فيديو يشكك باعتراض السعودية لصواريخ الحوثيين

أثارت وكالة "أسوشييتد برس"، في تقرير نشرته أمس، الإثنين، تساؤلات جديدة بشأن المزاعم السعودية بأنها اعترضت 7 صواريخ بالستية أطلقت ليل الأحد، وشككت في دقة الأنباء، معتمدة على تحليل مضمون التسجيلات المصورة للواقعة، ودراسة أنظمة الصواريخ التي تمتلكها المملكة، ومدى

فيديو يشكك باعتراض السعودية لصواريخ الحوثيين

(أ ب)

أثارت وكالة "أسوشييتد برس"، في تقرير نشرته أمس، الإثنين، تساؤلات جديدة حول "المزاعم السعودية بأنها اعترضت 7 صواريخ بالستية" أطلقت ليل الأحد، وشككت في دقة الأنباء، معتمدة على تحليل مضمون التسجيلات المصورة للواقعة، ودراسة أنظمة دفاعاتها الصاروخية، ومدى قدرتها على اعتراض مثل هذه الصواريخ.

وأوضح التقرير أن أحد مقاطع الفيديو أظهر ما بدا أنه صاروخ "باترويت"، أطلق مساء الأحد، وسار في اتجاه خاطئ عقب تغيير مساره إلى حي في الرياض، ثم انفجر. كما بدا صاروخ آخر ينفجر بعد وقت قصير من إطلاقه في العاصمة السعودية.

وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن وزارة الثقافة والإعلام السعودي، لم ترد على طلبها للتعليق. فيما نقلت عن محللين إن التسجيلات تظهر "مبالغة سعودية في تقدير قدرات البلاد فيما يتعلق بنظام الدفاع الصاروخي، في تقليد يعود إلى حرب الخليج عام 1991".

ونقلت الوكالة عن خبير الصواريخ في معهد "ميدلبوري إينستيتيوت" للدراسات الدولية في كاليفورنيا، جيفري لويس، والذي شاهد مقاطع الفيديو واطلع سابقا على عمليات إطلاق صواريخ "باتريوت" بالسعودية، قوله: "من المرجح أنه لم يتم اعتراض أي من هذه الصواريخ، كما لم يسقط السعوديون أيا منها".

وتقول السعودية إنها استهدفت نحو 90 صاروخا باليستيا أطلقها الحوثيون منذ شن الحرب قبل ثلاث سنوات.

وأعلنت السعودية، أمس، عن قتل مصري واحد وإصابة اثنان (مصريان) آخران بجروح، جراء سقوط شظايا من صاروخ على حي سكني بالرياض. لتعد هذه أول حصيلة ضحايا في العاصمة السعودية منذ بدأت حربها على اليمن في آذار/ مارس عام 2015، رغم أن صواريخ سابقة أطلقها الحوثيون تسببت في وفيات بمناطق أخرى من المملكة.

وقال الجيش السعودي إنه اعترض سبعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون نحو المملكة، استهدف ثلاثة منها الرياض، بينما استهدف اثنان مدينة جازان، واستهدف صاروخان مدينتي نجران وخميس مشيط.

وبثت قناة "العربية" المملوكة لسعوديين، لقطات قالت إنها تظهر بطاريات صواريخ "باتريوت" تعترض صواريخ حوثية. وبدا أن صاروخ "باتريوت" واحد على الأقل، انفجر بعد ثوان من إطلاقه، ورافقه صوت صياح أحد المارة، بينما تنهمر شظايا ملتهبة على الأرض.

في تسجيل مصور آخر، تداوله الناشطون على الإنترنت، غيّر صاروخ باتريوت مساره فجأة، وتحطم على الأرض بالقرب من حي سكني.

ولم يعترف الجيش السعودي بأعطال فنية في الصاروخي، وقال العقيد السعودي تركي المالكي فقط في بيان "تم اعتراض وتدمير كل الصواريخ البالستية السبعة".

