قرابين بن سلمان: من هما سعود القحطاني وأحمد عسيري؟

سلّطت وسائل إعلام غربيّة الضوء على العسيري والقحطاني، منذ تم إعفاؤهما، ووضعتهما في خانة الاتهامات بتورّطهما في مقتل خاشقجي، في إشارة إلى أن إعفاءهما لم يأتِ إلا ضمن سيناريو أكبر، له علاقة مباشرة بقتل خاشقجي.

قرابين بن سلمان: من هما سعود القحطاني وأحمد عسيري؟

من اليمين أحمد عسيري وسعود القحطاني (تويتر)

أعفت السعودية 5 شخصيّات بارزة من مناصبها، على خلفيّة قضية الصحافي جمال خاشقجي، الذي قُتِل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وطالت الإعفاءات التي تزامنت مع اعتراف السعودية يوم السبت بأن خاشقجي قُتِل داخل السفارة، بتركيا، المستشارَ في الديوان الملكي، سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، دون توضيح أسبابِ الاعفاءات، ودون الكشف عمّا إذا خضع المعفيون من مناصبهم لتحقيقات.

وسلّطت وسائل إعلام غربيّة الضوء على العسيري والقحطاني، منذ تم إعفاؤهما، ووضعتهما في خانة الاتهامات بتورّطهما في مقتل خاشقجي، في إشارة إلى أن إعفاءهما لم يأتِ إلا ضمن سيناريو أكبر، له علاقة مباشرة بقتل خاشقجي.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قد كتبت يوم الثلاثاء الماضي، أن نائب رئيس المخابرات السعودية، أحمد العسيري، قد يكون كبش الفداء بالنسبة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قضية مقتل خاشقجي.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأميركية كانت قد علمت، الشهر الماضي، أن العسيري كان يخطط لتشكيل "فريق نمور" للقيام بعملية سرية خاصة. كما علمت المخابرات الأميركية، بعد اختفاء خاشقجي، أن ولي العهد السعودي كان قد أبلغ مرؤوسيه، الصيف الماضي، أنه يريد إحضار خاشقجي ومعارضين آخرين إلى السعودية.

وكانت مصادر عدة، قد أشارت إلى أن كبش الفداء المحتمل هو العسيري، الذي وُصف بأنه اتخذ عدة إجراءات ضد خاشقجي وآخرين، لصالح بن سلمان.

وتعزّزت قوة العسيري والقحطاني في آخر السنوات أمام الرأي العام، إذ شهدا صعودا لافتًا تزامنَ مع بروز ولي العهد محمد بن سلمان، فقد كانا من أبرز مستشاريه.

ووُلد القحطاني في 7 حزيران/ يونيو من عام 1978 بالرياض، وحصل على الثانوية العامة من معهد العاصمة، وبكالوريوس قانون من جامعة الملك سعود، وماجستير من جامعة نايف العربية تخصص عدالة جنائية، كما حصل على دورة تأهيل الضباط الجامعيين في القوات الجوية، وعمل كمحاضر قانون في كلية الملك فيصل الجوية، حيث وصل إلى رتبة نقيب فيها قبل أن يتحول إلى ديوان ولي العهد.

وشغل في وقتٍ سابق، منصب مستشار قانوني في مكتب ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز عام 2003، وشغل منصب مدير عام مركز الرصد والتحليل الإعلامي في الديوان الملكي عام 2008، وعمل مديرا لدائرة الإعلام في سكرتارية ولي العهد، ومستشارا في مكتب رئيس الديوان الملكي ونائب، بحسب ما أوردت تقارير إعلامية.

وانضم القحطاني للديوان الملكي عام 2012، وعُيّن في 2015 مستشارا للديوان الملكي، وتولى في 2017، مهاما جديدة كرئيس لاتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات ثم الإشراف العام على اللجنة العليا للاتحادات الرياضية القتالية في 2018.

وقاد القحطاني المواجهات الإعلامية لكل من يعارض السعودية، في "تويتر"، حيث اعتُبر أبرز الوجوه الرّسميّة فيه، إذ يُتابعه 1.3 مليون حساب؛ فيما يتابع هو 1528 حسابا وله 9270 تغريدة.

