"لا انتخابات أيها العصابات": حراك الطلاب الجزائريين لم يخمد

تزامنا مع الاحتفال بعيد الطالب، ورافضة لاستمرار رموز نظام بوتفليقة، مسيرة لآلاف الطلبة في العاصمة الجزائر والشرطة تطوّق البرلمان.

(أ ب)

كسر المئات من الطلبة الجزائريين، اليوم الأحد، حواجز الشرطة بعد مواجهات طفيفة، ووصلوا إلى مبنى مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان).  وتجمع الطلاب أمام المبنى، مرددين شعارات مناهضة لاستمرار رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، في الحكم.

يأتي ذلك فيما دعت 46 منظمة وجمعية جزائرية، الأحد، قيادة الجيش إلى فتح حوار مع الطبقة السياسية والمجتمعية من أجل إيجاد حل توافقي للأزمة، وعدم إجراء انتخابات الرابع من تموز/ يوليو، التي دعا إليها الرئيس المؤقت.

وأطلق الطلبة صافرات استهجان، أمام مبنى مجلس الأمة، الذي كان يترأسه عبد القادر بن صالح، قبل تعيينه رئيسا مؤقتا للبلاد بعد استقالة بوتفليقة، في 2 نيسان/ أبريل الماضي.

كما ردد المتظاهرون شعارات "ماكانش انتخابات يا العصابات" ومعناها "لا انتخابات أيها العصابات"، في إشارة للانتخابات الرئاسية التي حددها رئيس الأركان الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الذي بات الرجل الاقوى في البلاد، في تاريخ 4 تموز/ يوليو المقبل. 

وأقام عناصر الشرطة حاجزا أمنيا أمام المدخل الرئيسي لمجلس الأمة، دون أن تتدخل لتفريق الطلبة المعتصمين. 

وردّد الطلاب في وجه قوات الأمن "يا للعار يا للعار" وهم يحاولون الهرب من ضربات الهروات، نحو الشوارع المجاورة لشارع زيغود يوسف حيث مقر البرلمان.

وأصبح رفض الانتخابات مطلبا ملحّا للحركة الاحتجاجية كما في التظاهرة الكبرة كل يوم الجمعة، وهو ما عبرت عنه كذلك ثلاث شخصيات بارزة، داعية القيادة العسكرية إلى الحوار.

وتساءل كل من وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، والمناضل من أجل حقوق الإنسان، ​​​​​المحامي علي يحيى عبد النور، والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، "كيف يمكن أن نتصور إجراء انتخابات" تنظمها "مؤسسات ما زالت تديرها قوى غير مؤهلة معادية للتغيير البناء؟".

ويبدو أن الصيام والحرارة في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان، لم يؤثرا على التعبئة الكبيرة للطلاب، كما لم يؤثر الانتشار الكبير لقوات الأمن في وسط العاصمة

وجاءت مسيرة الطلبة بالعاصمة، تزامنا مع الاحتفال بعيد الطالب في الجزائر، المصادف للتاسع عشر أيار/ مايو من كل سنة. 

وفي 19 أيار/ مايو 1956، قرر الطلبة الجزائريون في الجامعات الفرنسية مقاطعة الدراسة والالتحاق بثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، التي توجت باستقلال البلاد في 5 تموز/ يوليو 1962. 

وفي وقت سابق، خرج آلاف الطلبة في مسيرة من الجامعة المركزية الحكومية، نحو ساحة البريد المركزي، وسط العاصمة، ومنعتهم الشرطة من التقدم نحو مبنى المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان).

ومن المنتظر أن يخرج الطلبة، الثلاثاء، الذي تحول لموعد احتجاج أسبوعي، في مسيرات جديدة بالعاصمة ومدن عدة في مسيرات رفضا لاستمرار رموز نظام بوتفليقة في الحكم. 

ويسود تخوف لدى نقابة الأساتذة، من سنة بيضاء (بدون دراسة) في ظل استمرار مقاطعة الطلبة للدراسة منذ آذار/ مارس الماضي، وإصرارهم على رحيل رموز النظام.

46 منظمة تدعو الجيش لفتح حوار لتجاوز الأزمة

وعلى صعيد آخر، دعت 46 منظمة وجمعية جزائرية، في بيان عقب اجتماع لها بالعاصمة تحت عنوان "اللقاء التشاوري للمجتمع المدني إسهاما فى حل الأزمة السياسية للبلاد"، الأحد، قيادة الجيش، إلى فتح حوار مع الطبقة السياسية والمجتمعية من أجل إيجاد حل توافقي للأزمة.

وورد في الوثيقة "ندعو مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، إلى فتح حوار صريح مع ممثلي المجتمع المدني والطبقة السياسية لأجل إيجاد حل سياسي توافقي يستجيب للطموحات الشعبية فى أقرب الآجال".

كما أعلنوا "الرفض المطلق" لإجراء الانتخابات الرئاسية في تموز/ يوليو، مع ضرورة رحيل رموز النظام الحالي تلبية للمطالب الشعبية.

وقبل أيام، أعلن بن صالح، خلال استقباله لرئيس الوزراء نور الدين بدوي، تمسكه بإجراء انتخابات الرئاسة في موعدها، رغم رفضها شعبيا ومن طرف جل أطياف المعارضة في البلاد.

وسابقا دعت قيادة الجيش إلى فتح حوار مع مؤسسات الدولة، لتوفير الظروف لتنظيم انتخابات في أقرب الآجال، بشكل أعطى الانطباع أنها غير متمسكة بموعد الرابع من تموز/ يوليو، الذي ترفضه المعارضة والحراك الشعبي.

والجمعة، تجددت المظاهرات في عدة مدن في مقدمتها العاصمة، للجمعة الـ 13 على التوالي؛ للمطالبة برحيل رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، ورفض انتخابات الرئاسة المقررة في الرابع يوليو. 

 

التعليقات