هل اعترضت السعودية صواريخ الحوثيين في السابق فعلا؟

وأكد تقرير "أسوشييتد برس" أن "هذه ليست المرة الأولى التي يشكك فيه خبراء في مزاعم السعودية بشأن اعتراضات الصاروخ".

وفي هذا السياق، نقلت الوكالة عن خبراء عسكريين قولهم إن "سلاح الجو الملكي السعودي يعتمد بشكل كبير على صواريخ باتريوت باك-2، وهو نظام تم تطويره في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وتعتمد هذه الصواريخ على ما يسمى ‘تجزئة الانفجار‘ لتدمير الصواريخ القادمة، حيث ينتشر فوق المنطقة كقذيفة خرطوش".

وصرّح محللون لـ"أسوشييتد برس" أن "الحطام الذي تم العثور عليه من صواريخ الحوثيين التي أطلقت مؤخرا لم يحمل أي علامات تشير إلى أنه تضرر جراء هذا الصاروخ".

يشار إلى أن الصاروخ الحوثيين، "البركان"، الذي يستخدم في الهجمات ضد الرياض، يحمل أيضا رؤوسا حربية منفصلة عن جسم الطائرة، ما يجعل ضربها أكثر صعوبة.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، جيريمي بيني، إنه "صمم الصاروخ باك-2، الذي كان موجودا في مخزونها منذ تسعينات القرن الماضي، بهدف اعتراض الصواريخ الباليستية البطيئة وقصيرة المدى غير المنفصلة، وربما تجد صعوبة في تدمير البركان... بعد انفصاله رأسه الحربي عن هيكل الصاروخ".

ولدى جيفري لويس، خبير الصواريخ في "معهد ميدلبيري للدراسات الدولية" في مونتيري بكاليفورنيا الأميركية، الشكوك ذاتها التي يطرحا بيني.

ويقول لويس بهذا الخصوص، لـ"أسوشييتد برس"، إنّ "أنظمة باتريوت مبالغة في حقيقتها، فالصواريخ التي يطلقها الحوثيون على الرياض يبلغ مداها ألف كيلومتر (620 ميلًا) مع رأس حربي منفصل. لم أكن لأتوقع أن تنجح أي من الاعتراضات السعودية لصاروخ كهذا".

وأشارت الوكالة إلى أنّ المملكة العربية السعودية لديها أيضًا صواريخ "باتريوت باك -3"، مصممة لضرب الصواريخ القادمة مباشرة. وقد أشاد الرئيس دونالد ترامب ببيع تلك الصواريخ التي قُدرت مبيعاتها، في عام 2015، بمبلغ 5.4 مليارات دولار.

وتفاخر ترامب، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بنظام صواريخ "باتريوت"، لاعتراضه صاروخًا حوثيًا آخر فوق الرياض، قائلًا: "نظامنا قام بتوجيه ضربة قاضية".

ومع ذلك، يشكّك لويس ومحللون آخرون في أنّ صاروخ "باتريوت" تمكّن من اعتراض ذلك الصاروخ.

وتقول الأمم المتحدة ودول غربية، والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، إنّ صاروخ "بركان" يعكس خصائص صواريخ "قيام" البالستية الإيرانية، معتبرين أنّ ذلك يشير إلى أنّ طهران إما تشارك هذه التكنولوجيا مع الحوثيين، أو تقوم بتهريب صواريخ مفككة إليهم ليقوموا بإعادة بنائها.

وتنكر إيران منذ فترة طويلة تزويد الحوثيين بالسلاح، رغم أنّ مجموعة متزايدة من الأدلة تتناقض مع ادعائها، في وقت تقدّم فيه الولايات المتحدة أسلحة ودعمًا لوجستيًا لتحالف السعودية، والذي تعرّض لانتقادات بسبب غاراته الجوية التي قتلت مدنيين في اليمن، فضلًا عن حصاره الموانئ اليمنية، ما أوصل البلاد إلى حافة المجاعة وأزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ" في العالم.

التعليقات