دور مرتزقة دحلان في اليمن

كشف الموقع "بازفيد" الأميركي، النقاب عن تشكيل رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق والقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، بمساعدة ضابط إسرائيلي أميركي سابق، فريق اغتيالات وجيش من المرتزقة للعمل في اليمن بتوجيهات من السلطات الإماراتية.

دور مرتزقة دحلان في اليمن

دحلان (في الوسط) غولان (من اليمين) وغيلمور (بازفيد)

مع تواتر التقارير التي تؤكد لجوءها إلى فرق المرتزقة، تنكشف شيئا فشيئا خطوط المؤامرة الإماراتية على الشعب اليمني الذي يعاني الأمرّين من أهوال الحرب، وسط أوضاع إنسانية كارثية وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين. إذ كشف موقع "بازفيد" الأميركي، النقاب عن تشكيل رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق والقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، بمساعدة ضابط إسرائيلي أميركي سابق، فريق اغتيالات وجيش من المرتزقة للعمل في اليمن بتوجيهات من السلطات الإماراتية.

وأشار "بازفيد" في تقرير مطول نشر اليوم، الثلاثاء، إلى أن شركة مرتزقة خاصة، أسسها رجل الأمن الإسرائيلي الأميركي المتقاعد أبراهام غولان، استخدمت مقاتلين سابقين في القوات الخاصة الأميركية وتحديدا من وحدة "أسود البحر"، تدعى "سبير أوبرايشن غروب" (مجموعة سبير للعمليات)، ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية.

وأوضح الموقع أن غولان مقيم في مدينة بيتسبرغ (بنسلفانيا)، هو من قاد أولى عمليات التصفية التي أمرت بها الإمارات في اليمن، في كانون الأول/ ديسمبر 2015، في أعقاب دعوة السعودية إلى تشكيل تحالف ضد اليمن بدعوى الدفاع عن الشرعية (المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي).

المرتزقة وفي الخلفية طائرة لسلاح الجو الإماراتي (بازفيد)

ولم تقتصر التصفيات التي نفذها عناصر "سبير أوبرايشن غروب"، على تصفية شخصيات سياسية، بل عملت كذلك على تصفية رجال دين وزعامات محلية بارزة، وفقًا للموقع.

واستهدفت العملية الأولى التي نفذها مرتزقة دحلان/ الإمارات، مسؤول محلي لحزب "الإصلاح" الإسلامي في عدن، يدعى إنصاف علي مايو. حيث نقل التقرير تفاصيل العملية عن اثنين من المشاركين بها.

وتركزت خطة المرتزقة على وضع عبوات ناسفة أمام مكتب إنصاف بالقرب من ملعب مركزي لكرة القدم في عدن. وقع الانفجار في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2015، وكان من المفترض أن يقتل إنصاف وكل من تواجد في المكتب إلا أن ذلك فشل.

وفي حديثه للموقع، أكد غولان ذو الأصول المجرية، أنه نفذ مخطط الاغتيال في اليمن بتمويل من الإمارات. ووصف كيف عمل جنود أميركيون مدربون على المهمات التي يشوب مدى قانونيتها الكثير من الضبابية.

ونقل الموقع عن غولان قوله: "كان هناك برنامج اغتيالات في اليمن، كنت أديره. كان مصادقًا عليه من الإمارات في إطار التحالف".

وأكد أنه خلال عمل شركته الذي استمر أشهرًا طويلة في اليمن، كان فريقه مسؤولاً عن عدد من عمليات التصفية لوجوه وشخصيات بارزة، من دون أن يذكر أسماء المستهدفين.

واعتبر أن الولايات المتحدة تحتاج كذلك إلى برنامج اغتيالات مثل البرنامج الذي يديره بتمويل إماراتي. وقال: "ربما أنا وحش. ربما يجب أن أكون في السجن. ربما أنا شخص سيئ. ولكني على حق"، مشددا على أن خطط الاغتيالات التي نفذها استندت إلى النموذج الإسرائيلي في الاغتيالات.

وأبرم دحلان الصفقة مع شركة الاغتيالات الأميركية خلال غداء جمعهم بمطعم إيطالي في ناد للضباط في قاعدة عسكرية إماراتية في أبوظبي، بحضور غولان، وإسحاق غيلمور، الذي عمل سابقًا في القوات الخاصة في البحرية الأميركية، حيث استضافهم دحلان.

فريق القتل الأميركي في اليمن (بازفيد)

وقال دحلان لغولان خلال لقائهما الأول، وفقًا لتصريحات الأخير للموقع الأميركي، إنه في ظروف أخرى كان يفترض أن يسعى كل واحد منهما لاغتيال الآخر، والتقط الاثنين وغيلمور صورة معًا.

وأوضح دحلان لغيلمور أنه يستأجرهم من أجل القيام بمهمة أساسية ألا وهي "عرقلة وتدمير" أنشطة حزب "الإصلاح" الإسلامي، الذي تعتبره الإمارات فرع "الإخوان المسلمين" في اليمن؛ واتفق دحلان مع غولان وغيلمور أن كل منهما سيتقاضى دفعة شهرية قدرها 1.5 مليون دولار لقاء عملهما.

كما أفاد التقرير بأن الاثنين (غولان وغيلمور) كانا مصرين على دمج رجالهما في القوات التي أرسلتها الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن "لأسباب قانونية". وطالبا بتسليمهما الأسلحة وقوائم الأهداف الخاصة بالاغتيال، بواسطة عسكريين.

وفقا لتحقيق الموقع، تضمنت قائمة الاغتيالات 26 هدفا، من ضمنهم إنصاف علي مايو. وأوضح التقرير أن 12 عضوًا في "سبير" متورط في العمليات، ثلاثة منهم عملوا في القوات الخاصة الأميركية وبعضهم من الفيلق الأجنبي الفرنسي السابق، تم استبدالهم لاحقًا بمواطنين أميركيين.

وأظهر التقرير علاقات غولان المتينة مع إسرائيل من خلال صفقات أمنية، إضافة إلى أنه عاش لسنوات في البلاد كان يُشاهد خلالها مع رئيس الموساد السابق داني ياتوم.

هذا ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، عن ياتوم تأكيده أنه يعرف غولان وأنه تعرف عليه في حفلة في لندن، زاعما أن العلاقة معه مقطوعة منذ سنوات طويلة، وأن لا علاقة له بالمهمات التي تنسب لغولان.

وأشار ياتوم إلى أنه اعتمد على غولان في تزويد زبائنه في أفريقيا بخدمات ومهام أمنية تتعلق بمجال الطاقة.

ونفت وكالة الـ"سي آي إيه" أي علاقة لها ببرنامج الاغتيالات هذا، فيما أكد مسؤول سابق في الوكالة، عمل في الإمارات، وجود "سبير" وعملها في اليمن، واصفًا أعضاءها بـ"فريق اغتيالات".

 

التعليقات