العراق: محتجون يعرقلون عمل حقل نفط في البصرة

"المحتجون نصبوا الخيام وأضرموا النيران فجرا على الطريق الرئيس المؤدي إلى حقل الرميلة النفطي، ومنعوا الموظفين من الالتحاق بوظائفهم". ومتظاهرون ببغداد يرفضون المرشحين من أحزاب السلطة ونددوا باستمرار اغتيال الناشطين

العراق: محتجون يعرقلون عمل حقل نفط في البصرة

مواجهات في بغداد، الشهر الماضي (أ.ب.)

أغلق محتجون الطريق الرئيسي المؤدي إلى حقل الرميلة النفطي، في محافظة البصرة، ومنعوا الموظفين من الالتحاق بعملهم، اليوم الثلاثاء، حسب مصدر في الشرطة العراقية.

وأضاف المصدر نفسه أن "محتجين نصبوا الخيام وأضرموا النيران فجرا على الطريق الرئيس المؤدي إلى حقل الرميلة النفطي، ومنعوا الموظفين من الالتحاق بوظائفهم، بسبب ما وصفوه محاولة القوى السياسية مصادرة حقوقهم في اختيار من يمثلهم في تشكيل الحكومة المقبلة، وعدم تلبية مطالبهم".

ويعتبر حقل الرميلة النفطي أحد أكبر الحقول النفطية العراقية، ويبلغ معدل إنتاجه نحو 1.3 مليون برميل نفط يوميا، ويشكل نحو 40% من إنتاج محافظة البصرة الغنية بالنفط.

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 492 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، استنادا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان ومصادر طبية وأمنية.

والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

رفض للمرشحين من أحزاب السلطة

ورغم سوء الأحوال الجوية التي سادت العراق، أمس، إلا أنها لم تمنع المتظاهرين من المبيت في ساحات الاحتجاج، ومواصلة حراكهم المُطالب بإصلاح العملية السياسية ومحاسبة رموزها المتورطين بالفساد وقمع الاحتجاجات، حسبما أفادت صحيفة "العربي الجديد".

وشهدت ساحة التحرير في بغداد توافداً لآلاف المتظاهرين الذين جدّدوا رفضهم للأسماء التي يتم ترشيحها من قبل أحزاب السلطة لرئاسة الوزراء، كما عبروا عن استنكارهم لاستمرار عمليات الاغتيال التي تطاول الناشطين بهدف إسكات صوت الانتفاضة.

وكذلك الحال في ساحات الخلاني والوثبة وحافظ القاضي وجسور الجمهورية والسنك والأحرار القريبة من ساحة التحرير. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على متظاهري ساحة الوثبة، بينما اندلع حريق في إحدى البنايات الكبيرة المطلة على الساحة.

كما شهدت محافظة كربلاء تظاهرات ليليلة حاشدة، بالرغم من الانتشار الأمني المكثف في المحافظة. ودعا المتظاهرون في كربلاء السلطات إلى الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين والشروع بمحاسبة المسؤولين الفاسدين والمتورطين بترهيب المتظاهرين السلميين، وفي مقدمتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، رافعين شعار "قناصك وين يا عادل زوية"، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت لعبد المهدي عام 2009 بالوقوف وراء سرقة مصرف الزوية في بغداد.

وطالب متظاهرو الديوانية السلطات المحلية وقوى الأمن بالإسراع في الكشف عن الجهات المتورطة باستهداف المتظاهرين، موضحين أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن توقف الحركة الاحتجاجية في المحافظة.

وقال محافظ الديوانية، زهير الشعلان، في بيان، إنه سيتابع حالة استهداف الناشطين ثائر الطيب وعلي المدني، أول من أمس، معرباً عن إدانته لهذا "العمل الإجرامي"، متعهداً "بمتابعة سير إجراءات التحقيق للكشف عن الجناة".

كما شهدت ساحة البحرية في محافظة البصرة احتجاجات ليلية، لرفض مرشحي الأحزاب لرئاسة الوزراء، والمطالبة بمحاكمة الفاسدين وقتلة المتظاهرين، بحسب مصادر محلية، التي قالت لـ"العربي الجديد"، إن المئات من الذين وعدت السلطات المحلية، أخيراً، بتعيينهم تظاهروا بسبب زيف هذه الوعود وعدم السماح لهم بمباشرة أعمالهم.

واستمرت مظاهر الاحتجاج في ساحة الصدرين بمحافظة النجف، ومدينة الحلة بمحافظة بابل، بالرغم من برودة الجو والضباب الكثيف في المحافظتين.

وبالتزامن، تشهد أروقة البرلمان ارتباكاً بعد طلب رئيس الجمهورية، برهم صالح، من رئاسة مجلس النواب تحديد هوية الكتلة الأكبر في البرلمان ليتم الطلب منها ترشيح رئيس الوزراء الجديد.

التعليقات