العراق: قوى سياسية بارزة تطالب بإنهاء التواجد العسكري الأميركي بالبلاد

القوى السياسية الممثلة بالبرلمان تستنكر اغتيال قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي"، وتصفها بأنها "جريمة جديدة واعتداء سافر على السيادة العراقية"، وتطالب "بإقرار قانون إجلاء كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية"

العراق: قوى سياسية بارزة تطالب بإنهاء التواجد العسكري الأميركي بالبلاد

رجل يسير على العلمين الأميركي والإسرائيلي وخلفه شعار "الموت لأميركا" في بغداد، اليوم (أ.ب.)

استنكرت بيانات صادرة عن قوى سياسية بارزة في العراق، اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، في غارة أميركية في بغداد، الليلة الماضية، أسفرت عن مقتل 8 آخرين كانوا برفقتهما، ودعت القوى السياسية إلى إنهاء التواجد العسكري الأميركي في البلاد.

وشدد رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، على أن الغارة الليلية تشكل "تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة" في العراق، منددا بما وصفه "خرقا فاضحا لشروط تواجد القوات الأميركية" في البلاد، وملمحا إلى أن بغداد قد تعيد النظر في وجود 5200 جندي أميركي على أراضيها.

وقال تحالف "سائرون"، المدعوم من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إنه "مرة أخرى تقترف أمريكا جريمة جديدة واعتداء سافر على السيادة العراقية"، ودعا التحالف "جميع أعضاء مجلس النواب الحضور إلى الجلسة الطارئة للمجلس، السبت، لمناقشة هذا الاعتداء الخطير والسافر".

وشدد التحالف، وهو أكبر كتلة برلمانية يمثلها 54 نائبا من أصل 329 مقعداً، على "ضرورة أن تلتحم جميع القوى الوطنية لتوحيد الصفوف والوقوف بوجه الاعتداءات الأميركية والعمل على إنهاء وجودها من خلال إقرار قانون إجلاء كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية".

وناشد زعيم منظمة "بدر"، هادي العامري، "كل القوى الوطنية لتوحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبئا على العراق، وبقاؤها يعني مزيداً من سفك الدماء العراقية".

ودعا العامري، وهو أبرز قادة العراق المقربين من إيران ويتزعم ائتلاف "الفتح" الذي يضم أذرع سياسية لفصائل "الحشد الشعبي"، وثاني أكبر كتلة وعددها 47 مقعداً، القوات الأمنية العراقية إلى "أخذ الحيطة والحذر لتأمين الحماية للعراق من شر الأشرار، واتخاذ قرار جريء بإخراج القوات الأجنبية من العراق لأن وجودها أصبح يهدد العراقيين لا غير".

وقال حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، إن "النهج الأميركي العدواني والاستخفاف بمقدرات شعوب المنطقة، سيوسع من دائرة المواجهة ويدفع بالوضع إلى تداعيات خطيرة ويجعل الواقع الإقليمي يعيش على صفيح ساخن"، مضيفا أن "هذه الجريمة الإرهابية تثبت بوضوح عدم احترام الولايات المتحدة للسيادة العراقية، وأن القوات الأميركية تتصرف وكأن العراق ما زال تحت احتلالها". ودعا الحزب الحكومة إلى "اتخاذ الخطوات المتاحة للتعامل مع هذا الحدث الخطير، وأن تعيد النظر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة".

وحث الحزب الشعب العراقي، والقوى السياسية، إلى "تحمل المسؤولية في الحفاظ على العراق وأمنه وسيادته واستقراره".

وحذر زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، "من تداعيات وتأثيرات وخطورة هذا الاستهداف، كونه يضع المنطقة على صفيح ساخن"، داعيا الحكومة العراقية إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع مثل هذه الاعتداءات".

وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية في أرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

التعليقات