البرلمان ينتخب برهم صالح رئيسا للعراق

فاز مرشح حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" برهم صالح، برئاسة الجمهورية العراقية، وذلك إثر انسحاب فؤاد حسين، مرشح "الحزب الديمقراطي الكردستاني" من سباق منصب رئاسة الجمهورية العراقية والذي جرى تحت قبة البرلمان، اليوم الثلاثاء.

البرلمان ينتخب برهم صالح رئيسا للعراق

فاز مرشح حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" برهم صالح، برئاسة الجمهورية العراقية، وذلك إثر انسحاب فؤاد حسين، مرشح "الحزب الديمقراطي الكردستاني" من سباق منصب رئاسة الجمهورية العراقية، والذي جرى تحت قبة البرلمان، اليوم الثلاثاء.

وكانت كتلة "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، قد أعلنت انسحاب مرشحها للرئاسة قبل بدء جولة تصويت ثانية داخل البرلمان.

وأكدت مصادر نيابية، أن "جميع نواب كتلة الديمقراطي الكردستاني (25 من أصل 329) انسحبوا من الجلسة".

ورجح المصدر بأن يكون السبب من وراء الانسحاب يرجع إلى أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، "استشعر بأن مرشحه سيخسر في الجولة الثانية من التصويت أمام منافسه برهم صالح".

ووفق المصدر النيابي، فإن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي رفض طلب الانسحاب وهو ما يعني أن اسم فؤاد حسين سيبقى مطروحا ولو "شكليا" في جولة التصويت الثانية.‎‎

وفي جولة التصويت الأولى داخل البرلمان والتي جرت في وقت سابق اليوم، تقدم برهم صالح بحصوله على أصوات 165 نائبا، بينما حصل منافسه المباشر فؤاد حسين على 89 صوتا، فيما حصلت المرشحة سروة عبد الواحد على 18 صوتا.

ووفقا للدستور العراقي، فإن الفوز بمنصب رئيس الجمهورية يتطلب حصول المرشح على ثُلثي أصوات أعضاء البرلمان العراقي البالغ عددهم 329 نائبا.

وكان المنصب يشغله حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" منذ تنظيم انتخابات في العراق عام 2005، حيث شغل الرئيس الراحل والأمين العام السابق للاتحاد الوطني، جلال طالباني، المنصب لدورتين متتاليتين وخلفه في المنصب الرئيس الحالي فؤاد معصوم.

ويتولى الأكراد رئاسة الجمهورية بموجب عرف سياسي سائد في العراق أعتمده الأميركيون في أعقاب الغزو عام 2003، بينما يشغل السُنة رئاسة البرلمان والشيعة رئاسة الحكومة.

من هو برهم صالح؟

يذكر أن برهم صالح (58 عامًا، ومن مواليد السليمانية)، يعد من أبرز الشخصيات السياسية الكردية، ضمن معسكر السليمانية، وشغل مناصب عدة داخل "الاتحاد الوطني الكردستاني"، أبرزها مساعد لزعيمه السابق، جلال الطالباني، كما تولى مناصب عدة في الحكومة العراقية بعد الاحتلال الأميركي.

وحصل صالح على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف الإنجليزية، كما يحمل شهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكمبيوتر من جامعة ليفربول. وعمل مستشاراً هندسياً في المملكة المتحدة.

وانضم صالح إلى صفوف "الاتحاد الوطني الكردستاني" في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حيث تدرّج إلى أن أصبح عضواً في تنظيمات أوروبا للحزب، ثم مسؤولاً في مكتب العلاقات الخارجية في "الاتحاد" في لندن.

وترأس صالح حكومة إقليم كردستان بين عامي 2001 و2004، وعمل وزيراً للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005، ثم نائباً لرئيس الوزراء خلال حكومة نوري المالكي الأولى.

كما أسّس صالح الجامعة الأميركية في السليمانية، وشغل منصب رئيس مجلس أمناء الجامعة، ولعب صالح دورًا مؤثرًا في إقناع جامعات أوروبية بتقديم منح للطلاب الأكراد للدراسة فيها.

ويعتبر صالح أول سياسي كردي يقدم دعوات علنية لباحثين إسرائيليين ضمن مؤتمرات أقيمت في الجامعة الأميركية بالسليمانية.

ورشّح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2014، إلى جانب الرئيس الحالي فؤاد معصوم، لكنه لم يحصل على تأييد القوى الكردية في الإقليم.

وانشق عن حزب "الاتحاد" عام 2016، بعد خلافات حادة نشبت مع جناح كوسرت رسول، عقب مرض جلال الطالباني وسفره الطويل إلى ألمانيا، وأسس حزب "تحالف من أجل الديمقراطية" الذي فاز أخيراً بمقعدين داخل البرلمان العراقي.

ويصفه مقربون، وفقًا لـ"العربي الجديد"، بمتقلب المزاج وسريع التغيير في المواقف التي يتبناها، وهو ما تأكد بعد عودته إلى حزب "الاتحاد" الذي ترشح عبره لرئاسة الجمهورية، ما جعل أعضاء حزبه (تحالف من أجل الديمقراطية)، وهم في الغالب المنشقون معه من "الاتحاد"، يحتارون فيما إذا كان عليهم أن يعودوا هم أيضاً إلى "الاتحاد" أو يبقوا في حزبهم الجديد.

فيما نقلت الحيفة عن أحد أعضاء "الاتحاد الكردستاني"، قوله إن برهم صالح لديه "نرجسية عالية، وهو ما جعله في صدام مستمر مع البارزانيين في أربيل، إذ أنه يجد في نفسه السياسي المتعلم مقابل الكردي القبلي المتعصب"، في إشارة إلى مسعود البارزاني.

وصدرت عن صالح مواقف وتصريحات عدة، فُهمت على أنها مغازلة لإيران، من أبرزها مهاجمته القوى والأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لأنقرة، واعتبارها إرهابية، ومنح طهران الحق في ضربها، إضافة إلى رفضه تنظيم استفتاء كردستان، ومهاجمة مسعود البارزاني.

 

التعليقات