الجزائر: الحزب الحاكم يتخلى عن بوتفليقة ومظاهرات تطالب برحيله

قيادي كبير بالحزب الحاكم: بوتفليقة أصبح تاريخا الآن* وزير: الرئيس قد لا يصمد نظرا لتزايد الضغوط عليه من كافة الطبقات الاجتماعية في الجزائر، واللعبة انتهت وبوتفليقة لا يملك خيارا سوى التنحي الآن* مظاهرات كبرى في الجزائر العاصمة

الجزائر: الحزب الحاكم يتخلى عن بوتفليقة ومظاهرات تطالب برحيله

مظاهرة التلاميذ والطلاب في الجزائر العاصمة، أول من أمس (أ.ب.)

برزت اليوم، الجمعة، المزيد من المؤشرات التي تدل على تخلي حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عن دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فيما تظاهر الآلاف في العاصمة، مطالبين برحيل بوتفليقة بعد 20 عاما في الحكم وتراجع عن قراره الترشح لولاية جديدة بعد احتجاجات شعبية ضده.

وبدأ يفقد حلفاءه بوتيرة متسارعة في الأيام القليلة الماضية، بعد عودته من العلاج في سويسرا. وقال القيادي الكبير في الحزب الحاكم، حسين خلدون، لقناة النهار التلفزيونية، في وقت متأخر من مساء أمس الحميس، إن بوتفليقة "أصبح تاريخا الآن".

واعتبر تصريح خلدون ضربة جديدة لبوتفليقة، الذي كان يأمل بتهدئة الجزائريين من خلال التعهد باتخاذ خطوات لتغيير الساحة السياسية التي يهيمن عليه هو والمقربون منه منذ عقود.

وأصبح خلدون، وهو متحدث سابق باسم الحزب الحاكم، أحد أهم المسؤولين في الحزب الذي أعلن انشقاقه عن بوتفليقة. وقال إنه يتعين على الحزب أن يتطلع إلى الأمام وأن يدعم أهداف المحتجين. ويملك الحزب الأغلبية في جميع المجالس المنتخبة بما في ذلك البرلمان والمجالس البلدية.

وقال وزير سابق على صلة بالمقربين من بوتفليقة لوكالة رويترز إن الرئيس قد لا يصمد نظرا لتزايد الضغوط عليه من كافة الطبقات الاجتماعية في الجزائر. وأضاف الوزير، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن اللعبة انتهت وبوتفليقة لا يملك خيارا سوى التنحي الآن.

وفيما أعلن بوتفليقة عدم ترشحه لولاية جديدة، إلا أنه لم يعلن تنحيه على الفور، إذ يعتزم البقاء في السلطة لحين انتهاء المؤتمر الوطني للانتقال السياسي وصياغة دستور جديد. غير أن موقفه أصبح أكثر ضعفا فيما يفقد حلفاءه الواحد تلو الآخر، بما في ذلك كبار أعضاء حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يحكم البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.

وفي هذه الأثناء، تجمّع آلاف المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية، اليوم، للأسبوع الرابع على التوالي للمطالبة برحيل بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ 20 سنة، في انتظار التظاهرة الكبرى المقررة بعد صلاة الجمعة.

وبدأ المتظاهرون بالتجمع في ساحة البريد المركزي، ثم تزايد عددهم شيئا فشئيا قبل ساعتين من موعد التظاهرة المنتظر، كما في كل جمعة منذ 22 شباط/فبراير، لكن هذه الجمعة الأولى منذ إعلان بوتفليقة تأجيل الانتخابات وانسحابه من الترشح وتمديد ولايته، التي يفترض أن تنهي في 28 نيسان/أبريل.

كما تجمع مئات المتظاهرين في ساحة موريس أودان غير البعيدة، في انتظار بداية التظاهرة الكبرى.

وككل يوم منذ ثلاثة أسابيع، ركنت الشرطة شاحناتها في شارع عبد الكريم الخطابي، بين ساحتي أودان والبريد المركزي.

وقال قسم من المتظاهرين إنهم جاؤوا من مدن أخرى، مثل تيزي وزو على بعد 100 كلم شرق الجزائر، وقضوا الليلة في العاصمة عند عائلاتهم وأصدقائهم، خشية عدم تمكنهم من الوصول بسبب توقف وسائل النقل عن العمل، أو الحواجز الأمنية التي تمنع مرور السيارات.

وعلى إحدى اللافتات كتب متظاهر أنه "تمثلون علينا بأنكم فهمتم رسالتنا فنمثل عليكم بأننا سمعناها"، بينما كتب أخر "أعوذ بالله من النظام الرجيم".

ويعتبر حجم التظاهرات واتساعها غير مسبوق في الجزائر منذ وصول بوتفليقة الى الحكم قبل عشرين عاما.

التعليقات