وغرد القحطاني الذي يُعرّف نفسه على حسابه في تويتر بأنه "رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز"، وأن حسابه شخصي ولا يمثل جهة رسمية، فور إعفائه من منصبه: "أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمين، على الثقة الكبيرة التي أولوني إياها.. سأظل خادما وفيا لبلادي طول الدهر، وسيبقى وطننا الغالي شامخا بإذن الله تعالى".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميريكة، قد كشفت في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أن القحطاني كان يقود فيما يبدو حملات لمخاطبة المعارضين السعوديين بالخارج.

وقالت الصحيفة إن القحطاني تواصل مع خاشقجي ودعاه للعودة الآمنة إلى السعودية من منفاه الاختياري الذي خرج له منتقدا سياسات ولي العهد، وأخبر خاشقجي أصدقاءه أنه لا يثق في العرض أو المسؤول الذي عرضه عليه، أي القطحاني.

ولا يزال القحطاني، صامتا في مواجهة الاتهامات التي توجه له من وسائل إعلام غربية، تظهر له دورا في مقتل خاشقجي، غير أنه قبيل الحادث كان أبرز متحدثي المملكة.

أما أحمد عسيري، فهو من مواليد 1959، من محافظة محايل عسير، الواقعة جنوب غربي السعودية، والتحق بالجيش السعودي، وتعده وسائل إعلام سعودية واحدا من أمهر الطيارين السعوديين، حاصلٌ على العديد من الشهادات في العلوم العسكرية من فرنسا وأمريكا، وتدرج داخل الحياة العسكرية بالمملكة، من معهد قوات الدفاع الجوي، إلى ضابط معلم بجناح الحرب بكلية القيادة والأركان السعودية.

وفي عام 2010، وصل إلى منصب مدير لمكتب نائب وزير الدفاع، وفي عام 2014، أصبح مستشارا بمكتب وزير الدفاع.

ومع تولي ولي العهد السعودي، وزارة الدفاع في 2015، تم تعيينه في آذار/ مارس من نفس العام، متحدثا باسم قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن، وكان أحد مستشاري بن سلمان.

ولم يمر عام، حتى أصدر العاهل السعودي، في حزيران/يونيو 2016، أمرا ملكيا بترقية عسيري إلى رتبة لواء، وفي عام 2016 عين متحدثا باسم قوات "التحالف العسكري الإسلامي ضد داعش"، وفي نيسان/أبريل 2017 صدر أمر ملكي جديد بتعيين عسيري نائبا لرئيس جهاز الاستخبارات.

وواجه عسيري قبل صعوده بنحو شهر لمنصبه الأخير، احتجاجا من جانب محتجين في لندن على موقف بلاده من حرب اليمن التي اندلعت قبل أعوام ضد الحوثيين المدعومين من طهران وفق ما تقول الرياض عادة.

وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، كان العسيري حاضرا لاجتماع ولي العهد مع الممثل الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد بالرياض، ما يؤكد تقارير إعلامية تشير لقرب عسيري من بن سلمان.

فيما تتناقل تقارير غربية لوسائل إعلام منها "الغادريان" البريطانية، أن السعودية ستحمل مسؤولية مقتل خاشقجي للواء عسيري، وتعتبره "كبش فداء"، وهي تقارير لم ترد عليها المملكة ولا الأخير الذي لم يظهر في أي حديث منذ قرار الإعفاء.

وكانت الرياض، قد أقرت، فجر السبت، بمقتل خاشقجي داخل مقر قنصليتها في إسطنبول، إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون، لكنها لم توضح مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.

وتناقضت تلك الرواية الرسمية، مع روايات سعودية غير رسمية كان آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحافية، اليوم، أنّ "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مصدر تركي رفيع المستوى أنّ "مسؤولين كبار في الأمن التركي خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله في القنصلية السعودية بإسطنبول بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي".

المصادر: "الأناضول، واشنطن بوست، نيويورك تايمز"

 

التعليقات