نظام السيسي يسعى لإقناع الأردن بقبول "صفقة القرن"

المخطط الأميركي الذي يرمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، المعروف باسم "صفقة القرن"، يواجه معارضة الأردن، ويوجد إجماع فلسطيني على رفضه، لكن أنظمة السعودية ومصر تواصل الترويج لهذا المخطط التآمري

نظام السيسي يسعى لإقناع الأردن بقبول

السيسي والملقين الثلاثاء الماضي (الأناضول)

تدل التقارير المتتالية في الآونة الأخيرة على استمرار أنظمة عربية، هي بالأساس السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في التآمر ضد الفلسطينيين وقضيتهم، من خلال الترويج لمخطط لتصفية القضية الفلسطينية وطرح حل مشوه ومرفوض لها، بات يعرف باسم "صفقة القرن".

وتطرح هذا المخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بعدم أهليته لتولي منصبه، بسبب جهله بالسياسية الدولية خصوصا وأيضا بسبب شعبويته ولكونه يمثل أكثر الجماعات اليمينية تطرفا في الولايات المتحدة، وبينها جماعات الكراهية والدينية المتطرفة. ومخطط "صفقة القرن ليس واضح المعالم بعد، وإدارة ترامب لم تطرحه رسميا حتى الآن. لكن هذا المخطط التآمري، بحسب ما رشح من تصريحات حوله هنا وهناك، يسعى إلى قتل القضية الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية، حتى في رُبع فلسطين التاريخية، من خلال التآمر مع الأنظمة المذكورة أعلاه.

ويجمع الفلسطينيون بكافة فصائلهم على الرفض المطلق لـ"صفقة القرن"، ويؤكدون على أن الإدارة الأميركية الحالية لا يمكنها أن تلعب دور الوسيط بسبب عدم نزاهتها وانحيازها الكامل لإسرائيل.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "العربي الجديد" اليوم، الجمعة، عن مصادر دبلوماسية مصرية قولها إن الأردن أيضا يتبنى موقفا معارضا من "صفقة القرن"، وأن الملك الأردني عبد الله الثاني يرى بهذا المخطط أنه عبارة عن شروط مجحفة والتزامات إضافية تقع على الأردن، في وقت يصب فيه هذا المخطط بشكل كامل في صالح دولة الاحتلال وتعفيها من أية التزامات.

رغم ذلك، كشفت المصادر الدبلوماسية المصرية نفسها أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقوم بتحركات واسعة لإقناع الأردن ببدء الدخول الرسمي في مناقشات "صفقة القرن".

وأضافت المصادر نفسها أن هذه التحركات جاءت مع زيارة سرية قام بها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، إلى القاهرة مطلع الشهر الحالي، التقى خلالها اللواء عباس كامل، مدير جهاز المخابرات العامة، ومدير مكتب الرئيس المصري، في حضور القائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة، ومسؤولين مصريين بارزين معنيين بملف "صفقة القرن". وتضمنت اجتماعات كوشنر في القاهرة، الموقف الأردني، وموقف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الرافض للتجاوب مع المخطط الأميركي.

وأوضحت المصادر أن الجهود المصرية لتعديل الموقف الأردني، تسير أيضاً باتجاه إقناع الملك عبد الله بسرعة إعلان الأردن رسمياً الدخول ضمن مشروع "نيوم"، الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لافتة إلى أن الأخير كان يرغب في إعلان انضمام الأردن رسمياً في الوقت نفسه الذي تم فيه الإعلان عن توقيع السعودية اتفاقية مع القاهرة تضمن حصولها على ألف كيلومتر في محافظة جنوب سيناء ضمن مشروع "نيوم".

وبحسب المصادر، فهناك ضغوط خليجية كبيرة على الأردن للقبول بالصيغة المطروحة سواء أميركياً أو سعودياً، كاشفة في ما يخص مشروع "نيوم"، والذي بدا واضحاً أنه جزء أصيل من "صفقة القرن" بما يتيحه من تدويل لمنطقة البحر الأحمر، أن الأردن يرحب بصيغة تشاركية، لا صيغة تأجير أو حق انتفاع من قِبل السعودية للأراضي والمرافق الأردنية.

وأشارت المصادر إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تحركات أردنية في المقابل، في محاولة لإحداث توازن بالنسبة لها، لتخفيف الضغوط الإقليمية عليها من محور السعودية - مصر - الإمارات المدعوم أميركياً، عبر فتح قنوات قوية مع تركيا في إطار الوقوف على أرضية القضية الفلسطينية، على حد تعبير المصادر، مع استقطاب عباس "الرافض" للمخطط الأميركي لحل الصراع.

والتقى السيسي ووزير الدفاع المصري، صدقي صبحي، يوم الثلاثاء الماضي، رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، الذي قام بزيارة مفاجئة إلى القاهرة استغرقت بضع ساعات، وتم بحث الموقف الأردني من مشروع "نيوم" و"صفقة القرن" لإقناع الأردن بتغيير موقفها "السلبي"، بحسب المصادر.

وجاءت زيارة الملقي إلى القاهرة، بعد ساعات قليلة من زيارة سريعة لمحمود عباس إلى العاصمة الأردنية برفقة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في الضفة الغربية ماجد فرج، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ. وكان مسؤولون فلسطينيون قد أشاروا إلى أن اللقاء بين عباس وملك الأردن ناقش "تنسيق المواقف المشتركة حول حضور مؤتمر للدول المانحة، لبحث سبل تحسين الوضع الإنساني في غزة، وكذلك إحداث اختراق في موقف الرئيس الأميركي بشأن صفقة القرن".

التعليقات