السودانيون يعتصمون أمام مقر البشير لأول مرّة

استأنف آلاف السودانيين اليوم الأحد، احتجاجاتهم المطالبة برحيل الرئيس القمعي عمر البشير، حيث اعتصموا أمام مقر إقامته الذي يضم أيضا مقر القيادة العامة للجيش ووزارة الدفاع، مع إنهاء موجة الاحتجاجات الشعبية شهرها الرابع، التي أسفرت عن مقتل 52 شخصا...

 السودانيون يعتصمون أمام مقر البشير لأول مرّة

(أ ب)

استأنف آلاف السودانيين اليوم الأحد، احتجاجاتهم المطالبة برحيل الرئيس القمعي عمر البشير، حيث اعتصموا أمام مقر إقامته الذي يضم أيضا مقر القيادة العامة للجيش ووزارة الدفاع، مع إنهاء موجة الاحتجاجات الشعبية شهرها الرابع، التي أسفرت عن مقتل 52 شخصا على الأقل، برصاص وقمع الأجهزة، بحسب ما رصدته منظمة العفو الدولية (أمنستي).

وأكد المتظاهرون رفضهم القاطع لتعنت البشير بعدم التنحي، في أكبر احتجاج في الخرطوم منذ بداية الأحداث في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مرددين شعارات تطالب من الجيش التدخل لصالح الهبّة الشعبية.

وكان المحتجون قد تجمهروا في المكان، مساء أمس السبت، ونصبوا الخيام تحضيرا لمظاهرة اليوم، رافضين المغادرة رغم عبوات الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الأجهزة الأمنية تجاههم، وبقي الآلاف في المنطقة.

وقال المتظاهر أسامة أحمد الذي قضى ليلته خارج المجمع لوكالة الأنباء "فرانس برس": "بعد ما قمنا به بالأمس، لن نغادر هذا المكان حتى ننجز مهمتنا". وأضاف متحدثا عن البشير الذي وصل الى الحكم بانقلاب في 1989، "لن نغادر المكان حتى يستقيل".

وشارك الآلاف السبت في أكبر مسيرة مناهضة للحكومة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في كانون الأول/د يسمبر، ووصلوا خلالها للمرة الأولى إلى مقر القيادة العامة للجيش.

وفي التجمعات السابقة، حاول المتظاهرون مرارا التوجه نحو أماكن رمزية للحكم، مثل القصر الرئاسي، لكنهم غالبا ما مُنعوا من ذلك بالغاز المسيل للدموع والرصاص الذي تطلقه القوى الأمنية.

واكد منظمو التحرك، تحالف احزاب المعارضة الذي يضم المهنيين السودانيين، هذا الاسبوع أن التجمع يهدف الى الطلب من الجيش أن "يختار بين شعبه وبين الديكتاتور".

وقالوا السبت في بيان انهم "يأملون في أن يتخذ الجيش موقفا من أجل الشعب".

وقال شهود عيان إن مجموعات من الرجال والنساء والأطفال توافدوا من مختلف أنحاء العاصمة، سيراً على الأقدام أو بحافلات أو سيارات، للانضمام إلى التجمع أمام مقر قيادة الجيش.

وأغلق آخرون بالحجارة جسرا على مقربة من مقر القيادة العامة يربط الخرطوم بمنطقة البحاري إلى الشمال، مما تسبب في اختناقات مرورية، كما ذكر شهود عيان.

وقال شهود إن شركات خاصة عدة أعلنت الأحد يوم عطلة، ونظمت شركات أخرى عمليات إيصال الماء والوجبات الخفيفة إلى المتظاهرين.

وقال أحد الشهود إن "العديد من الأشخاص قدموا مع طعام ومياه كما لو أنهم ينوون التخييم هنا لعدة أيام".

وبالتزامن مع عودة الاحتجاجات، أعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية بشكل مفاجئ، عن انقطاع كامل للكهرباء في البلاد اليوم، رافضة تفسير قرارها هذا.

وسرعان ما تحولت التظاهرات السلمية التي بدأت في 19 كانون الأول/ ديسمبر جراء قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف، حركة احتجاج في جميع أنحاء البلاد ضد البشير، الذي يرأس بلدا يواجه أزمة اقتصادية خطيرة.

ويقول خبراء إنه رفض الاستقالة ويواجه أكبر تحد منذ وصوله إلى السلطة. وبعدما حاول قمع التحدي بالقوة، أعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد في 22 شباط/ فبراير.

ومنذ بداية التحرك، لقي 32 شخصا مصرعهم، كما تقول السلطات. لكن منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية تحدثت عن 51 قتيلاً على الأقل.

وأوقف عدد من المتظاهرين لأنهم شاركوا في تجمعات غير مسموح بها وتمت محاكمتهم امام محاكم استثنائية.

وقل موريسي موتيغا من "انترناشونال كرايزس غروب" إن "حجم تظاهرات السبت يثبت ان رهان البشير للتوصل الى إنقاذ نظامه من خلال القمع، رهان خاسر".

وتراجعت التعبئة كثيرا في الأسابيع الأخيرة قبل السبت، الذي لم يكن تاريخه صدفة، لأنه يوافق ذكرى ثورة 6 نيسان/ابريل 1985 التي سمحت بالإطاحة بنظام الرئيس جعفر النميري.

ويواجه السودان، الذي اقتُطعت منه ثلاثة أرباع احتياطياته النفطية منذ استقلال جنوب السودان في 2011، تضخما يناهز 70% سنويا ويواجه عجزا كبيرا في العملات الأجنبية.

 

التعليقات