قلق دولي على مصير خاشقجي ومطالب بتحقيق شفاف ومعمق

بعد أن طلب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من السعودية إثبات مغادرة خاشقجي مقر القنصلية بالصور، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من اختفائه، كما دعت الخارجية الأميركية إلى تحقيق معمق وشفاف، وطالبت فرنسا بتوضيحات بشأن مصيره

قلق دولي على مصير خاشقجي ومطالب بتحقيق شفاف ومعمق

لحظة دخول خاشقجي للقنصلية (واشنطن بوست)

يوما بعد يوما يتصاعد الاهتمام الدولي بمصير الكاتب والصحفي السعودي، جمال خاشقجي، الذي اختفت آثاره بعد أن دخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء الماضي.

وبعد أن طلب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الإثنين، من السعودية إثبات مغادرة خاشقجي مقر القنصلية بالصور، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من اختفائه، كما دعت الخارجية الأميركية إلى تحقيق معمق وشفاف، وطالبت فرنسا بتوضيحات بشأن مصيره.

وكان إردوغان قد صرح أنه يجري حاليا درس التنقلات من وإلى المطار، مشيرا إلى ما أعلنته الشرطة التركية، السبت، بشأن قدوم 15 سعوديا إلى إسطنبول، وغادروها الثلاثاء، وكانوا في مقر القنصلية لدى وجود الصحافي خاشقجي فيها بناء على موعد مسبق لإتمام معاملات إدارية. كما تكلمت مصادر تركية أخرى عن فرضية اغتيال الصحافي داخل القنصلية، مرجحة أن هؤلاء الأشخاص هم الذين قاموا بعملية الاغتيال.

وأكد مسؤولون أتراك أن الخارجية التركية استدعت السفير السعودي، وليد بن عبد الكريم، لطب تعاون الرياض في التحقيق بشأن مصير الخاشقجي. كما طلبت تركيا السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول.

ولم يستبعد مسؤولون أتراك أن يكون قد تم قتل خاشقجي ونقل جثته إلى خارج القنصلية.

الأمم المتحدة: متابعة عن كثب وقلق شديد على مصير خاشقجي

قالت الأمم المتحدة إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، "قلق للغاية" بشأن اختفاء الصحفي السعودي، والعنف ضد الصحفيين الآخرين.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام يتابع قضية خاشقجى "عن كثب"، مشيرا إلى أن هناك تحقيقا جاريا في إسطنبول.

وقال دوجاريك للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الإثنين، إن غوتيريش من "المدافعين عن الصحفيين"، مضيفا "كثيرا ما أثار الأمين العام هذه القضية مع الدول الأعضاء علنا وسرا".

كما تشعر رئيسة الجمعية العامة، ماريا أسبينوزا غارسيس، "بالقلق الشديد" من اختفاء خاشقجى، حسبما قالت المتحدثة مونيكا غرايلي.

بومبيو يدعو السعودية لإجراء تحقيق معمق وشفاف

دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الإثنين، السعودية إلى إجراء تحقيق "معمق" و"شفاف" حول اختفاء الصحافي السعودي.

وبعد أن أبدى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت سابق قلقه حيال اختفاء خاشقجي، قال بومبيو في بيان "ندعو حكومة السعودية لدعم تحقيق معمق حول اختفاء خاشقجي، ولتكون شفافة بشأن نتائج هذا التحقيق".

وأضاف "لقد رأينا تقارير متضاربة حول سلامة ومكان وجود الصحافي السعودي البارز والمساهم بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي".

وأشار إلى أن كبار مسؤولي وزارة الخارجية تحدثوا مع السعودية عبر القنوات الدبلوماسية حول هذا الشأن.

وقال ترامب في وقت سابق، الإثنين، تعليقا على اختفاء خاشقجي "أشعر بالقلق.. حاليًا لا أحد يعرف أي شيء عن الموضوع. هناك تداول لروايات سيئة. أنا لا أحب ذلك".

السناتور غراهام: عواقب الاغتيال ستكون مدمرة لعلاقات الرياض وواشنطن

من جهته حذّر السناتور الأميركي، ليندسي غراهام، المعروف بقربه من ترامب، السعودية الإثنين، من أنه إذا تأكّد اغتيال الصحافي السعودي، فإنّ العواقب ستكون "مدمّرة" على العلاقات بين الرياض وواشنطن.

وبعد معلومات كشفها مسؤولون أتراك تفيد بأنّ خاشقجي اغتيل في القنصلية السعودية في إسطنبول، اعتبر غراهام أنّ على السعودية تقديم "إجابات صادقة".

وقال غراهام "نحن متفقون على أنه إذا ما تأكدت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فإنّ ذلك سيكون مدمرا للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب".

وأكد غراهام أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، يشاطره الرأي.

وقال كوركر على تويتر، الإثنين، إنه "تطرّق شخصيًا إلى اختفاء جمال (خاشقجي) مع السفير السعودي (في الولايات المتحدة)".

وأضاف "في وقت ننتظر مزيدًا من المعلومات، إعلموا أننا سنردّ بشكل مناسب على أي دولة تستهدف صحافيين في الخارج".

فرنسا تطلب توضيحات حول مصير خاشقجي في أسرع وقت

وطلبت فرنسا، البلد الحليف للسعودية، توضيحات حول مصير خاشقجي "في أسرع وقت ممكن" بعد اختفائه في ظروف غامضة إثر دخوله قنصلية بلاده.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون در موهل، الإثنين، إن "فرنسا قلقة لاختفاء جمال خاشقجي الشخصية السعودية المعروفة والمحترمة".

وتابعت في الندوة الصحفية الإلكترونية اليومية للخارجية، "نتمنى توضيح وضعه في أسرع وقت ممكن".

التعليقات