابر الحدودية للحكومة العراقية.

وقال مسؤول بمطار أربيل الدولي إن آخر رحلة جوية غادرت المطار في حوالي الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، وكانت لشركة "زاجروس جيت" في طريقها إلى اسطنبول.

وأشار تقرير لوكالة "أ.ف.ب" إلى أن القيود على الرحلات الدولية "ستقلل قدوم رجال الأعمال والمغتربين الأكراد وستؤثر على صناعات متعددة منها الفندقة والخدمات المالية والنقل والعقارات"، كما ونقل المصدر عن تقرير لتلفزيون "رووداو" الذي مقره أربيل، أن أكثر من 400 شركة سفر وسياحة كردية تأثرت بشكل مباشر بحظر السفر الذي يهدد أيضا سبعة آلاف وظيفة بالقطاع".

وبحسب تصريحات للمدير العام لمطار السليمانية، طاهر عبد الله، للصحفيين أول من أمس، الأربعاء، فإن المطارين يتعاملان مع ما بين 40% و50% من إجمالي الرحلات الدولية من وإلى العراق.

النفط شريان الحياة

وتوعدت أنقرة إقليم كردستان بعقوبات اقتصادية ورد عسكري "في مواجهة أي تحديات أمنية تفرضها نتيجة الاستفتاء في شمال العراق". وبعد محادثات في أنقرة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن الاستفتاء غير شرعي، وإن "روسيا وتركيا اتفقتا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية".

وتربط تركيا وروسيا علاقات تجارية قوية مع إقليم كردستان العراق شبه المستقل.

في غضون ذلك لم تتخذ أنقرة بعد إجراءات محددة ضد إقليم كردستان، ومن ضمنها، مثلا، "التهديد بإغلاق خط الأنابيب الناقل لصادرات النفط الكردية والذي يمر بالأراضي التركية".

وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن إجراءات تركيا للرد على الاستفتاء "لن تستهدف إلا من قرروا إجراءه لأن أنقرة لن تجعل المدنيين الذين يعيشون في شمال العراق يدفعون ثمن الاستفتاء".

سنتحمل الحصار

ويقول المسؤولون الأكراد إن بإمكانهم تحمل الحصار الاقتصادي لأنهم يكتفون ذاتيا في توليد الكهرباء وإمدادات الوقود ولديهم أراض زراعية خصبة.
ويقولون أيضا إن ثلاثة أرباع الشاحنات التي تعبر الحدود التركية تتوجه إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة بغداد وليس لإقليم كردستان ومن ثم فإن الاقتصادين التركي والعراقي سيتضرران من أي حصار.

يشار أن نحو 30 مليون كردي بالمنطقة متناثرين في أربع دول هي العراق وتركيا وسورية وإيران.

وتختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 25 إلى 40 مليونا، موزعين بنسبة 46% في تركيا، و31% في إيران، و18% في العراق، و5% في أرمينيا وسورية.

وبحسب تقرير نشرته "الجزيرة نت"، يشغل الأكراد 19 ولاية من الولايات التركية البالغ عددها 90، تقع في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي، وفي إيران يعيش الأكراد في الجزء الشمالي الغربي، ويتركزون في العراق في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية ويشكلون الأكثرية في ثلاث محافظات من أصل 18 محافظة، كما أن لهم وجودا أقل وغير محدد بشكل رسمي في محافظات أخرى أهمها التاميم (كركوك) وديالى وبغداد ونينوى، وفي سورية يعيش الأكراد في الشمال والشمال الشرقي، حيث يجاورون أكراد تركيا ويشكلون حزاما عمقه 30 كلم وطوله 250 كلم، وتعيش أعداد منهم في دمشق وكذلك في حلب.

كما ويعيش الأكراد بشكل متفرق في دول أخرى أهمها أرمينيا وكذلك في أذربيجان وباكستان وأفغانستان.

 

التعليقات