لبنان: قتيلان على خلفية "زيارة استفزازية" لباسيل

شهد لبنان، توترًا إضافيًا، اليوم الأحد، بعد انتقال التصعيد السياسي بين "التيار الوطني الحرّ"، حزب رئيس الجمهوريّة، ميشال عون، وصهره، جبران باسيل، و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذي يرأسه الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، إلى الشارع إثر مقتل شابين على خلفيّة زيارة باسيل

لبنان: قتيلان على خلفية

سيارة الوزير الغريب بعد إطلاق النار عليها (ناشطون)

شهد لبنان، توترًا إضافيًا، اليوم الأحد، بعد انتقال التصعيد السياسي بين "التيار الوطني الحرّ"، حزب رئيس الجمهوريّة، ميشال عون، وصهره، جبران باسيل، و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذي يرأسه الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، إلى الشارع إثر مقتل شابين على خلفيّة زيارة باسيل لأحد معارضي جنبلاط داخل الطائفة الدرزيّة.

وذكرت وسائل إعلام لبنانيّة، أن سكّان قضاء عاليه، الذي يعتبر واحدًا من معاقل "الحزب التقدمي الاشتراكي"، قطعوا عددًا من الطرق المؤدية إلى إحدى البلدات التي كان وزير الخارجية، جبران باسيل، في طريقه إليها، لزيارة الشيخ ناصر الدين الغريب في منزله في البلدة، وهو أحد رجال الدين المحسوبين على "المعارضة الدرزيّة" التي تضم شخصيات سياسية ودينية، معارضة لـ"التقدمي الاشتراكي" جنبلاط، وتحظى بدعم "التيار الوطني"، ورئاسة الجمهورية.

والقتيلان هما مرافقا وزير لشؤون النازحين، صالح الغريب، ابن شقيق الشيخ ناصر الدين الغريب، الذي كان في طريقه للانضمام لجولة باسيل، قبل أن يقطع المتظاهرون الشارع، خصوصًا أن الغريب أخذ من "حصة الاشتراكي" في الحكومة، بإصرار من عون، ما ترك غضبًا في أوساط جنبلاط حينها.

واحتجّ المتظاهرون على خطابات باسيل، وتصريحاته وسياساته التي توصف بأنها عنصريّة وطائفيّة.

وذكر التقدمي الاشتراكي في بيان أن مرافقي الغريب "عمدا إلى إطلاق النار باتجاه المحتجين بشكل عشوائي، فردّ بعض من كان يحمل سلاحًا باتجاه مصدر النار دفاعًا عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب".

ودعا جنبلاط في تغريدة على تويتر إلى التحقيق في الحادث، وقال "أتمنى على حديثي النعمة في السياسة أن يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل".

ويُعد الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة جنبلاط من أبرز خصوم باسيل، وطالما وجّه مسؤولوه انتقادات لاذعة لوزير الخارجية، فيما يرأس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، خصم جنبلاط التقليدي والمقرب من حزب الله والنظام السوري.

وسبق أن حصلت توترات بين مناصري جنبلاط وأرسلان في الجبل.

واحتجاجًا على ما حصل، قطع أنصار أرسلان طرقًا عدّة بينها الأوتوستراد المؤدي إلى جنوب لبنان في بلدة خلدة، معقل الحزب، ما تسبب بزحمة سير خانقة.

ولاحقًا، أصدر "التيار الوطني الحر" بيانًا أكد فيه أن باسيل ألغى الزيارة إلى كفرمتّى، وذلك تفاديًا لأيّة حوادث أمني، واصفًا ما حصل بأنه "تحركات تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت وأنتجت أحزانًا ومآسيَ وتهجيرًا".

من جهته، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، سلسلة من الاتصالات بين القوى والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية، لاحتواء حالة التوتر والاشتباكات المسلحة التي شهدتها المنطقة.

وذكر بيان صادر عن مكتب الحريري أنّه اتصل بباسيل، والمسؤولين في قيادتي الحزب التقدمي الاشتراكي، والحزب الديمقراطي وجهاز قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش، مشددا على ضرورة تطويق الإشكال الذي حدث في الجبل، وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها.

يُذكر أن هناك خلافا سياسيا كبيرًا بين جنبلاط والحريري اندلع مؤخرًا، برز على شكل تغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي بينهما.

التعليقات