العراق: استمرار المظاهرات وإطلاق سراح 2600 معتقل

محتجون يحتشدون في بغداد وفي عدد من مدن الجنوب، ذات الأغلبية الشيعية، ويطالبون بتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ 16 عاماً، ويتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران، متحدّين بطش قوات الأمن وقوات موالية لإيران

العراق: استمرار المظاهرات وإطلاق سراح 2600 معتقل

محتجون في بغداد يضيئون الشموع، أمس، حدادا على ضحايا مجزرة جسر السنك، أول من أمس (أ.ب.)

احتشد مواطنون عراقيون في ساحة التحرير، المعقل الرئيسي للتظاهرات في بغداد، وانتشر آخرون عند جسري السنك والأحرار القريبين، اليوم الأحد، فيما أعلن مجلس القضاء الأعلى عن إطلاق سراح 2626 معتقلا كانوا قد شاركوا في مظاهرات سابقة.

وتتواصل التظاهرات في بغداد، اليوم، رغم سقوط أكثر من 450 قتيلاً، ووفق مصادر أخرى 485 قتيلا، منذ اندلاع الاحتجاجات، في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مصممين على تحقيق مطالب تتجاوز استقالة الحكومة، ويطالبون بتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ 16 عاماً، ويتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران.

وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة، وأغلقت ثلاثة جسور رئيسية عند مواقع التظاهر، لمنع وصول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء، حيث مقار الحكومة ومجلس النواب والسفارات الأجنبية.

وتعرض محتجون ليلة أول من أمس، الجمعة، لهجوم من مسلحين مجهولين، أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة من القوات الأمنية، وإصابة أكثر من 120 بجروح. وقالت المتظاهرة عائشة (23 عاماً) من ساحة التحرير "يحاولون إخافتنا بكل الطرق، لكننا باقون في ساحة التحرير والأعداد تتزايد نهاراً وليلاً".

في غضون ذلك، استمرت الاحتجاجات في مدن جنوبية عدة. فأغلقت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس في الناصرية والحلة والديوانية والكوت والنجف، وكلها ذات غالبية شيعية. وشددت القوات الأمنية في تلك المدن إجراءاتها لتجنب وقوع "مذبحة" على غرار تلك التي وقعت في بغداد، أول من أمس، على جسر السنك بأيدي مسلحين مجهولين.

وقال المتظاهر علي رحيم، وهو طالب جامعي، في وسط ساحة الاحتجاجات في الناصرية جنوباً "سنبقى نتظاهر حتى إسقاط النظام" السياسي.

وتمثل "مذبحة السنك"، كما أطلق عليها المتظاهرون، نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية، التي قتل فيها 452 شخصاً وأصيب أكثر من عشرين ألفًا بجروح.

وأعلن مجلس القضاء الأعلى، الذي يدير شؤون القضاء في العراق، اليوم، إطلاق سراح 2626 من المتظاهرين السلميين،‎ ‎اعتقلوا خلال التظاهرات الاحتجاجية المناوئة للحكومة والأحزاب الحاكمة.

وأفاد المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان، بأن "الهيئات الحقيقية المكلفة بنظر قضايا التظاهرات أعلنت عن إطلاق سراح 2626 موقوفا من المتظاهرين السلميين لغاية اليوم". واضاف أنه "ما يزال 181 موقوفا جاري التحقيق معهم عن الجرائم المنسوبة لهم وفق القانون".

والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" الموالية لإيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية.

التعليقات