الشرطة السودانية تقمع مظاهرات ليلية تطالب برحيل البشير

المظاهرات تجري في الخرطوم وأم درمان مساء اليوم، وهناك دعوة لمظاهرات في أنحاء السودان بعد غد، والمتظاهرون يهتفون ’حرية، حرية’ و’يسقط بس، يسقط بس’ حكم البشير المستمر منذ أكثر من ثبلاثين عاما

الشرطة السودانية تقمع مظاهرات ليلية تطالب برحيل البشير

متظاهرون في الخرطوم، الشهر الماضي (أ.ب.)

انطلقت مظاهرات في الخرطوم وأم درمان، مساء اليوم الثلاثاء، سعت الشرطة السودانية إلى قمعها وتفريقها بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع. وتندرج التظاهرات التي نظّمت ليلا في إطار تحرّكات احتجاجية مستمرّة منذ أكثر من شهر ضد الرئيس السوداني، عمر البشير، الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود.

وهتف مئات المتظاهرين في حي بحري في شمال الخرطوم، مساء اليوم، بشعارات تطالب بالتغيير. لكن شرطة مكافحة الشغب سارعت إلى التصدي لهم بالغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان.

وقال متظاهر، طالبا عدم كشف هويته، إن هناك إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع وإن الدخان يملأ المكان، مضيفا أن متظاهرين كثرا يعانون من السعال وإن البعض أعاد رمي قنابل الغاز باتّجاه قوات الأمن.

على الضفة الغربية للنيل شهدت أم درمان، مساء اليوم، تظاهرة منفصلة قال شهود عيان إن الشرطة فرّقت المشاركين فيها بواسطة الغاز المسيل للدموع.

وقال أحد الشهود "الناس يصرخون ’حرية، حرية’ و’يسقط بس، يسقط بس’" خلال تجمّع قرب منزل متظاهر توفي أمس متأثرا بجروحه في أم درمان التي نُظّمت فيها أيضا تظاهرات ليلية بحسب ما أفاد شهود عيان.

وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة باتحاد المهنيين السودانيين، الذي يقود الاحتجاجات، أن المتظاهر توفي متأثرا بجروحه بعد أن أصيب خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في الخرطوم.

واعتقل جهاز الأمن والمخابرات خلال شهر المئات من قادة المعارضة والنشطاء والصحافيين والأطباء الذين سقط من بينهم ضحايا.

وكان اتحاد المهنيين السودانيين دعا إلى تظاهرات ليلية، مساء اليوم، وإلى تظاهرات في "كافة المدن والبلدات" بعد غد، الخميس.

ويشهد السودان منذ 19 كانون الأوّل/ديسمبر احتجاجاتٍ دامية عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدّتها مذّاك، لتتحوّل إلى تظاهرات واسعة ضدّ حكم البشير المستمرّ منذ ثلاثة عقود.

وخلّفت موجة الاحتجاجات في السودان 26 قتيلا بينهم إثنان من عناصر الأمن، بحسب حصيلة رسمية، إلا أن منظمات دولية، منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، تقول إن الحصيلة بلغت 40 قتيلا بينهم أطفال وعناصر من الكادر الطبي.

ويرى محللون أن هذه الاحتجاجات تشكل أكبر تحد للرئيس البشير منذ وصوله إلى السلطة في 1989 في انقلاب دعمه الإسلاميون.

وتمدّدت رقعة الاحتجاجات إلى مختلف أرجاء البلاد منذ أن خرجت أول تظاهرة في عطبرة في شمال شرق السودان في 19 كانون الأول/ديسمبر بسبب رفع أسعار الخبز.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية يغذيها نقص حاد في العملات الأجنبية وانكماش متصاعد أدى إلى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء. وتصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان، في 2011، والذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير.

التعليقات