في زيارةٍ هي الأولى من نوعها: بابا الفاتيكان يصل الخليج

في زيارة تاريخية، تُعدّ الأولى من نوعها، وصل البابا فرنسيس، مساء اليوم الأحد، إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام، وتحديدا إلى أبو ظبي، في زيارة من المُقرّر أن تستمر 3 أيام، يتخللها مشاركته في لقاء حول حوار الأديان، وقمة مع

في زيارةٍ هي الأولى من نوعها: بابا الفاتيكان يصل الخليج

البابا على سلم الطائرة التي أقلّته للإمارات (أ ب)

في زيارة تاريخية، تُعدّ الأولى من نوعها، وصل البابا فرنسيس، مساء اليوم الأحد، إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام، وتحديدا إلى أبو ظبي، في زيارة من المُقرّر أن تستمر 3 أيام، يتخللها مشاركته في لقاء حول حوار الأديان، وقمة مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، في خامس لقاء بينهما خلال نحو 3 سنوات.

وسيُقيم البابا قداسًا تاريخيًا، يُنتظر أن يُشارك فيه نحو 135 ألف شخص في ملعب كبير في أبو ظبي، لأنّ مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، يعيشون في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، وهو العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى.

ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان مع البابا (أ ب)

وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة أكثر من 130 ألف شخص في قداس الثلاثاء في ملعب لكرة القدم، الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، وسيكون بحسب وسائل إعلام محلية الأكبر في تاريخ الإمارات.

وتقع أربع كنائس في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وكتب البابا في حسابه بموقع "تويتر" قبيل انطلاق طائرته: "أزور هذا البلد كأخ، لنكتب صفحة حوار معا، ونمضي في مسار السلام سوية".

من استقبال البابا (أ ب)

واصطف منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، مئاتٌ تحت المطر أمام كاتدرائية القديس يوسف في العاصمة الإماراتية، التي سيزورها أيضا البابا صباح الثلاثاء، أملا في الحصول على آخر التذاكر لحضور القداس.

وفي الشوارع الرئيسية في أبوظبي وتلك المؤدية إلى مجمع الكاتدرائية، علّقت أعلام الفاتيكان والإمارات بالإضافة إلى أعلام اللقاء الديني الذي سيحضره البابا الإثنين، تحت مسمى "لقاء الأخوة والإنسانية".

واحتلت زيارة البابا العناوين الرئيسية في الصفحات الأولى للصحف المحلية الأحد، وعنونت صحيفة "الخليج" بالخط العريض "أهلا وسهلا بابا الفاتيكان".

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر: "هي زيارة تحمل قيمة إنسانية عظيمة تضيف بها دولتنا صفحة جديدة في تاريخ التآخي والتسامح"، مضيفا أن الزيارة "تؤكد للعالم نهج دولتنا في التسامح والتعايش السلمي".

وتقُدّم الإمارات نفسها على أنّها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى، باستثناء السعودية التي تحظر ممارسة أي ديانة غير الإسلام.

البابا في الطائرة (أ ب)

لكن الإمارات تواجه انتقادات من منظمات حقوقية لدورها في الحرب الدائرة في اليمن المجاور حيث قتل آلاف المدنيين، وتتعرّض لاتهامات بملاحقة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

دولةُ "التسامُح" غير مُتسامحة

وفي 31 كانون الأول/ ديسمبر، أيّدت محكمة إماراتية حبس الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور مدة عشر سنوات على خلفية انتقاده السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وصدر الحكم قبل يوم من بداية سنة جديدة أطلقت عليها الإمارات اسم "عام التسامح"، في دولة تضم حكومتها وزيرا للتسامح.

والأحد، وجّهت منظمة هيومين رايتس ووتش الحقوقية رسالة إلى البابا فرنسيس، وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة في بيان "رغم تأكيداتها على التسامح، لم تُظهر حكومة الإمارات أي اهتمام حقيقي بتحسين سجلها الحقوقي".

(أ ب)

وتابعت "مع ذلك، فقد أظهرت مدى حساسيتها بشأن صورتها العالمية، وعلى البابا فرنسيس توظيف زيارته للضغط على قادة الإمارات للوفاء بالتزاماتهم الحقوقية في الداخل والخارج".

اليمن...

ودعا البابا، قبل استقلاله الطائرة متوجها إلى الإمارات؛ إلى احترام اتفاق وقت إطلاق النار في اليمن، حيث تقود الإمارات مع السعودية تحالفا عسكريا ضد المتمردين الحوثيين، في حرب قُتل فيها نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين منذ بدء عمليات التحالف.

وقال البابا عن الهدنة التي تم التوصل إليها في السويد في كانون الأول/ ديسمبر أنه "يوجّه نداء إلى الجماعة الدولية والأطراف المعنية كي تلتزم الاتفاق الذي تم التوصل إليه ويضمن توزيع المواد الغذائية ويعمل من أجل خير الشعب".

البابا خلال كلامه في الطائرة (أ ب)

وأضاف في عبارة مُرتجلة لم ترد في نص خطابه الأصلي: "إنني أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعرض السكان للإنهاك بسبب النزاع الطويل وكثير من الأطفال يعانون الجوع، لكننا لا نستطيع الوصول إلى مستودعات الطعام".

وقبل قداس الثلاثاء، يشارك البابا في حوار ديني الإثنين مع شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين.

التعليقات