انسحابات "مبادرة الاستثمار 2018" أولى تبعات اغتيال خاشقجي

خلال العام الماضي، شكّل مؤتمر مبادرة الاستثمار، فرصةً ترويجيّة كبيرة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، توّج فيها عامين من الترويج له في العواصم الغربية بوصفه إصلاحيًا اقتصاديًا واجتماعيًا، عزّزته مشاركة رؤساء مؤسسات اقتصادية وإعلامية وشركات ضخمة.

انسحابات

محمد بن سلمان في لندن (أ ب)

خلال العام الماضي، شكّل مؤتمر مبادرة الاستثمار، فرصةً ترويجيّة كبيرة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، توّج فيها عامين من الترويج له في العواصم الغربية بوصفه إصلاحيًا اقتصاديًا واجتماعيًا، عزّزته مشاركة رؤساء مؤسسات اقتصادية وإعلامية وشركات ضخمة، لكن المؤتمر، هذا العام، الذي يأتي بعد أيّام من اغتيال الصحافي البارز، جمال خاشقجي، سيشكّل ضربة كبيرة لتلك الصورة.

إذ يواجه بن سلمان، تداعيات قوية من الشركات والإعلام، بسبب اغتيال خاشقجي، بسبب مقاطعة أسماء كبيرة مؤتمرًا كبيرا هذا الشهر.

ورغم تحمل قادة الأعمال والمستثمرين وكبار شخصيات الإعلام لانتقادات سجل السعودية في حقوق الإنسان ودورها في الحرب في اليمن، إلا أنهم أعجبوا بخطاب ولي العهد ودعموا رؤيته لسعودية جديدة، خصوصًا مع إنفاق بن سلمان السّخي على شركات الدعاية ومراكز الضغط في الولايات المتحدة، لتصويره بمنظر الإصلاحي.

وكان من المقرّر عرض هذا الدعم الدولي في الفترة من 23 حتى 25 تشرين الأول/أكتوبر في "مبادرة الاستثمار المستقبلي في الرياض"، وهو مؤتمر كبير من المقرر أن يشارك فيه قادة الأعمال الأجانب، وصف بأنه "دافوس في الصحراء"، تيمنًا بمنتدى الاقتصاد العالمي الذي يقام في منتجع دافوس السويسري.

إلا أن اختفاء خاشقجي، بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر الجري، أزعج بشكل كبير حتى أقوى مؤيدي خطط بن سلمان، من حلفائه في الولايات المتحدة الأميركيّة.

ومن أبرز المقاطعين رجل الأعمال البريطاني المشهور، ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين، الذي أعلن تعليقه اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية، بسبب اختفاء خاشقجي.

وقال برانسون إنّه كانت لديه "آمال عريضة" للسعودية في ظل ولي العهد، إلا أنه أضاف أنه إذا ثبتت صحّة المزاعم بشأن اختفاء خاشقجي فإن ذلك "سيغير قدرة أي منا في الغرب على التعامل مع الحكومة السعودية"، وأضاف أن مجموعة فيرجين ستعلق المباحثات مع السعودية حول الاستثمار المقترح في "فيرجين غالاكتيك"، التي كان من المقرر أن تحمل أوّل ركاب إلى الفضاء خلال أسابيع.

كما شهد مؤتمر "مبادرة الاستثمار المستقبلي" مجموعة إلغاءات قام بها عدد من كبار الشخصيات، قرّروا أنه من الأفضل عدم ربط أسمائهم بالسعودية في الوقت الحالي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، دارا خوسروشاهي، إنه لن يشارك في المؤتمر "إلا بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماما من الحقائق" مؤكدًا أنه "منزعج للغاية من التقارير"، وسيكون غيابه عن المؤتمر رمزيًا للغاية، لأن صندوق الثروة السيادي السعودي العملاق "صندوق الاستثمارات العامة" استثمر 3.5 مليارات دولار في أوبر عام 2016.

كما أن للصندوق الذي يشهد توسعا في عملياته، حصة في شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية التي يقودها إيلون ماسك، كما أن لها حصصًا في الشركة المنافسة "لوسيد".

إلا أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أوضح في تصريحات أغضبت مؤيدي خاشقجي، أن تداعيات اختفاء الصحافي ستكون محدودة، إذ قال "إن السعوديين ينفقون 110 مليارات دولار على المعدات العسكرية وأمور تؤمن الوظائف"، وأضاف أنهم "سيأخذون هذه الأموال وينفقونها في روسيا أو الصين أو أي مكان آخر".

انزعاج شديد

وبدأت منظمات إعلامية، لعب بعض كتابها دورًا في الترحيب بإصلاحات ولي العهد السعودي، بالتخلي عن المؤتمر الذي سيعقد في الرياض، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنها ستنسحب كراعٍ، بينما ألغى الرئيس التنفيذي لشركة فياكوم، بوب باكيش، حضور المؤتمر.

كما أن عددًا من كبار الصحافيين المشهورين أعلنوا انسحابهم من المؤتمر، فقد أعلن كاتب المقالات في صحيفة "نيويورك تايمز"، أندرو روس سوركين، على "تويتر" أنه لن يشارك في المؤتمر لشعوره "بالانزعاج الشديد من اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، والتقارير عن مقتله"، ويتوقع أن يكون جو المؤتمر مختلفا تمامًا عن جو نسخته الأولى التي جرت في 2017.

كما أثارت التوترات شكوكًا جدية بشأن طرح أسهم شركة أرامكو العملاقة للاكتتاب العام، والذي أكّد ولي العهد أنه سيجري مطلع 2021.

التعليقات